استعراضات مسلحة ومطالبات بتوقيف.. ماذا حدث في لبنان؟

رئيس الوزراء اللبناني ينتقد الاستعراضات المسلحة قرب مقر الحكومة والهتاف بشعارات تطالب بتسليم السلاح.
نواف سلام: أمرت بإلقاء القبض على المتورطين.
أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، السبت، أن التظاهرات المسلحة التي شهدتها بيروت يوم الجمعة “مرفوضة كلياً وتحت أي مبرر”. يأتي ذلك في ظل سعي الدولة اللبنانية لاحتكار حمل السلاح، وقبل أيام من عودة المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى بيروت الاثنين لتلقي رد الدولة اللبنانية وحزب الله على “الوثيقة الأمريكية” التي تطالب حزب الله بتسليم سلاحه.
وأضاف سلام في تصريحات عبر حسابه على موقع “X” أنه دعا وزيري الداخلية والعدل إلى توقيف منفذي الاستعراضات المسلحة في بيروت وتسليمهم للتحقيق.
ظهرت مجموعة من الشبان المسلحين في أحد شوارع بيروت خلال إحياء ذكرى عاشوراء. وانتشرت مقاطع فيديو لمسيرة في حي زقاق البلاط قرب السراي الحكومي، كان المشاركون فيها يحملون أسلحة بشكل واضح، وفقًا لموقع “الشرق” الإخباري.
وأظهر مقطع فيديو آخر المشاركين وهم يلوحون بالسلاح ويرددون هتافات مؤيدة للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتم توزيع الطعام في بيوت الضيافة في بيروت مع عبارة “لن نتخلى عن سلاحنا”.
الدولة اللبنانية لديها احتكار السلاح.
ويؤكد سياسيون لبنانيون على ضرورة حصر حيازة السلاح بيد الدولة، ودعوا حزب الله إلى التعاون في ملف السلاح وفق جدول زمني محدد.
لكن الأمين العام الحالي نعيم قاسم أعلن في مايو/أيار الماضي أن الحرب مع إسرائيل “لم تنتهِ بعد” لأن البلاد “لم تلتزم باتفاقيات وقف إطلاق النار”. وحثّ حزبه على عدم تقديم أي مطالب حتى انسحاب إسرائيل من لبنان.
وفي أبريل/نيسان، كرر معارضته لـ”نزع سلاح” الحزب ودعا إلى “حذف هذه الفكرة من القاموس”.
– صحيفة أمريكية وسحب أسلحة الحزب
تجري حالياً في لبنان مشاورات سياسية رفيعة المستوى لبحث الرد المناسب على الوثيقة الأميركية التي قدمها المبعوث الأميركي توماس باراك خلال زيارته لبيروت في 19 حزيران/يونيو. ومن المتوقع أن يتوجه باراك إلى بيروت يوم الاثنين لعرض ردود الدولة اللبنانية وحزب الله.
وبحسب الخطة المقترحة، فإن الخطوة الأولى بعد الاتفاق على الرد ستكون عقد اجتماع لمجلس الوزراء للموافقة على مبدأ “سحب سلاح حزب الله ووضع آلية التنفيذ”.
وبناء على هذا الإدراك، سيضغط الأميركيون على إسرائيل للبدء بالانسحاب من إحدى النقاط الخمس على الحدود اللبنانية التي لا تزال تحتلها.
ويعود باراك إلى لبنان يوم الاثنين في زيارة تستمر يومين لتلقي الردود على ورقته ومناقشتها، وخاصة الجزء المتعلق بسلاح حزب الله المذكور في الورقة، وكذلك العلاقات اللبنانية السورية، من ترسيم الحدود والسيطرة عليها بين البلدين إلى اللاجئين السوريين في لبنان، وأخيرا النقطة الثالثة وهي الإصلاحات المالية.
تتجه الأنظار نحو موقف حزب الله من الوثيقة الأمريكية، وفقًا لصحيفة الشرق الأوسط. ووفقًا للتقرير، فإن وثيقة الرد على المبعوث الأمريكي “أُنجزت من قِبل أركان الدولة الثلاثة، وهي الآن بانتظار رد حزب الله وتعليقاته”. ولم يتلقَّ مكتب الرئيس ولجنة صياغة الوثيقة السداسية، التي تضم ممثلين عن الرؤساء الثلاثة، ردًا رسميًا من حزب الله حتى الآن. ومن المتوقع أن يُحيل حزب الله محتواها إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري.