كيف يؤثر الهجوم الأوكراني على مسار محادثات السلام مع روسيا؟

نشرت شبكة CNN، الاثنين، تحليلاً حول الهجوم الأوكراني بطائرة بدون طيار على روسيا وتأثيره على مصداقية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفترة التي سبقت محادثات السلام بين الجانبين.
• مستقبل صعب لمحادثات السلام
وبحسب التحليل، كان من الصعب تحقيق اختراق في المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا المقررة يوم الاثنين في إسطنبول.
ولكن بعد عدة هجمات واسعة النطاق شنتها طائرات بدون طيار أوكرانية على قواعد استراتيجية في مختلف أنحاء روسيا، يبدو من غير المرجح أن يكون أي من الجانبين على استعداد لتغيير خطوطه الحمراء.
وخلص التحليل إلى أنه حتى قبل الهجمات الأخيرة على الطائرات الاستراتيجية الروسية على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الأوكرانية، رفض الكرملين تحديد مطالبه رسميا في مقابل إنهاء ما أسماه “عملية عسكرية خاصة” في شكل مذكرة متفق عليها.
وفقًا لشبكة CNN، لم يُخفِ السياسيون الروس شروطهم القاسية. وتشمل هذه الشروط السيادة على جميع الأراضي التي ضمّتها أوكرانيا، ونزع سلاحها، والرفع الفوري للعقوبات، وما يُطلق عليه الكرملين “نزع النازية”، والذي يتضمن ضمانات لحقوق السكان الناطقين بالروسية.
كما كانت المخاوف بشأن المزيد من توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه حدود روسيا ــ وخاصة أوكرانيا، ولكن أيضا بلدان أخرى ــ موضوع شكاوى متكررة للكرملين، فضلا عن مصير مئات المليارات من الدولارات من الأصول الروسية المجمدة في الخارج.
وتحدثت وسائل إعلام روسية وغربية عن مجالات التفاوض المحتملة ونتائج محادثات إسطنبول.
وقد دارت تكهنات في وسائل الإعلام الروسية والغربية حول مجالات محتملة للتفاوض، ويتم مراقبة نتائج محادثات إسطنبول عن كثب بحثا عن أي علامات على المرونة.
ولكن نظراً للنجاح الساحق الذي حققته أوكرانيا على ما يبدو، فإن التنازل من جانب الكرملين ربما لم يعد ممكناً في الوقت الراهن.
وبحسب شبكة “سي إن إن”، تدخل أوكرانيا الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بقوة، بعد أن تمكنت على ما يبدو من تدمير القاذفات الاستراتيجية الروسية وغيرها من القوات الجوية الرئيسية.
أوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، بعض مواقف بلاده، بما في ذلك وقف إطلاق النار غير المشروط وإعادة الأطفال الذين تم إحضارهم إلى روسيا.
وبحسب تحليل لشبكة “سي إن إن”، فإن المطالب الروسية بانسحاب القوات الأوكرانية من المناطق التي تدعي السيطرة عليها تظل غير محتملة، خاصة بعد أن أثبتت أوكرانيا قدرتها على الضرب في عمق خطوط المواجهة.
حتى قبل الهجمات الأخيرة على أوكرانيا، وفي خضمّ التحضيرات لمحادثات السلام في إسطنبول، كثّفت روسيا هجماتها على أوكرانيا. وبدا أن هذه كانت المراحل الأولى من هجوم جديد هذا الصيف.
شنت روسيا أكبر هجوم بطائرات بدون طيار على أوكرانيا منذ بدء الحرب ليلة السبت – حيث استخدمت 472 طائرة بدون طيار.
أدى سقوط صاروخ روسي، الأحد، إلى مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين في موقع تدريب عسكري أوكراني.
• ترامب يلاحظ
وفي خضم كل هذه الأحداث، يراقب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يشعر بالإحباط بشكل متزايد، والذي كان يتفاخر لفترة طويلة بأنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا في وقت قصير، من بعيد كيف أن حجر الزاوية في سياسته الخارجية يبدو متعثرا.
وبحسب شبكة “سي إن إن”، يبدو أن ضغوط ترامب على الرئيس الأوكراني ورئيس الكرملين لم تقرب الجانبين من اتفاق السلام.
لا يزال ترامب يمتلك أدواتٍ قويةً يستطيع استخدامها حسب رغبته. وتشمل هذه الأدوات فرض عقوباتٍ جديدةٍ صارمة، وهو ما يؤيده مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبيةٍ ساحقة، أو تعديل المساعدات العسكرية الأمريكية بما يزيد بشكلٍ كبيرٍ من تكاليف استمرار القتال.
وربما لا تكون هذه الإجراءات حاسمة، لكنها سترسل إشارة إلى التزام الولايات المتحدة، بحسب شبكة “سي إن إن”.