الصين تحذر من انزلاق الشرق الأوسط نحو مزيد من الفوضى

أعربت الصين عن قلقها إزاء التصعيد العسكري المتزايد بين إسرائيل وإيران، مؤكدةً أن دول الشرق الأوسط ستكون أول المتضررين من هذا الصراع. ودعت الصين إلى العودة إلى الحوار والمفاوضات لتجنب المزيد من الفوضى.
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا تشون، اليوم الاثنين، أن بلاده تشعر بالقلق إزاء التصعيد العسكري المفاجئ في الشرق الأوسط عقب الهجمات الإسرائيلية.
وأشار المتحدث إلى أن استمرار وتصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران سيضرّ بالدرجة الأولى بدول المنطقة. وقال: “ندعو جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض التوترات وتهيئة الظروف اللازمة للعودة إلى حل الصراع عبر الحوار والمفاوضات، لمنع المنطقة من الانزلاق أكثر إلى الفوضى”.
وأضاف قوه أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أجرى محادثة هاتفية مع نظيريه الإيراني والإسرائيلي أمس، داعيا الجانبين إلى حل خلافاتهما عبر الحوار.
وشدد المتحدث على أنه يتعين على جميع الأطراف اتخاذ إجراءات فورية لمنع تصعيد التوترات وتهدئة الوضع.
وتابع: “الحروب لا تجلب سلامًا دائمًا. يجب حل النزاعات الدولية عبر الحوار والتشاور. ولا يمكن معالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف إلا من خلال السعي إلى رؤية أمنية مشتركة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحفي دوري في بكين يوم 13 يونيو/حزيران إن بلاده ترفض أي إجراءات تهدد سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، وكذلك أي محاولات لتصعيد الصراع في المنطقة.
من جانبه، أدان الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ الهجمات على مواقع عديدة في إيران، بما في ذلك المنشآت النووية، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، ودعا إسرائيل إلى “إنهاء مغامرتها العسكرية”.
في 14 يونيو/حزيران، أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثتين هاتفيتين مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر. وأكدوا أن الوسائل العسكرية ليست حلاً، وشددوا على ضرورة حل القضية النووية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية.
فجر الجمعة، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، هجومًا واسع النطاق على إيران، قصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صاروخية، واغتالت قادة عسكريين وعلماء نوويين. وأسفر الهجوم عن مقتل 224 شخصًا وإصابة 1277 آخرين.
وفي نفس المساء، بدأت إيران بالرد بهجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، مما تسبب أيضًا في أضرار مادية كبيرة، ووفقًا لمكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي، فقد أسفر عن مقتل 24 شخصًا وإصابة 592 آخرين.
تعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض عدوين لدودين، والعدوان الإسرائيلي الحالي على إيران هو الأشمل من نوعه. إنه يمثل انتقالًا من “حرب الظل” القائمة على التفجيرات والاغتيالات إلى صراع عسكري مفتوح.