عائلات المحتجزين الإسرائيليين: إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة خطوة مطلوبة

منذ 18 ساعات
عائلات المحتجزين الإسرائيليين: إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة خطوة مطلوبة

العائلات: المفاوضات يجب أن تؤدي إلى اتفاق شامل يضمن عودة كافة السجناء.

قالت لجنة أهالي الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة إن إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة “خطوة ضرورية”، وشددت على ضرورة التوصل إلى “اتفاق شامل” يضمن عودة جميع الأسرى وفق جدول زمني “واضح”.

وأضافت الهيئة في بيان على منصة إكس الأحد: “نطالب بتحديث شفاف وواضح من إدارة شؤون الاختطاف والجهات الرسمية بشأن الظروف التي تعتبرها إسرائيل غير مقبولة”.

وبحسب البيان، تطالب العائلات فريق التفاوض بوضع آلية لتسريع الجدول الزمني وضمان التوصل إلى اتفاق شامل خلال هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، يجب ضمان أن يشمل الاتفاق عودة جميع المختطفين دون تمييز أو انتقائية.

من المقرر أن يتوجه الوفد التفاوضي الإسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة في وقت لاحق من يوم الأحد لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى. ويتزامن ذلك مع زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسبما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.

وأعلنت إسرائيل، مساء السبت، موقفها من التعديلات التي أدخلتها حماس على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ووصفتها بأنها “غير مقبولة”.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “تم تسليم التعديلات على الاقتراح القطري الذي طالبت به حماس إلى إسرائيل الليلة الماضية وهي غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل”.

وجاء في البيان: “بعد تقييم الوضع، أصدر نتنياهو تعليماته بقبول الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة ومواصلة إقامة الاتصالات لإطلاق سراح أسرانا على أساس الاقتراح القطري الذي قبلته إسرائيل”.

وأضاف أن “فريق التفاوض سيغادر غدا (الأحد) إلى قطر لإجراء محادثات هناك”.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن العقبة الأكبر أمام التوصل إلى اتفاق هي إصرار حماس على إشراف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات، وهو الموقف الذي رفضته إسرائيل.

تطالب حماس أيضًا بضمانات بعدم استئناف الحرب بعد انتهاء وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. علاوة على ذلك، هناك خلاف حول هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.

ولم تكشف المصادر الرسمية عن تفاصيل الاقتراح، لكن وسائل الإعلام العبرية، بما في ذلك صحيفة هآرتس، ذكرت أن البنود الرئيسية تتضمن إطلاق حماس سراح نصف أسراها الإسرائيليين الأحياء (10)، بالإضافة إلى جثث 18 أسيراً آخرين، على خمس مراحل خلال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً.

وبحسب الصحيفة العبرية فإن الاقتراح ينص على إطلاق سراح ثمانية أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، واثنين آخرين في اليوم الخمسين.

ويشمل ذلك نقل خمسة جثث لأسرى إسرائيليين في اليوم السابع، وخمسة جثث في اليوم الثلاثين، وثمانية جثث في اليوم الستين.

في المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، وتسحب قواتها تدريجيًا من المناطق المتفق عليها في قطاع غزة. قد يكون هذا البند نقطة خلاف بالنسبة لتل أبيب، إذ يطالب بنزع سلاح حماس ونفي قادتها.

تُقدّر تل أبيب وجود حوالي 50 سجينًا إسرائيليًا في غزة، 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في غضون ذلك، يقبع أكثر من 10,400 فلسطيني في السجون، يعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي. وقد لقي العديد منهم حتفهم، وفقًا لتقارير حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية.

وبينما لم تكشف حماس عن محتوى ردها على الاقتراح، ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن حماس لا تزال تصر على ثلاثة مطالب أساسية لتغيير بنود الاتفاق.

وأضافت المصادر أن المطلب الأول يتعلق بالعودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية الحالي، بينما يتعلق الثاني بالوضع بعد انتهاء مهلة الستين يومًا لوقف إطلاق النار. ففي حين تعتقد إسرائيل أن انتهاء المهلة دون اتفاق سيسمح باستئناف الحرب، تُصر حماس على تمديد الهدنة حتى دون اتفاق نهائي.

أما المطلب الثالث فيتعلق بخريطة الانسحاب العسكري الإسرائيلي من غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي يتمركز فيها الجيش داخل قطاع غزة.

وقالت حماس يوم الأربعاء إنها تناقش حاليا مقترحات تلقتها من وسطاء للتوصل إلى اتفاق يضمن إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة وتقديم المساعدات للفلسطينيين.

وأكدت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين “دفعة واحدة” مقابل وقف الإبادة الجماعية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

لكن نتنياهو يتملص من الموقف بفرض شروط جديدة تعجيزية. لا يريد سوى اتفاقيات جزئية تضمن له استئناف حرب الإبادة.

ومن المقرر أن يتوجه نتنياهو إلى واشنطن في وقت لاحق اليوم الأحد للقاء الرئيس الأمريكي ترامب.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم قولهم إن ترامب قد يعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال اجتماعه مع نتنياهو الاثنين.

ومن الجدير بالذكر أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى زعمت مراراً وتكراراً أن نتنياهو يواصل الحرب من باب مراعاة الجناح اليميني في حكومته، وتعزيز مصالحه السياسية الشخصية، وخاصة البقاء في السلطة.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

في هذه الحرب، قُتل وجُرح أكثر من 193 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 10 آلاف شخص. إضافةً إلى ذلك، شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.


شارك