سوريا.. حرائق تلتهم غابات باللاذقية وتهدد محمية الفرنلق

منذ 6 ساعات
سوريا.. حرائق تلتهم غابات باللاذقية وتهدد محمية الفرنلق

• لليوم الخامس على التوالي، تواصل فرق الإطفاء السورية بمشاركة تركيا والأردن ولبنان، جهودها لإخماد الحرائق.

 

يواصل رجال الإطفاء السوريون، بدعم من تركيا والأردن ولبنان، جهودهم المكثفة لاحتواء حرائق الغابات واسعة النطاق في محافظة اللاذقية. وتساهم الظروف الجوية الصعبة، والتضاريس الوعرة، والرياح القوية في انتشار الحرائق.

تتزايد مخاوف السلطات السورية من امتداد الحريق إلى محمية الفرنق الطبيعية شمال اللاذقية. وتواجه فرق الإطفاء تحديات كبيرة، إذ تُساعد الظروف المناخية على انتشار الحرائق، وتُشكل حقول الألغام (من مخلفات النظام السابق) تهديدًا كبيرًا لسلامة الفرق، وفقًا للدفاع المدني السوري.

ورغم أن الدفاع المدني أعلن الأربعاء إخماد أكثر من 90 بالمئة من الحرائق في غابات بلدة الريحانية في جبل التركمان، وكذلك في كنسبا وقنجارة والدغمشلية، إلا أن الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة أعادت اشتعال الحرائق وتوسعت رقعته.

**الجهود المشتركة

وذكرت وزارة الطوارئ والحماية المدنية في منشور على منصتها “إكس” أن هناك “جهوداً مشتركة لإخماد حرائق الغابات وحماية محمية الفرنق شمال اللاذقية لليوم الخامس على التوالي”.

وقالت إن “رجال الإطفاء وفرق الغابات بمشاركة رجال إطفاء أتراك وأردنيين يواصلون تنفيذ عمليات ميدانية مكثفة برية وجوية لإخماد حرائق الغابات المستعرة في محافظة اللاذقية”.

ذكرت في منشور سابق أن وزير الطوارئ والحماية المدنية رائد الصالح أجرى صباح اليوم الاثنين جولة تفقدية شملت منطقتي قسطل معاف وزنزاف، للاطلاع على سير العمل الميداني في المناطق المتضررة من الحرائق في محيط اللاذقية.

وقالت الوزارة في بيان فجر الاثنين: “قامت فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري وفرق إطفاء الغابات وفرق الإطفاء التركية الليلة الماضية بجهود كبيرة ومكثفة لمكافحة حرائق الغابات التي اندلعت بشكل رئيسي في موقعين: جبل التركمان وغابات الفرنق”.

**صعوبة في السيطرة

بدوره، أفاد الدفاع المدني السوري عبر حسابه على تويتر مساء الاثنين، أن “فرق الإطفاء البرية والبحرية في جبل التركمان تسابق الزمن لاحتواء الحرائق المستعرة في غابات جبل التركمان شمال اللاذقية”.

وأضاف: “لكن الرياح القوية تعيد إشعال الحرائق وتوسع نطاقها، مما يجعل السيطرة على الحرائق أمرا صعبا ويفاقم التحديات على الأرض”.

وفي منشور آخر، أفاد الدفاع المدني بـ”اندلاع حرائق جديدة في منطقتي قرن كل والبركة بناحية قسطل معاف شمال اللاذقية، مع هبوب رياح قوية مساء الاثنين”.

وأوضح أن ذلك يأتي “في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإطفاء جهودها لاحتواء انتشار الحرائق ومنع امتدادها إلى مناطق جديدة في المنطقة، فيما تواجه في الوقت نفسه صعوبات كبيرة نتيجة عدم توفر مصدات الحرائق والطرق للوصول إلى بؤر الحرائق”.

**حاول حماية المحمية

ونشرت هيئة الحماية المدنية “صورا حزينة” للحريق وهو ينتشر باتجاه محمية غابة فرناق، في حين “تجري جهود مكثفة لوقف انتشار الحريق وحماية هذا التراث الطبيعي الذي لا يمكن تعويضه”.

ونشر صوراً لطائرات مروحية تركية تشارك في إخماد حرائق الغابات في محيط قرية بركة في ناحية قسطل معاف بمحافظة اللاذقية.

كما نشر لقطات لرجال الإطفاء الأردنيين وهم يشاركون في مكافحة حرائق الغابات في منطقة اللاذقية، مستخدمين معدات خاصة لمكافحة الحرائق، ومقدمين دعماً جوياً من الطائرات الأردنية لاحتواء الحريق.

وفي منشور آخر، ذكر الدفاع المدني السوري أن “أحد أخطر الأسباب التي تمنع فرق الإطفاء من الوصول إلى بعض بؤر الحرائق في محيط اللاذقية هو وجود حقول الألغام (من مخلفات النظام السابق)، والتي تشكل تهديداً كبيراً لسلامة الفرق”.

**اللاذقية: حرائق هائلة

وفي هذا السياق، قال وزير الطوارئ والحماية المدنية رائد الصالح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن فرق الإطفاء استجابت لأكثر من 4 آلاف حريق في سوريا خلال ثلاثة أشهر.

وأضاف أن محافظة اللاذقية سجلت أعلى عدد من الحرائق بين المحافظات السورية، حيث بلغ 441 حريقاً.

وأشار الصالح إلى أن “عمليات الإطفاء استغرقت نحو 3744 ساعة عمل، منها 1400 ساعة في اللاذقية وحدها، ما يعكس شدة وتعقيد الحرائق في هذه المحافظة الجبلية التي تضم مساحات حرجية شاسعة”.

ونقلت سانا عنه قوله: “يواصل رجال الإطفاء جهودهم لإخماد حرائق الغابات في محافظة اللاذقية لليوم الخامس على التوالي، ويشارك في عمليات الإطفاء رجال إطفاء أتراك وأردنيون، ويتلقون دعماً جوياً من طائرات سورية وتركية وأردنية ولبنانية”.

**الأضرار والدعم

من جانبها أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات في تصريح لوكالة سانا أنه “تم إنشاء مركز طوارئ لمتابعة أوضاع المتضررين والنازحين جراء الحرائق في منطقة اللاذقية وتقديم كافة أشكال المساعدة العاجلة لهم”.

أعلن الجيش اللبناني صباح اليوم الاثنين: “أن مروحيتين تابعتين للقوات الجوية أقلعتا صباح اليوم من مطار القليعات في عكار (شمال) للمشاركة في عمليات إطفاء الحرائق في منطقة اللاذقية، بمبادرة من السلطات اللبنانية وبالتنسيق بين قيادة الجيش والسلطات السورية”.

قال وزير الطوارئ والكوارث السوري لوكالة سانا، الأحد، إن ثمانية عناصر من الدفاع المدني أصيبوا، وتضرر 10 آلاف هكتار من الأراضي جراء الحرائق في منطقة اللاذقية غربي البلاد.

كما أفاد مدير الحماية المدنية في الساحل السوري عبد الكافي كيال، الأحد، باندلاع حرائق جديدة في ريف اللاذقية، فيما تُبذل جهود لمنع امتدادها، بحسب سانا.

وأعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية عن إنشاء “مركز عمليات ميدانية مشترك” بالتعاون مع عدد من المنظمات السورية الفاعلة لتقديم الدعم اللوجستي والميداني لعمليات إطفاء الحرائق في منطقة شمال اللاذقية.

تكثر الحرائق في ريف اللاذقية خلال أشهر الصيف. ويصعب إخمادها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الأشجار والرياح العاتية.


شارك