أبو الغيط: القطاع الرقمي أصبح نفط العصر الحالي

منذ 7 ساعات
أبو الغيط: القطاع الرقمي أصبح نفط العصر الحالي

• أمين عام جامعة الدول العربية يحضر افتتاح معرض “الشرق الأوسط السلس”.

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن القطاع الرقمي الذي يعتمد بشكل أساسي على المعلومات والمعرفة أصبح بمثابة “نفط العصر” الذي نعيشه حاليا.

جاء ذلك خلال مشاركته في افتتاح معرض “سيملس الشرق الأوسط” في دبي بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشاد الأمين العام باختيار “مستقبل التجارة الرقمية” موضوعا رئيسيا لمؤتمر هذا العام. ويعكس ذلك إدراك المنظمين لأهمية وخطورة التطورات الراهنة في الاقتصاد العالمي ورغبتهم في مواكبة أحدث التطورات العالمية في التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية. وأشاد بدور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان على رعايته المستمرة لهذا المؤتمر المهم وحرصه على أن يكون ملتقى ومنتدى لكل العاملين في المجال الرقمي، مما يسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الرقمية في المنطقة العربية.

وقال أبو الغيط إن عالمنا اليوم يشهد تطورا سريعا فيما يسمى بالاقتصاد الرقمي. ويجسد هذا التفاعل والتكامل والتنسيق المستمر بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جهة والاقتصاد الوطني والقطاعي والدولي من جهة أخرى، مما يحقق الشفافية والسرعة في اتخاذ كافة القرارات الاقتصادية والتجارية والمالية في البلاد.

وأضاف أبو الغيط أن الاقتصاد الرقمي يقوم على نشر اقتصاد المعرفة ويحقق مجموعة من الفوائد، أبرزها التحول والتغير في أنماط الأداء الاقتصادي في مجالات المال والأعمال والتجارة والاستثمار من الشكل التقليدي إلى الشكل الآني. كما أنها ستعزز اندماج اقتصاد البلاد في الاقتصاد العالمي وتحسن فرص الوصول إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك في القطاعات التي كان من الصعب الوصول إليها في السابق.

وأشار إلى تزايد المنافسة والحرب الاقتصادية بين القوى العالمية، وخاصة في القطاع الرقمي، الذي أصبحت شركاته تتمتع بأعلى القيم السوقية في العالم. وكأن هذا القطاع الذي يعتمد بشكل أساسي على المعلومات والمعرفة أصبح بمثابة “نفط عصرنا”، وكأن الفجوة الرقمية بين الدول أصبحت المعيار الأهم في مجال التقدم الاقتصادي الشامل.

وأضاف أنه رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه المنطقة العربية على كافة المستويات، سواء في فلسطين -مأساة الظلم التاريخي والمستمر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الصامد في ظل صمت العالم- أو في عدد من الدول التي تواجه تحديات أمنية وإنسانية، فضلاً عن الصعوبات التي تواجهها الاقتصادات العربية بشكل عام، إلا أن نقلة نوعية حدثت في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة، حيث تبوأ بعض الدول العربية مراكز متقدمة وحققت قفزات كبيرة على طريق التحول الرقمي. ويعكس هذا الرغبة في مواكبة التطورات السريعة والتغيرات الجذرية في العالم والاستفادة من إمكانات المنطقة، وخاصة أعدادها الكبيرة من الشباب المتعلم، والتي قد لا تزال غير مستغلة.

وأشار إلى أنه وفقاً لمؤشر تطور الحكومة الإلكترونية 2024 فإن ثلاث دول عربية ضمن أفضل 20 دولة في العالم (السعودية والإمارات والبحرين). وبالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لمؤشر الاتحاد الدولي للاتصالات لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن خمس دول عربية موجودة ضمن أفضل 20 دولة، ووفقاً لمؤشر الأمن السيبراني 2024، فإن ثماني دول عربية (الإمارات العربية المتحدة، البحرين، مصر، الأردن، المغرب، سلطنة عمان، قطر، والمملكة العربية السعودية) موجودة في الفئة الأولى والأعلى عالمياً. واعتبر أبو الغيط أن النموذج والتجربة الإماراتية نموذج فريد يجب أن يحتذى به. ومن خلال مبادرات رائدة، بما في ذلك بناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي في العالم خارج الولايات المتحدة والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية الرقمية وصناعة الرقائق الذكية، عززت الشركة مكانتها كقوة دافعة في الاقتصاد الرقمي والتغيير التكنولوجي العالمي. وتجسد هذه المبادرات رؤية طموحة لتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي من خلال شراكات دولية شاملة وتعاون مؤسسي مع قادة الصناعة العالميين.

وأكد أن دولة الإمارات تضع في جميع هذه الأنشطة الاستخدام الأخلاقي والمسؤول للذكاء الاصطناعي في صميم أولوياتها، لأن ذلك يضمن أن يسهم هذا الاستخدام في تحقيق التنمية المستدامة التي تحترم قيمنا الإنسانية وتعزز ثقة المجتمعات بهذه التقنيات المتقدمة.

وأكد أيضا أن هذا التقدم جدير بالثناء، لكن لا تزال هناك تحديات كبيرة. لا تتمتع جميع الدول العربية بنفس البنية التحتية الرقمية، كما أن الوعي الرقمي للمواطنين فيما يتعلق باستخدام الأدوات الحديثة يختلف بشكل كبير.

وفي السياق ذاته، أعرب أبو الغيط عن خالص امتنانه وتقديره لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعمه الكبير للرؤية العربية للاقتصاد الرقمي التي تبناها القادة العرب. وساهم هذا الدعم في إطلاق العديد من المبادرات والاستراتيجيات الفريدة، وأبرزها الأجندة الرقمية، والاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن هذه الجهود مستوحاة من تجربة دولة الإمارات الرائدة، ومدعومة بشراكات استراتيجية مع دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعاون الفعال مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وأشاد بجهود الاتحاد العربي في مجال الاقتصاد الرقمي والدور المهم الذي يلعبه، خاصة في ظل الاستراتيجية الجديدة للاتحاد 2025-2030، والتي ترتكز على الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، وتتضمن أحدث مستجدات التحول الرقمي العالمي، استناداً إلى أفضل الممارسات الدولية والمبادرات الفريدة للاتحاد. وأشاد بمبادرات الاتحاد العربي بالتعاون مع الصين والتي تمثل نموذجا رائدا للتكامل الاقتصادي.

 


شارك