ذكرى مرور 123 عاما على الإسعاف في مصر.. قصة نشأته ودلالة شعاره

حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، صباح اليوم، الاحتفال بمرور 123 عامًا على بدء خدمة الإسعاف في مصر. وخلال الاحتفالات افتتح سيادته المقر الجديد لهيئة الإنقاذ المصرية بمدينة حدائق أكتوبر. تم تصميم المقر الرئيسي لاستيعاب مجموعة من التطورات للمنشأة، والتي تعد واحدة من أهم المنشآت في مصر.
وتم خلال الحفل الإعلان عن إطلاق تطبيق الهاتف المحمول “أساعدني”. يتيح هذا التطبيق للمواطنين طلب وجدولة وطلب خدمات الإسعاف غير العاجلة حسب الحاجة. ويستطيع المواطنون استخدامه لحجز الخدمات، والاطلاع على الرسوم، ومتابعة تقدم المركبة خطوة بخطوة حتى وصولها، كل ذلك عبر إشعارات الرحلة.
ويوفر التطبيق أيضًا نافذة للشكاوى والمقترحات يمكن للمواطنين من خلالها تقديم الشكاوى أو الاقتراحات بسهولة. وهذا يتيح التواصل الفعال والاستجابة والتفاعل مع المواطنين. كما قدم التطبيق خدمات الإنقاذ البحري بثلاثة قوارب على السواحل المصرية لأول مرة.
وأكد رئيس الوزراء أن خدمة الإسعاف حملت على عاتقها مهمة نبيلة وهي إنقاذ الأرواح ولعبت دورا في الأزمات الخطيرة.
في التقرير التالي، نستكشف أصول خدمة الإسعاف المصرية، التي نشأت استجابة لوباء الكوليرا المميت في أوائل القرن العشرين.
* بدأت الرحلة في الإسكندرية… وهكذا ولدت فكرة سيارات الإسعاف في مصر قبل 123 عامًا.
في بداية القرن العشرين، عندما كانت الإسكندرية مهددة بوباء الكوليرا، شهدت مصر أولى علامات نظام الإسعاف المنظم. تعود البدايات إلى الإيطالي بييترو فاساي، الذي أطلق مبادرة إنشاء منظمة للحماية من الكوارث في 26 مايو 1901. وفي يوليو من العام التالي، دعا الجاليات الأجنبية والمصريين إلى اجتماع موسع لإنشاء منظمة دولية للإغاثة في حالات الطوارئ.
في 3 أغسطس 1902، عقدت جامعة الشعب الحرة بالإسكندرية اجتماعها التأسيسي الأول. وتم بعد ذلك تشكيل لجنة مؤقتة وإطلاق حملة واسعة النطاق لحشد الدعم بين مختلف الجنسيات. وأدى ذلك إلى إنشاء أول نواة لمنظمة إغاثة طارئة في مصر.
كان المقر الأول للجمعية يقع في صف من المحلات التجارية المتواضعة في شارع الكنيسة الأمريكية، حيث بدأت مجموعة من المتطوعين عملهم تحت اسم “الجمعية الدولية للمساعدات الطبية الطارئة”. وفي عام تأسيسها، تم إعداد قانون لتنظيم أنشطة الشركة.
*شعار سيارة الإسعاف: نجمة الحياة والأسطورة اليونانية
إذا نظرنا عن كثب إلى شعار هيئة الإسعاف، المعروض على مركباتها أو بشكل بارز على زي أفراد طاقمها، نكتشف “نجمة الحياة” الزرقاء، والتي أصبحت اللون المميز لخدمات الطوارئ وفرق الإنقاذ في جميع أنحاء العالم.
يعود تاريخ هذا الرمز إلى عام 1973، عندما اعترض الصليب الأحمر الأمريكي على استخدام رمز مماثل في برامج الطوارئ الخاصة به. وقد كلفت ليو آر شوارتز، رئيس قسم خدمات الطوارئ في الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA)، بتصميم شعار جديد. وهكذا تم إنشاء “نجمة الحياة” ذات الستة رؤوس، والتي تم تسجيلها رسميًا كعلامة تجارية في الأول من فبراير عام 1977.
يقوم كل من الأذرع الستة للنجمة بتنفيذ مراحل الرعاية الطبية الطارئة: الكشف، والإخطار، والاستجابة، والرعاية في الموقع، والنقل، والانتقال إلى الرعاية النهائية.
القطعة المركزية للرمز هي عصا أسكليبيوس، إله الطب اليوناني، والتي تصور ثعبانًا ملفوفًا حول عصا – رمز الشفاء من أسطورة قديمة. وفقًا لهذه الأسطورة، كان أسكليبيوس، ابن أبولو، معالجًا ماهرًا حتى ضربه زيوس بالبرق خوفًا من أن يمنح الخلود للبشر. لكن إرثه لا يزال حيًا: فعصاه أصبحت الآن رمزًا للطب، و”نجمة الحياة” أصبحت راية لرجال الإسعاف في جميع أنحاء العالم.