لغة الصمت تفضح إسرائيل.. أبو عمرة ينقل للصم ويلات حرب غزة

منذ 15 ساعات
لغة الصمت تفضح إسرائيل.. أبو عمرة ينقل للصم ويلات حرب غزة

وقال الفلسطيني سلمان أبو عمرة لوكالة الأناضول: أحاول مساعدة الأشخاص الصم الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة، وبما أنني أستطيع السمع قليلاً، فأنا أقوم بتوثيق ما أراه وأسمعه بلغة الإشارة وأشرح لهم ما يحدث. الصم جزء من هذا المجتمع، ولهم الحق في فهم ما يحدث بلغتهم. أذهب إلى الفعاليات، وأجمع المعلومات، وأنقلها بلغة الإشارة من خلال مقاطع فيديو. – مبادرتي الشخصية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بين الأشخاص الصم في غزة حول التطورات المحلية ونقاط الخطر من خلال مقاطع الفيديو.

في خضم الموت والدمار والجوع والنزوح، يتولى الشاب الفلسطيني سلمان أبو عمرة البالغ من العمر 27 عاماً من دير البلح في وسط قطاع غزة مهمة إنسانية استثنائية.

بلغة الصمت (لغة الإشارة) ينقل للعالم، وخاصة للصم، معاناة الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة.

يعاني أبو عمرة من فقدان سمع جزئي، ويستخدم سماعة أذن. يتجول في الشوارع والأزقة، مستخدمًا هاتفه المحمول لتوثيق مشاهد القصف والقتل والدمار والنزوح والجوع.

ويقوم بترجمة هذا المحتوى إلى لغة الإشارة من خلال مقاطع فيديو ينشرها على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصل إلى آلاف الصم داخل غزة وخارجها.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 194 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم عشرات الأطفال.

** لغة الإشارة

ويحوّل أبو عمرة أنقاض الحرب إلى مشاهد مفهومة بلغة الإشارة، ويقدم تفاصيل عن الإصابات والجوع ومكالمات الطوارئ من المستشفيات والملاجئ.

بحسب أبو عمرة، يُقدّر عدد الصم في غزة بنحو ١٢ ألف شخص. وهم أكثر تضررًا من الحرب لأنهم لا يدركون ما يدور حولهم ولا يدركون المخاطر التي يواجهونها.

قال أبو عمرة لوكالة الأناضول للأنباء: “أسعى لمساعدة الصم الذين لا يجيدون القراءة والكتابة. ولأنني أسمع قليلاً، أوثق ما أراه وأسمعه بلغة الإشارة، وأشرح لهم ما يحدث في غزة”.

وأضاف: “الصم جزء من هذا المجتمع، ومن حقهم فهم ما يحدث بلغتهم. أذهب إلى الأماكن، وأجمع المعلومات، وأنشرها في مقاطع فيديو بلغة الإشارة”.

وأكد أن الصم غير قادرين على فهم ما يحدث حولهم، ولكن بفضل هذه الفيديوهات أصبح لديهم وعي أكبر بالواقع وأصبحوا أكثر اطلاعا.

وأضاف أبو عمرة أن الكثير من الناس حول العالم تعرفوا على تفاصيل ما يحدث في قطاع غزة من خلال هذه المقاطع.

**المبادرة الذاتية

وأكد أبو عمرة أن مبادرته شخصية بحتة وتهدف إلى تعريف الصم في قطاع غزة بالتطورات المحلية ومناطق الخطر المحتملة من خلال فيديوهات تثقيفية ينشرها يوميا. وأكد أن هذه المبادرة أصبحت بمثابة شريان حياة مهم للفئة المهمشة خاصة في ظل الحرب.

وينشر أبو عمرة مقاطع فيديو عبر واتساب وتيك توك وإنستغرام، وتحظى باهتمام واسع، حيث تحظى بعض المقاطع بمئات الآلاف من المشاهدات.

قال إنه تلقى صرخات استغاثة من مرضى ومصابين كانوا في أمسّ الحاجة إلى العلاج. ترجمها إلى لغة الإشارة ونشرها، مما ساهم في مساعدة بعضهم.

** التحديات اليومية

ورغم جهوده الحثيثة، يواجه أبو عمرة تحديات هائلة يوميا بسبب الانهيار الكامل للبنية التحتية.

ومن الجدير بالذكر الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في شحن هواتفهم والوصول إلى الإنترنت بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات بشكل شبه مستمر ونقص وسائل النقل نتيجة للحرب الدموية والمدمرة في إسرائيل.

ولكنه لا يتوقف ويواصل عمله مستخدماً مصادر الطاقة البديلة ونقاط الوصول المحدودة في محاولة دائمة لإيصال رسالته للصم داخل وخارج قطاع غزة المحاصر.

تحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاماً، مما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني تقريباً بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة.

وفي مقاطع الفيديو التي نشرها، يناشد أبو عمرة العالم “بإنهاء الحرب في غزة وضمان حصول المرضى والنازحين على المساعدات العاجلة التي يحتاجونها”.

وفي إطار سياسة التجويع الممنهجة، أغلقت إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار المعابر الحدودية إلى قطاع غزة بشكل صارم أمام الشاحنات التي تحمل الإمدادات والمساعدات والتي تتكدس على طول الحدود.

وتسمح إسرائيل، القوة المحتلة في فلسطين، بدخول بضع عشرات من الشاحنات فقط، في حين يحتاج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى 500 شاحنة على الأقل يومياً.


شارك