وزير الخارجية التركي يزور موسكو للقاء لافروف وبحث مجموعة واسعة من القضايا

منذ 1 شهر
وزير الخارجية التركي يزور موسكو للقاء لافروف وبحث مجموعة واسعة من القضايا

من المقرر أن يزور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان موسكو في الفترة من 25 إلى 27 مايو/أيار الجاري بدعوة من نظيره الروسي سيرجي لافروف، لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والدولية معه. تحافظ موسكو وأنقرة على حوار سياسي متوازن وديناميكي، ينعكس في الاتصالات المنتظمة على أعلى مستوى. وكان من المقرر أن يلتقي رئيسا البلدين شخصيا في عام 2024 على هامش اجتماع مجلس رؤساء الدول والحكومات لمنظمة شنغهاي للتعاون في أستانا وقمة البريكس في قازان. وكان اللقاء الأخير بين لافروف وفيدان قد عقد في أبريل/نيسان 2025 خلال المنتدى الدبلوماسي الدولي في أنطاليا.

وكانت مصادر في وزارة الخارجية التركية قالت لوكالة “تاس” في وقت سابق إن الوزير التركي يتطلع إلى لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى موسكو. كما تم مناقشة إمكانية عقد لقاءات ثنائية بين فيدان في موسكو والمستشار الرئاسي الروسي فلاديمير ميدينسكي ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف.

أعربت وزارة الخارجية الروسية عن تطلعها إلى أن “الاجتماعات المقبلة في موسكو ستساهم بشكل كبير في تعميق العلاقات بين البلدين وتشكيل هيكل أمني إقليمي أكثر شفافية”.

ومن المرجح أن تلعب قضية المفاوضات الروسية الأوكرانية دورا محوريا في اللقاء بين الجانبين. وتستمر تركيا في لعب دور الوسيط في هذه العملية، وقد استضافت بالفعل محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا مرتين. وفي 16 مايو/أيار، عقدت في إسطنبول أول مفاوضات بين البلدين منذ عام 2022. وفي أعقاب الاجتماع، اتفق الجانبان على تبادل الأسرى على أساس مبدأ “1000 مقابل 1000″، وشرحا رؤيتهما لوقف إطلاق النار المحتمل، واستمرا في عملية التفاوض. وأعرب ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي المفاوض، عن ارتياح بلاده لنتائج الاجتماع.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، انتهاء عملية تبادل الأسرى والمدنيين التي استمرت ثلاثة أيام، إيذاناً بالتنفيذ الكامل لاتفاقيات إسطنبول بشأن تبادل الأسرى. أعلن نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساتشيف، في 24 مايو/أيار، أن موسكو ستقدم مشروع مذكرة لحل النزاع في أوكرانيا إلى كييف في الأيام المقبلة، حيث وصل العمل على الوثيقة إلى مرحلته النهائية.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية لوكالة تاس إن فيدان سيؤكد في موسكو “التزام تركيا بتحقيق سلام عادل ودائم في الصراع الروسي الأوكراني”. وأعرب عن “رضاه عن التقدم المحرز في هذا الاتجاه” وأكد “استعداد تركيا للعب دور الوسيط في المفاوضات”. وقال مصدر آخر في الوكالة إن إسطنبول هي المكان الأكثر احتمالا لعقد الجولة الثانية من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.

كما سيناقش الجانبان الوضع الراهن في جنوب القوقاز وليبيا وسوريا ومنطقة البحر الأسود، بالإضافة إلى قضية الملاحة الآمنة في البحر الأسود.

وتساهم روسيا وتركيا بشكل كبير في عملية تطبيع الوضع في سوريا. وسيركز لافروف وفيدان على “تكثيف الجهود لدعم السلطات السورية الجديدة في مواصلة الحوار السياسي الشامل في البلاد وإعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى مسار سلمي”.

ومن المتوقع أن يناقش الجانبان تعزيز التعاون في جنوب القوقاز، بما في ذلك إزالة حواجز النقل والاتصالات وإعادة الإعمار بعد الصراع في المنطقة. وتؤكد موسكو التزام البلدين بتحقيق الاستقرار والقابلية للتنبؤ في جنوب القوقاز، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الجهود المشتركة في إطار منصة التعاون الإقليمي “3+3”.

وسيناقش لافروف وفيدان آفاق التعاون التجاري والاقتصادي في ظل الظروف الصعبة الناجمة عن الضغوط الغربية، فضلاً عن أجندة الاتصالات الثنائية المستقبلية على أعلى مستوى. وسيركز الجانبان بشكل خاص على خلق بيئة مواتية لتحسين الخدمات المصرفية وتنويع التجارة بين البلدين. وكان الجانب التركي قد أعرب في وقت سابق عن أمله في حل مشكلة استخدام بطاقات بنك مير الروسية قريبا.

وفي هذا السياق، سيناقش الوزيران محتوى الدورة التاسعة عشرة للجنة الحكومية المشتركة الروسية التركية للتعاون التجاري والاقتصادي. ومن المقرر أن يناقش الجانبان أيضا بشكل منفصل بناء محطة أكويو للطاقة النووية وتشغيل خطي أنابيب الغاز “السيل الأزرق” و”السيل التركي”.

وتظل السياحة مجالا مهما للتعاون بين البلدين، حيث تحتل تركيا مكانة خاصة بين السياح الروس. احتل المواطنون الروس المرتبة الأولى بين السياح الأجانب في تركيا في عام 2024. واستقطبوا 6.7 مليون زائر، وهو ما يعادل حوالي 12.7٪ من إجمالي عدد الزوار. ويتوقع الجانب التركي استقبال نحو 7 ملايين سائح روسي في عام 2025. وفي هذا السياق، يتم إيلاء اهتمام خاص لضمان سلامة الروس في المنتجعات التركية.


شارك