خبراء: زيادة الحركة بقناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج وراء تراجع سعر صرف الدولار

منذ 6 ساعات
خبراء: زيادة الحركة بقناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج وراء تراجع سعر صرف الدولار

أبو باشا: تطورات الحروب التجارية العالمية لها الأثر الأكبر على مستقبل سعر الصرف. مصطفى بدرة: لن يكون هناك مزيد من التقلبات في العملة الأميركية. هاني جنينة: التراجع سيتوقف عند 48 جنيهًا.

ويعزو عدد من خبراء الاقتصاد الانخفاض الحالي في قيمة الدولار مقابل الجنيه المصري إلى تحسن موارد مصر من النقد الأجنبي، وخاصة قناة السويس وتحويلات العاملين في الخارج، فضلاً عن تخفيف التوترات التجارية، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار في الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر.

تراجع سعر الدولار أمام الجنيه في البنوك، الثلاثاء، حيث هبطت العملة الأميركية دون 50 جنيها، وهو أدنى مستوى لها في ستة أشهر. واستمر الانخفاض يوم الأربعاء، ليصل إلى 49.90 جنية مصري.

قال محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين بالمجموعة المالية هيرميس، إن التحولات الكبيرة التي حدثت على المستوى الدولي عقب انحسار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، زادت من شهية المستثمرين للمخاطرة وزادت اهتمامهم بأدوات الأسواق الناشئة، ومن بينها مصر.

تسببت الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل/نيسان الماضي في دفع المستثمرين إلى تجنب سندات الدين المحلية خوفا من حدوث ركود عالمي. وانعكس ذلك في انخفاض قيمة الجنيه إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 51.10 جنيه للدولار لدى البنك المركزي.

وعن توقعات خفض سعر الفائدة وتأثيره على أسعار الصرف، قال أبو باشا إن الخفض المتوقع حال حدوثه لن يؤثر على إقبال المستثمرين على أذون وسندات الخزانة المحلية، إذ تظل أسعار الفائدة على هذه الأدوات مرتفعة. وعلاوة على ذلك، فإن التخفيض المتوقع لن يكون سوى نسبة صغيرة، تتراوح بين 100 و200 نقطة أساس. ونظراً لارتفاع العائدات الحقيقية، فإن هذه النسب لن تغير تفضيلات المستثمرين للجنيه المصري.

وفي المزاد الأخير، تراوح العائد على أذون وسندات الخزانة المصرية بين 28.5 و24.8%.

ويعتقد أبو باشا أن التأثير الأكبر على سعر صرف الدولار في المستقبل مقابل الجنيه يعتمد على تطور الحروب التجارية العالمية. ويشير إلى أن عدم وجود حروب تجارية جديدة وعودة إيرادات قناة السويس سيبقيان سعر الدولار عند مستواه الحالي أمام الجنيه، في حين يتراجع إلى ما دون 49 جنيها.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي مصطفى بدرة، إن تحسن احتياطيات مصر من النقد الأجنبي، وخاصة قناة السويس، هو السبب في تراجع الدولار أمام الجنيه. وأضاف أن ذلك بالإضافة إلى زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج، جاء نتيجة التزام البنوك بتبني سعر صرف مرن يعكس آليات العرض والطلب. وسيؤدي هذا إلى منع استئناف أنشطة السوق السوداء.

أعلن البنك المركزي أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج سجلت ارتفاعا ملحوظا بنسبة 77.3% في الربع الأخير من عام 2024 لتصل إلى 8.7 مليار دولار، مقابل 4.9 مليار دولار في الفترة المقابلة من عام 2023، مسجلة بذلك ارتفاعا تاريخيا.

خلال المراجعة الخامسة للاقتصاد المصري، أشاد نايجل كلارك، نائب مدير عام صندوق النقد الدولي، بتطبيق البنك المركزي المصري لنظام سعر الصرف المرن والسياسة النقدية المتوازنة. وكان لهذه الإجراءات أثر إيجابي فوري في تعزيز قدرة الاقتصاد المصري على الصمود في مواجهة التقلبات العالمية، وكبح جماح التضخم، وزيادة تحويلات المصريين العاملين في الخارج.

ويتوقع بدرة أن يظل سعر الدولار دون هدف الجنيه، لأن البنك المركزي ينتهج سياسة سعر صرف مرنة، ويرفض السماح بعودة السوق السوداء. وأشار إلى أن متوسط سعر الصرف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة من المرجح أن يكون حول 50 جنيهاً.

قال هاني جنينة، رئيس قطاع البحوث ببنك الأهلي فاروس، إن سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري لن يواجه مزيداً من الضغوط، ومن المتوقع أن يستقر عند نحو 48-49 جنيهاً بعد كسر حاجز 50 جنيهاً.

وأضاف جنينة أن استقرار سعر الدولار عند نحو 48 جنيها، مع استمرار ارتفاع التدفقات النقدية من مصادر النقد الأجنبي، سيدفع البنك المركزي إلى زيادة احتياطياته من النقد الأجنبي مرة أخرى.

بلغت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي نحو 48.1 مليار دولار بنهاية أبريل/نيسان الماضي. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو حجم الديون السيادية إلى 73 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.


شارك