مفتي الجمهورية يشارك في اجتماع اللجنة الاستشارية لجامعة سنغافورة للدراسات الإسلامية

منذ 8 ساعات
مفتي الجمهورية يشارك في اجتماع اللجنة الاستشارية لجامعة سنغافورة للدراسات الإسلامية

حضر فضيلة الأستاذ الدكتور نذير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، اجتماعًا للجنة الاستشارية العليا لجامعة سنغافورة للدراسات الإسلامية، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى سنغافورة. وحضر الاجتماع نخبة من العلماء والقيادات الدينية والأكاديميين من سنغافورة وخارجها.

ناقش الاجتماع مواضيع أكاديمية وفكرية مهمة، وركز على تطوير مناهج وبرامج الجامعة، وتطوير آليات البحث العلمي في مجالات الشريعة الإسلامية والعلوم الإنسانية لمواكبة التطورات المعاصرة، والحفاظ على ثوابت الدين وهويته الثقافية. كما نوقش تطوير برنامج شامل للجامعة يُحسّن جودة مخرجاتها التعليمية، ويلبي احتياجات المجتمع الإسلامي المعاصر.

كما ناقش المشاركون سبل تعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعة والمؤسسات الإسلامية المرموقة حول العالم، لا سيما الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، بما يُسهم في تخريج أجيال من العلماء المؤهلين القادرين على مواكبة الواقع ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

خلال اللقاء، أكد سماحة مفتي الجمهورية على أهمية الجامعة في تعزيز القيم الإسلامية السمحة، وتنمية الوعي الديني المعتدل لدى الشباب. وأشاد بالمستوى الأكاديمي الرفيع الذي تتميز به الجامعة، ونجاحها في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وانفتاحها على تجارب العالم الإسلامي، وتبادل الخبرات الأكاديمية مع المؤسسات الدينية العالمية المرموقة.

وشدد على دور المؤسسات الدينية والجامعات الإسلامية في إعداد القادة الدينيين للتحديات الجديدة، وكيف يمكن للتعليم الإسلامي، وخاصة التعليم العالي، أن يظل وثيق الصلة بواقعنا المعاصر، وكيف يؤثر السياق الاجتماعي للمجتمعات الإسلامية على محتوى ومناهج التعليم الإسلامي. وأضاف أن التحديات التي تواجه الخطاب الديني اليوم تتطلب تضافر الجهود وتبادل الرؤى والخبرات بين العلماء والباحثين. وأكد أن المؤسسات الدينية، وخاصة الجامعات والمراكز الأكاديمية، تتحمل مسؤولية كبيرة في ترسيخ مفاهيم المواطنة والتعايش والتسامح، ومكافحة الفكر المتطرف بجميع أشكاله.

خلال اللقاء، أشاد الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، بتجربة جامعة الأزهر المتميزة، واصفًا إياها بإحدى أعرق وأعرق الجامعات الإسلامية في العالم. وأكد أن إرثها العلمي والتربوي يُمثل مرجعًا هامًا لبناء النموذج الأكاديمي للجامعة.

كما أكد على أهمية الاستفادة من هذه التجربة في بلورة رؤية متكاملة للمناهج الدراسية، تجمع بين علوم الشريعة واللغة والفكر والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بما يُمكّن الدعاة أو المتخصصين في الشؤون الإسلامية من فهم الواقع ومعالجة إشكالياته بوعي. وتحدث سماحته عن أهم العلوم والمعارف التي ينبغي أن تُتاح لأعضاء هذه الجامعة، بما يضمن إعداد نخب علمية قادرة على توجيه العمل الدعوي والفكري في مجتمعاتها، بما يُعزز قيم الوسطية والاعتدال، ويُحقق التوازن بين الثوابت والمتغيرات.

حضر اللقاء الأستاذ المشارك الدكتور محمد فيصل إبراهيم، وزير الشؤون الإسلامية، الوزير الأول بوزارة الداخلية ورئيس اللجنة الاستشارية؛ والدكتور نذير الدين محمد ناصر، مفتي جمهورية سنغافورة؛ وتان تاي يونج، رئيس جامعة سنغافورة للعلوم الاجتماعية؛ والأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر؛ وقطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي؛ وعدد كبير من العلماء والقيادات الأكاديمية والدينية.


شارك