الملف النووي والقضية الفلسطينية وأمن البحر الأحمر.. ماذا قال وزير الخارجية خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الإيراني؟

قال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، إن المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تركزت على العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية المهمة.
وأضاف وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني اليوم الاثنين: “كان من دواعي سرور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن يلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم، الذي طلب نقل تحياته وشكره إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان”.
وأضاف أن اللقاء ركز على تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وإيران، في ضوء اللقاءات السابقة التي عقدت هنا في القاهرة وفي قازان بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني.
وأوضح أن اللقاء تناول أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية المهمة التي تهم البلدين، وفي مقدمتها الأمن الإقليمي، وإرساء الاستقرار في المنطقة، وأهم مشكلة للعرب وجوهر الصراع في هذه المنطقة، وهي القضية الفلسطينية.
وتابع: “كان هناك حوار موسع حول الملف النووي الإيراني، وحول حرص مصر على منع التصعيد في المنطقة، وضمان عدم انزلاقها إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضى، بالإضافة إلى المشاكل والأزمات الكبرى والمدمرة التي نواجهها في المنطقة حالياً”.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي استقبل أيضاً مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، وأن الملف النووي الإيراني كان من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها خلال اللقاء.
أكد عبد العاطي أنه أجرى مباحثات ثنائية مع نظيره الإيراني، بمشاركة وفود من كلا البلدين. وركزت المباحثات على تطور العلاقات الثنائية وأهمية تطويرها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين. وأكد أن هناك إمكانيات لتطوير هذه العلاقات، وأنه يمكن معالجة شواغل الجانبين.
قال وزير الخارجية: “هناك رغبة متبادلة في توسيع العلاقات. وسيتم إطلاق عملية مشاورات سياسية على المستوى دون الوزاري، تُعقد على فترات منتظمة لمناقشة جوانب العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى العديد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين”.
وأضاف: “فور توليي منصبي، زرتُ طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وهذه هي الزيارة الثانية لوزير الخارجية؛ الأولى لحضور جنازة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، والثانية لحضور حفل تنصيب الرئيس مسعود. وهذا يعكس تطور العلاقات الثنائية”.
وأوضح أن المحادثات تناولت باستفاضة العديد من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الأمن والاستقرار الإقليميين، بالإضافة إلى مشاكل المنطقة، لا سيما القضية الفلسطينية، التي تُشكل جوهر الصراع في المنطقة. فبدون حل عادل، لا مجال للحديث عن الأمن والاستقرار في المنطقة ودولها. كما أكد على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، وإطلاق سراح السجناء.
وقال وزير الخارجية إنه أطلع نظيره الإيراني خلال المحادثات على كل الجهود التي تبذلها مصر والتي لم تتوقف لحظة واحدة بالتعاون مع أشقائنا في قطر وأصدقائنا في الولايات المتحدة من أجل إنهاء إراقة الدماء والعدوان على قطاع غزة بشكل سريع والعمل على وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة.
وأضاف: “تناولت المحادثات أيضًا، بشكل مباشر وغير مباشر، القضية النووية والمحادثات الجارية بين إيران والولايات المتحدة”. وأكد دعم مصر الكامل لهذه المحادثات، التي تُمثل فرصةً ممتازةً للعمل على خفض التصعيد ومنع تفاقم الوضع في المنطقة. كما أعرب عن دعم مصر لهذه المحادثات، وأشاد بدور سلطنة عُمان الشقيقة في هذه القضية المهمة.
وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد دعمه وجهوده المتواصلة لدفع هذه القضية، بهدف التوصل إلى حل سلمي لهذه القضية الدقيقة والحساسة. وهذا تحديدًا ما نفعله ونسعى إليه.
وأشار إلى أن مصر كانت الرائدة ـ كما فعلت مع إيران في منتصف سبعينيات القرن العشرين ـ وقدمت مشروع قرار يعلن الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وهو ما يمثل خطاً ثابتاً في السياسة الخارجية.
قال: “إن منع الانتشار النووي هو أولويتنا القصوى. إن تطهير الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية لا يقبل أي لبس. ونحن حريصون على التنفيذ الكامل لمعاهدة منع الانتشار، وخاصة مبدأ عالمية هذه الاتفاقية وانطباقها على جميع الدول دون استثناء”.
وقال عبد العاطي: “نحن نشجع وندعم انتهاء عملية المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان، ومستعدون لدعم هذه العملية بكل الطرق لمنع أي تحريض أو تصعيد في المنطقة، لأنه إذا كان هناك تصعيد عسكري فإن الجميع سيخسر، وهذا ليس قرارا حكيما”.
وأكد وزير الخارجية أن المبدأ الأساسي للسياسة الخارجية المصرية هو عدم وجود حلول عسكرية وإنما حلول سياسية وسلمية فقط تأخذ في الاعتبار مخاوف جميع الأطراف.
وتابع: “ناقشنا أيضا الوضع في منطقة البحر الأحمر والأهمية القصوى لضمان حرية الملاحة”، مؤكدا أن الأمن وحرية الملاحة يمثلان أهمية قصوى للعالم أجمع ودول المنطقة والدول المطلة على البحر الأحمر وبالطبع مصر الدولة الإقليمية والدولية الأكثر تضررا من التصعيد العسكري في هذه المنطقة.
وأضاف: “لهذا السبب كنا أول من رحب ودعم وأقر وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في اليمن. ندعم هذه العملية ونأمل أن تكون مستدامة ولها تأثير مباشر على حرية الملاحة، فنحن أنفسنا متأثرون بها بشكل كامل”.
وأوضح أن هذا الأمر كان موضوع مناقشات واتفاقات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، كما تم طرحه خلال لقاء عراقجي بالرئيس السيسي.
وأضاف وزير الخارجية: “إننا نعمل مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة للحفاظ على أمن وحرية الملاحة الدولية في هذه المنطقة شديدة الحساسية والضعف من العالم”.