فريق طبي متعدد التخصصات ينجح في إنقاذ حياة رضيع بمستشفى الشيخ زايد التخصصي

أوضح الدكتور صلاح عمر جودة، مدير عام مستشفى الشيخ زايد التخصصي، أمانة المراكز الطبية التخصصية بوزارة الصحة والسكان، أن العيادات الخارجية بالمستشفى استقبلت حالة رضيع يبلغ من العمر عامًا واحدًا يعاني من انسداد بين الأوعية الدموية في الدورة الدموية الدماغية. تُعد هذه الحالة من الأمراض النادرة والمعقدة جدًا لدى الأطفال، وتُعرف طبيًا بالناسور الحنوني. وقد خضعت الحالة للفحص من قِبل أطباء القلب والأطفال وأخصائيي القسطرة الدماغية، وأُجريت لها العديد من الفحوصات الطبية اللازمة والأشعة السينية.
وأكد جودة أنه تقرر تشكيل فريق جراحي من أطباء قسطرة المخ بقيادة الدكتور فاروق حسن أستاذ ورئيس قسم قسطرة المخ، وفريق تخدير بقيادة الدكتور أحمد كريم أستاذ وأخصائي التخدير، وقبول الطفل لإجراء الجراحة.
أكدت الدكتورة سوزان بيومي، أستاذة وأخصائية في أمراض قلب الأطفال والأجنة، أن مخطط صدى القلب (ECHO) أظهر حجمًا غير طبيعي لقلب الرضيع الأيمن وارتفاعًا حادًا في ضغط الشريان الرئوي. كما كشف التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ عن وجود العديد من الوصلات الوريدية المباشرة بين الشرايين والأوردة الدماغية، مما أدى إلى استسقاء الرأس، وهي حالة نادرة تُهدد حياة الرضيع.
قال الدكتور فاروق حسن، أستاذ ورئيس قسم قسطرة الدماغ بالمستشفى، إنه تم إغلاق الوصلات الشريانية والوريدية تمامًا في جلسة واحدة. كانت العملية دقيقة ومعقدة واستغرقت حوالي ساعتين. ثم نُقل الرضيع إلى وحدة العناية المركزة، حيث أمضى 48 ساعة تحت إشراف فريق متعدد التخصصات من أطباء الأطفال وأطباء القلب وأخصائيي العناية المركزة. ثم نُقل إلى إحدى غرف الجناح الداخلية.
لاحظ حسن تحسنًا ملحوظًا في حالته الصحية، إذ عادت وظائف دماغه وقلبه إلى طبيعتها، واستقر ضغط الشريان الرئوي لديه، وتمكن من مغادرة المستشفى بصحة جيدة خلال أيام قليلة.
وأضاف حسن أن حالات الناسور الشرياني الوريدي الدماغي عند الأطفال عادة ما تكون مرتبطة بوريد جالينوس وهذه الحالات يتم علاجها بشكل روتيني من قبل فريق القسطرة الدماغية بالمستشفى، في حين أن حالات الناسور الشرياني الوريدي الدماغي عند الأطفال نادرة جداً ومعقدة للغاية في العلاج.