بين رسائل التهدئة ورفض التفاوض.. إيران تطرح مرونة دبلوماسية وتتمسك بالرد العسكري

في حين كشفت صحيفة وول ستريت جورنال ووكالة رويترز يوم الاثنين أن طهران، من خلال وسطاء عرب، حثت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استخدام نفوذه للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار الفوري إذا أظهرت إيران في المقابل مرونة في المحادثات النووية، أبلغت إيران الوسيطتين قطر وعمان أنها غير مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار أثناء هجوم إسرائيلي.
ونقلت رويترز عن مصدر قوله إن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عمان إبلاغ واشنطن باستعدادها لإظهار المرونة في المحادثات النووية إذا أمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن طهران فرضت شرطا يقضي بعدم مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر في الهجمات العسكرية الجارية. وأضافت أن طهران وجهت رسائل غير رسمية إلى إسرائيل، مؤكدة على ضرورة احتواء التصعيد بما يخدم مصلحة الطرفين.
وتأتي هذه الإجراءات على خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على المنشآت العسكرية والنووية في إيران، والتي أدت إلى مقتل عدد من قادة القوات الجوية الإيرانية ومزيد من عزلة المرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي المقابل، أبلغت إيران الوسيطين قطر وسلطنة عمان أنها غير مستعدة للتفاوض على وقف إطلاق النار خلال الهجوم الإسرائيلي، حسبما قال مسؤول مطلع على المحادثات لرويترز يوم الأحد.
ويأتي ذلك في الوقت الذي شنت فيه إسرائيل وإيران هجمات متجددة، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقا في المنطقة.
وقال المسؤول المطلع الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الصراع “إن الإيرانيين أبلغوا وسطاء من قطر وسلطنة عمان أنهم لن يسعوا إلى مفاوضات جادة حتى تستكمل إيران ردها على الضربات الاستباقية الإسرائيلية”.
وأضاف المسؤول أن إيران “أوضحت أنها لن تتفاوض تحت ضغط الهجوم”.
أضرار محدودة
ومع ذلك، تضيف صحيفة نيويورك تايمز أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية كانت محدودة، مما يشير إلى أن إسرائيل ربما تحتاج إلى حملة أطول لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات ستستمر “حتى يتم تدمير البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية”، مؤكدا أن “تغيير النظام ليس هدفا فوريا، لكنه قد يكون نتيجة محتملة”.
وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فإن الجيش مستعد لمواصلة هجماته لأسابيع قادمة. وأعرب الرئيس دونالد ترامب عن دعمه الضمني: “أعتقد أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق. سنرى ما سيحدث. ولكن في بعض الأحيان، عليك القتال أولًا”.
واشنطن خارج المعركة
من جانبها، تعتبر إيران إبقاء واشنطن خارج المعركة انتصاراً تكتيكياً، لأنه يمنحها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها ومنع المزيد من الخسائر.
وقال مسؤول مطلع إن “الإيرانيين يراهنون على أن إسرائيل لا تستطيع الصمود في حرب استنزاف طويلة الأمد من دون دعم أميركي مباشر”.
وبحسب دبلوماسيين عرب تحدثوا مع الإيرانيين، يبدو أن إيران تراهن على عدم قدرة إسرائيل على الصمود في حرب استنزاف طويلة الأمد، وستضطر في نهاية المطاف إلى البحث عن حل دبلوماسي، بحسب ما ذكرته قناة سكاي نيوز عربية.
ورغم علامات الانفتاح، فإن التصريحات الإيرانية الأخيرة لا تشير إلى أن إيران مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة فيما يتصل ببرنامجها النووي، وخاصة فيما يتصل بوقف تخصيب اليورانيوم، وهو مطلب رئيسي لإسرائيل والولايات المتحدة.