ماذا يعني انسحاب رواندا من إيكاس؟

منذ 1 شهر
ماذا يعني انسحاب رواندا من إيكاس؟

أعلنت رواندا رسميا انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس) خلال القمة السادسة والعشرين للمنظمة، التي عقدت السبت في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، بحضور سبعة رؤساء دول وحكومات من الدول الأعضاء الحادية عشرة.

جاء القرار بعد أن مدد البيان الختامي للقمة رئاسة غينيا الاستوائية لمدة عام آخر، وأرجأ تسليم الرئاسة الدورية لرواندا. واعتبرت كيغالي هذا تجاهلًا متعمدًا لحقوق البلاد المشروعة المنصوص عليها في المادة السادسة من الميثاق التأسيسي للمنظمة.

الخلافات واتهامات التسييس

ووصفت وزارة الخارجية الرواندية القرار بأنه نتيجة “استغلال المنظمة من قبل جمهورية الكونغو الديمقراطية بدعم من بعض الدول الأعضاء”، واعتبرت أن هذا النهج يعكس “تسييسًا متعمدًا لآليات المنظمة” ويقوض مبادئها الأساسية، بحسب قناة CNBC.

وأشارت رواندا إلى أن هذا ليس الانتهاك الأول من نوعه، حيث سبق أن تم استبعادها من القمة الثانية والعشرين التي ستعقد في كينشاسا عام 2023 برئاسة جمهورية الكونغو الديمقراطية.

رغم احتجاج كيغالي آنذاك، واصفةً الاستبعاد بأنه “غير قانوني”، لم تُتخذ أي إجراءات تصحيحية. لذلك، اعتبرت رواندا هذا “الصمت والتقاعس” دليلاً على عدم امتثال المنظمة لقواعدها الداخلية.

جو متوتر

أفادت وكالة فرانس برس، نقلاً عن مصادر داخل القمة، أن التوترات بين الوفدين الرواندي والكونغولي بلغت ذروتها. ورفضت كينشاسا، بدعم من بوروندي، المشاركة في أي أنشطة على الأراضي الرواندية في حال تولت كيغالي الرئاسة.

وقال أحد المفوضين إن “الخلاف بين وزيري خارجية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية كان حادا وأدى إلى تعطيل القمة”.

وحتى الآن، لم تنجح العديد من الجهود الدبلوماسية ــ بما في ذلك وساطة قطر التي جمعت بين رئيسي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في الدوحة، والجهود الأميركية للتوصل إلى اتفاق بين البلدين.

تراجع ذو أبعاد استراتيجية

أعلنت رواندا في بيانها أن المنظمة لم تعد تعمل وفق مبادئها وتسعى لتحقيق أهدافها. وكان هذا سبب الانسحاب. ويمثل هذا ضربة موجعة للمنظمة المكونة من أحد عشر عضوًا، والتي تعمل على تعزيز التكامل الاقتصادي والأمن الإقليمي في وسط أفريقيا.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الانسحاب يأتي في ظل تصاعد التوترات بين كيغالي وكينشاسا بشأن الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. تتهم كينشاسا رواندا بدعم حركة التمرد “إم 23″، بينما تنفي كيغالي هذه الاتهامات بشدة.

التأثيرات المحتملة على المنظمة

يُعد انسحاب رواندا، التي كانت عضوًا في المنظمة منذ عام ٢٠٠٧، مؤشرًا على هشاشة التكتلات الإقليمية في أفريقيا، لا سيما مع غلبة الحسابات السياسية على المبادئ الاقتصادية. علاوة على ذلك، تفقد المنظمة أحد أكثر أعضائها حيويةً من حيث النمو الاقتصادي والاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا.

ومن ناحية أخرى، قد يشجع هذا القرار رواندا على تعزيز تحالفاتها داخل كتل بديلة مثل مجموعة شرق أفريقيا، والتي قد تكون أكثر انسجاما مع توجهاتها الاقتصادية والجيوسياسية.


شارك