1900 منهم يطلبون الجنسية البريطانية.. قلاع اسكتلندا تتحول إلى ملاذ أثرياء أمريكا الهاربين من ترامب!

منذ 9 ساعات
1900 منهم يطلبون الجنسية البريطانية.. قلاع اسكتلندا تتحول إلى ملاذ أثرياء أمريكا الهاربين من ترامب!

أثارت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قلق النخبة الثرية في الولايات المتحدة، مع سعي عدد متزايد من أصحاب الملايين في الولايات المتحدة إلى ملاذ آمن بعيدا عن التقلبات السياسية المتوقعة. أصبحت القلاع الاسكتلندية التاريخية وجهة شهيرة لأولئك الذين يسعون إلى الهروب من “المعطف الأمريكي”، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

وبحسب تقارير عقارية، شهدت اسكتلندا في الآونة الأخيرة موجة غير مسبوقة من عمليات الشراء من قبل الأميركيين الأثرياء، مع اندلاع حروب المزايدة بينهم.

في صفقةٍ أُبرمت مؤخرًا، قدّم ثلاثة أمريكيين عروضًا تجاوزت بكثير السعر الأصلي لقلعةٍ معروضة للبيع. وأكد كاميرون إيور، رئيس قسم العقارات السكنية في سافيلز، أن “الاهتمام الأمريكي دفع أسعار القلاع إلى مستوياتٍ غير مسبوقة”.

أضاف إيور: “بعد انتخاب ترامب مؤخرًا، شهدنا زيادة ملحوظة في استفسارات الأمريكيين على موقعنا الإلكتروني. ليس الجميع مؤيدًا لترامب، وكثيرون يبحثون عن بدائل خارج الولايات المتحدة. وقد تأكد هذا التوجه من خلال تصريحات لشبكة CNN حول “موجة هجرة” الأمريكيين الأثرياء منذ بداية إدارة ترامب. قال أحد المهاجرين: “نهرب من الفوضى… أمريكا التي عرفناها تتلاشى بسرعة”.

تشير الأرقام الرسمية إلى اتجاه متزايد: ففي الربع الأول من عام 2025 وحده، تقدم أكثر من 1900 أمريكي بطلب للحصول على الجنسية البريطانية – وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في عام 2004. وبعيدًا عن العوامل السياسية، يعتقد الخبراء أن القلاع الاسكتلندية تتمتع بجاذبية خاصة، حيث تجمع بين سحرها التاريخي والأصالة والفخامة.

يوضح إيور قائلاً: “القلاع الاسكتلندية ليست مجرد عقارات، بل هي أعمال فنية تروي قرونًا من التاريخ. جودتها وقيمتها لا تُضاهى مقارنةً بقلاع أخرى في أوروبا”. ويتجلى هذا الاهتمام في المبيعات السريعة للقلاع التي تُقدر بملايين الجنيهات، مثل قلعة جلينبوروديل، التي بيعت بأكثر من 200 ألف جنيه مصري فوق سعرها المطلوب.

تتراوح القلاع المعروضة بين قلاع العصور الوسطى بتحصيناتها الأصلية، وقصور حديثة ذات سمات تاريخية. تحتفظ قلعة إيرشال في فايف، التي زارتها ماري ملكة اسكتلندا سابقًا، بمدافعها التي تعود إلى القرن السادس عشر، بينما يُعد برج بيرويندي، على الرغم من مظهره التاريخي، مبنىً حديثًا يعود تاريخه إلى عام ١٩٩٨.

القلاع ليست مجرد مساكن فاخرة؛ فقد حُوِّل بعضها إلى فنادق أو قاعات زفاف، بينما لا تزال مئات منها مساكن خاصة تتوارثها الأجيال. وقد ساهمت الشعبية العالمية لمسلسل “الخونة”، الذي صُوِّر في قلعة أردروس، في زيادة الاهتمام العالمي بهذه الروائع المعمارية.

يقول إيور: “القلاع ليست للجميع. يحتاج المشترون إلى موارد مالية كبيرة لتمويل ليس فقط الشراء، بل أيضًا الصيانة المستمرة. ولكن عندما يجدون قلعةً تأسر قلوبهم، فلن يتنازلوا عنها مهما كلف الأمر”. تتجلى هذه العقلية في تصريحات الممثلة الأمريكية كريستينا هندريكس، التي أعربت عن رغبتها في امتلاك قلعة اسكتلندية بعد أن أُعجبت بها أثناء التصوير: “التاريخ هنا آسر”.


شارك