محمود مسلم: لا أحد يصدق إسرائيل بعد جرائمها في غزة.. والرهان على أوروبا لوقف التصعيد

مصر تدعو للسلام وتحذر من تصعيد الحرب الإسرائيلية الإيرانية
ويهدد الصراع اقتصاد المنطقة، وقد شكلت الحكومة لجاناً للتعامل مع العواقب.
انتقادات لمواقف ترامب المتناقضة.. ورهان مصر على أوروبا وروسيا
تفقد إسرائيل مصداقيتها على مستوى العالم بعد مهاجمتها للمستشفيات في قطاع غزة بشكل متكرر.
قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، إن مصر تشعر بالقلق إزاء خطورة الصراع الإسرائيلي الإيراني المستمر، وتخشى أن يؤدي إلى انقلاب في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل في عدوانها على إيران. وأكد أن القاهرة تتفاوض مع أشقائها العرب والدول الصديقة غير المتورطة في هذا الصراع للوصول إلى حلول سياسية وإنهاء الحرب.
في حديثه مع قناة روسيا اليوم، أكد مسلم أن القاهرة تسعى دائمًا إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط انطلاقًا من دورها التاريخي ومكانتها الوطنية الداعمة للسلم والأمن والاستقرار الدوليين. كما أشار إلى أن مصر هي المتضرر الأكبر من تصاعد الصراعات في المنطقة، بغض النظر عن الأطراف المتورطة فيها. وأوضح أن القاهرة دفعت ثمنًا باهظًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العدوان على قطاع غزة، وأن قطاعات مهمة في مصر، مثل قطاع السياحة وإيرادات قناة السويس، تأثرت.
وأضاف مسلم أن للصراع الإسرائيلي الإيراني تداعيات اقتصادية عميقة على دول المنطقة، بما فيها مصر، لا سيما مع ارتفاع أسعار الوقود والواردات. وأوضح أن الحكومة المصرية شكلت لجانًا للوقاية من هذه الآثار والتخفيف من وطأة التبعات الاقتصادية للحرب.
فيما يتعلق بالموقف الأمريكي، قال مسلم إنه لا يمكن لأحد التنبؤ بالموقف الأمريكي، لا سيما في ظل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتناقضة، والتي تتراوح بين التهدئة والتصعيد. فتارة يؤكد التزامه بالمفاوضات، وتارة أخرى يهدد بالعمل العسكري. وأكد أن الموقف الروسي أوضح، إذ حذرت روسيا من التدخل المباشر ضد إيران ودعت إلى خفض التصعيد. وينطبق الأمر نفسه على الموقف الصيني، وأضاف أنهم يعتمدون حاليًا على أوروبا، لا سيما أن الدول الأوروبية لها المصلحة الأكبر في استقرار المنطقة، وعليها دعم السلام والاستقرار بدلًا من التبعية لأمريكا.
أكد مسلم على أهمية الجهود العربية المستمرة، بقيادة مصر والسعودية والإمارات ودول عربية شقيقة أخرى، عبر المؤسسات الدولية، لإنهاء هذا العدوان. وأضاف أن الجميع سيتضرر أكثر إذا استمرت الحرب وتصاعد الصراع.
فيما يتعلق بالتصريحات الإسرائيلية حول الهجوم الإيراني على مستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، قال مسلم إن كل من يقرأ هذا يقارن تصريحات إسرائيل خلال الحرب مع إيران بأفعالها خلال حرب غزة. وأضاف أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة، حيث قصفت المستشفيات بذريعة أن حماس كانت تخفي أسلحتها أو عناصرها فيها. ولهذا السبب لا أحد يصدق إسرائيل اليوم. وإذا نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صورة لطفل مرعوب من الصواريخ الإيرانية، فمن سيصدقه لو قتلت إسرائيل آلاف الأطفال في غزة بطريقة أكثر وحشية؟ وأوضح أن هذه المشاهد وهذه التصويرات الإسرائيلية قد تكون مقدمة لتبرير هجوم أكثر عنفًا على إيران.
وأشار إلى أن الحرب الإعلامية بين إسرائيل وإيران مليئة بالأكاذيب والتهديدات، ولا تخلو من الحقيقة والمعلومات. علاوة على ذلك، فرضت إسرائيل قيودًا عديدة على النشر داخلها.