علماء: تغيّر المناخ قد يجلب أمراضًا استوائية تنقلها الحشرات إلى المملكة المتحدة

منذ 8 ساعات
علماء: تغيّر المناخ قد يجلب أمراضًا استوائية تنقلها الحشرات إلى المملكة المتحدة

حذر علماء من أن تغير المناخ قد يجعل بريطانيا عرضة للأمراض الاستوائية التي تنقلها الحشرات والتي لم تكن موجودة في السابق إلا في المناطق الاستوائية. ويطالبون الحكومة بتكثيف جهودها لاحتواء هذه الأمراض في الخارج.

ويقول خبراء البعوض إن انخفاض المساعدات الدولية سيؤدي إلى انهيار برامج مكافحة الأمراض وعلاجها في البلدان الموبوءة وزيادة معدلات الوفيات.

وأعلنت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة هذا الأسبوع أنه تم اكتشاف فيروس غرب النيل في البعوض البريطاني لأول مرة. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن أي دليل على انتقال المرض إلى البشر. ويشير هذا إلى أن المخاطر لا تزال منخفضة، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.

فيروس غرب النيل هو مرض ينقله البعوض مثل حمى الضنك وزيكا وشيكونغونيا والذي انتشر تاريخيا في المناطق الاستوائية. ومع ذلك، أدى الاحتباس الحراري العالمي إلى توسيع نطاق توزيعها إلى المناطق الأكثر برودة، بما في ذلك شمال وغرب أوروبا. وفي عام 2024، تم تسجيل أكثر من 1400 حالة إصابة محلية بفيروس غرب النيل ومئات حالات الإصابة بحمى الضنك، وخاصة في فرنسا وإيطاليا.

وأوضح الدكتور روبرت جونز من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أنه في الحالات القصوى، قد يتضاعف عدد حالات الإصابة بالأمراض الاستوائية في أوروبا خمسة أضعاف بحلول ستينيات القرن الحادي والعشرين.

وأشار جونز إلى أن تغير المناخ في المملكة المتحدة يخلق الظروف لانتشار مسببات الأمراض الاستوائية ويزيد من خطر الأوبئة في العقود المقبلة.

وأكد البروفيسور توم سولومون، مدير وحدة أبحاث حماية الصحة، أن أنواع البعوض الناقل مثل الزاعجة (التي تنقل حمى الضنك وحمى زيكا) والكيولكس (التي تنقل فيروس غرب النيل) تم اكتشافها في المملكة المتحدة ولكنها لم تتكاثر بعد بشكل كافٍ لتسبب تفشي المرض.

وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة في البلاد يؤدي إلى تغيير تركيبة أعداد البعوض المحلية، وهو ما قد يؤدي إلى انتقال الأمراض المحلية على المدى الطويل، وخاصة في جنوب إنجلترا.

ومع ذلك، ليست هناك حاجة حاليًا إلى التطعيمات أو أدوية الملاريا أو طاردات الحشرات خلال فصل الصيف البريطاني.

وتعتقد البروفيسور هيذر فيرجسون من جامعة غلاسكو، رئيسة مشروع البعوض في اسكتلندا، أن أفضل وسيلة للدفاع هي معالجة المشكلة من جذورها في البلدان الاستوائية والاستثمار في تدابير السيطرة عليها. وتشير إلى أن طفلاً يموت بسبب الملاريا كل دقيقة، وفي عام 2023 وحده، تم تسجيل 600 ألف حالة وفاة وأكثر من 100 مليون حالة إصابة.

وأضاف أن خفض الدعم الخارجي يضعف جهود المراقبة والعلاج العالمية، مما يمهد الطريق لتفشي الأمراض في أماكن جديدة، بما في ذلك المملكة المتحدة.

ودعا البروفيسور جيمس وود من جامعة كامبريدج إلى وضع استراتيجيات طويلة الأجل لتحقيق صافي انبعاثات صفرية كخط دفاع أول ضد تفشي الأمراض المنقولة بالنواقل.

ومع ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية إن الأمن الصحي العالمي يمثل أولوية وطنية. وأشار إلى أن المملكة المتحدة تعد من أكبر المانحين لمكافحة الملاريا، ووقعت مؤخرا اتفاقية جديدة بشأن الاستجابة العالمية للأوبئة. وبذلك، أكدت البلاد التزامها بجعل الصحة العالمية أولوية في التنمية الدولية لبريطانيا.

 


شارك