في زمن الإشعارات والتشتت.. كيف تصنع يومًا منظمًا بخطوات بسيطة؟

منذ 2 شهور
في زمن الإشعارات والتشتت.. كيف تصنع يومًا منظمًا بخطوات بسيطة؟

بينما نتعرض لقصف من إشعارات الهاتف والمهام المتنافسة على انتباهنا، يصبح من الصعب أن ننهي يومنا ونشعر بالإنجاز الكامل. يبدأ العديد من الأشخاص صباحهم مليئًا بالحماس، ولكن في نهاية اليوم يسألون أنفسهم: “أين ذهب الوقت؟” لذلك، من الضروري تطوير استراتيجيات واضحة لإنشاء يوم أكثر تنظيماً وتركيزاً.

ستجد هنا خطوات عملية، مدعومة بنصائح الخبراء والخبرة العالمية، لمساعدتك على استعادة السيطرة على وقتك.

ابدأ صباحك بروتين منتظم… لأن الدقائق القليلة الأولى تصنع يومك.

الدقائق الأولى من اليوم حاسمة. وقد أكدت ذلك الأبحاث الحديثة التي أظهرت أن البدء بروتين بسيط يساعد الدماغ على التركيز. سواء كان ذلك فنجانًا هادئًا من القهوة، أو تدوينة سريعة لما تريد تحقيقه، أو حتى بضع دقائق من التأمل، فإن الفكرة هي وضع نفسك على المسار الصحيح منذ البداية. إن استخدام أول 10 دقائق لتحديد أولويات يومك يمكن أن يساعد في تحسين تركيزك وتقليل التوتر طوال اليوم.

حدد أولوياتك بوضوح… ولا تخلط بين العاجل والمهم.

قد تبدو العديد من المهام عاجلة، لكنها ليست بالضرورة مهمة. ولهذا السبب ينصح الخبراء باستخدام أدوات مثل مصفوفة أيزنهاور، التي تساعدك على تصنيف مهامك إلى أربع فئات: عاجلة ومهمة، مهمة وغير عاجلة، عاجلة وغير مهمة، وغير عاجلة وغير مهمة. من يعمل حسب أولوياته الخاصة وليس حسب أولويات الآخرين أو ضغط اللحظة يشعر بإحساس حقيقي بالإنجاز دون أن يشعر بالإرهاق.

قم بتقسيم يومك إلى أجزاء قصيرة… وحاول استخدام تقنية بومودورو.

عندما يعمل الشخص لفترات طويلة دون توقف، فإن تركيزه ينخفض. وهنا يأتي دور تقنية بومودورو. وتقترح العمل لمدة 25 دقيقة، ثم أخذ استراحة لمدة 5 دقائق، ثم أخذ استراحة أطول بعد 4 دورات. تُستخدم هذه الطريقة في العديد من بيئات العمل حول العالم لأنها تقلل من التعب الذهني وتحسن جودة العمل.

تحكم في هاتفك قبل أن يتحكم بك.

لا يعد الهاتف الذكي مجرد وسيلة للتواصل فحسب، بل إنه أيضًا أحد أكبر مضيعات الوقت.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان، فإن ما يسمى بـ”النظام الغذائي الرقمي” يمكن أن يحسن بشكل ملحوظ نوعية حياتنا اليومية. حتى لو تركت هاتفك دون استخدام على مكتبك، فإنه قد يؤثر بشكل كبير على تركيزك وانتباهك. يمكنك تفعيل وضع عدم الإزعاج، وتعيين أوقات ثابتة للتحقق من الرسائل، وتجنب التطبيقات غير الضرورية أثناء العمل.

استخدم حواسك لتحفيز عقلك.

الطريقة الذكية لتدريب عقلك هي ربط المهام بالروتين الحسي: رائحة معينة، أو نوع معين من الموسيقى، أو الجلوس في مكان معين. تساعد هذه التقنية العقل على التحول بسرعة إلى وضع الأداء. وهذا مفيد بشكل خاص في بيئات العمل من المنزل، حيث يواجه بعض الأشخاص صعوبة في البدء لأنهم يفتقرون إلى الروتين اليومي والدوافع التي توفرها بيئة العمل التقليدية، مثل ارتداء الملابس الرسمية أو التنقل.

تبدأ خطة الغد الليلة.

قبل أن تذهب إلى السرير، خذ بضع دقائق لتحديد المهمتين الأكثر أهمية لليوم التالي. هذا التمرين البسيط سوف ينقذك من التردد والحيرة الصباحية ويسمح لك ببدء يومك بوضوح أكثر.

تقليل الفوضى من خلال قائمة مهام متسقة

القوائم المتعددة تعني مصادر متعددة للقلق. بدلاً من ذلك، قم بجمع كل مهامك في مكان واحد: دفتر ملاحظات ورقي أو تطبيق رقمي، وراجعها يوميًا. ولكن كن حذرا: لا تبالغ ولا تتحمل الكثير من المهام حتى لا تشعر بالإحباط في وقت لاحق.

المنظور النفسي: التنظيم لا يعني الكمال.

يشير المؤلف وعالم النفس أوليفر بيركمان إلى أن الحياة المنظمة لا تعني السعي إلى الكمال، بل القدرة على اتخاذ قرارات صغيرة، وتكرار العادات البسيطة، وقبول حقيقة أن كل شيء لا يسير كما هو مخطط له. لا يوجد يوم مثالي بدون انقطاعات، ولكن يمكنك تطوير نظامك الخاص للتعامل معها.


شارك