البابا تواضروس الثاني يتفقد منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية

منذ 5 ساعات
البابا تواضروس الثاني يتفقد منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية

زار قداسة البابا تواضروس الثاني منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية، حيث يقع دير القديس مارمينا العجائبي بمريوط. حضر الزيارة وزير السياحة والآثار شريف فتحي، ومحافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن، ومدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.

وصل قداسة البابا صباح اليوم إلى دير القديس الشهيد مينا، حيث كان في استقباله نيافة الأنبا كيرلس آفا مينا أسقف ورئيس الدير، والأب ثاديوس آفا مينا منسق العلاقات بين وزارة السياحة والآثار ودير القديس الشهيد مينا. ثم توجه الموكب إلى المنطقة الأثرية حيث استمع قداسة البابا والوزير والمحافظ وممثل اليونسكو إلى شروحات حول مدينة أبو مينا الأثرية والتي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الثالث الميلادي وظلت مأهولة بالسكان حتى القرن التاسع.

وجاء في بيان للكنيسة: “يأتي ذلك في إطار الاهتمام الذي تبديه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بترميم وتطوير الآثار المصرية، بما فيها الآثار القبطية، مع تركيز اهتمامها على مناطق الفسطاط في القاهرة، وأبو فانا في المنيا، وأبو مينا في الإسكندرية”.

وأضاف: «أما منطقة أبو مينا، فإن الجهود الأخيرة التي تبذلها الدولة بالتعاون مع الدير تركزت على خفض منسوب المياه الجوفية لحماية الدير من الاندثار». ودفع هذا الأمر منظمة اليونسكو إلى دعم خطط ترميم المنطقة، التي أُعلنت كموقع للتراث العالمي في عام 1979، بهدف جعلها واحدة من أهم مواقع الحج المسيحي في العالم. أعلنتها منظمة اليونسكو موقعًا للتراث العالمي في عام 2001. وفي منطقة أبو مينا يوجد مذبح الكنيسة القديم، وقبر الشهيد مار مينا، والمعمودية، وبقايا معالم المدينة القديمة.

وتابع: “من المقرر أن تبدأ أعمال المعالجة خلال عام، بعد الانتهاء من أعمال خفض منسوب المياه الجوفية. وتُنفذ هذه العملية بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، ودير مار مينا، ووزارة الزراعة، التي حوّلت نظام الري في المنطقة من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط. كما تمت إزالة الأعشاب الضارة التي كانت تعيق العمل، ورُكّبت مصارف في جميع أنحاء المنطقة لتحويل المياه ومنع تراكمها في المنطقة”.

وأشاد قداسة البابا بجهود الدولة في كافة المجالات للحفاظ على هذا الأثر المصري الهام، مؤكداً أن هذه المنطقة من الأماكن المقدسة في مصر والتي يفتخر بها كل المصريين. وقد حدثت هنا آلاف المعجزات، وفي القرن السادس أطلق عليها اسم حي الرخام لأنها كانت مغطاة بالرخام. وهي مقصد سياحي عالمي ووطني يزوره السياح من كافة أنحاء العالم وكذلك الزوار المصريين من المسلمين والمسيحيين الذين يأتون لتلقي بركات القديس مار مينا. ولذلك فهي منطقة تمثل صفحة مشرقة في التاريخ المصري وتحمل لنا رسالة روحية ووطنية وثقافية.

وأشار قداسته إلى أنه في القرن الرابع الميلادي سافر سبعة رهبان من منطقة أبو مينا إلى أيرلندا حيث قاموا بالتبشير. واليوم هناك كنيسة تحمل اسمها. وأوضح أن الأديرة القبطية لها قيمة مضافة للمجتمع والأمة. وبما أن الراهب يعيش في دير، فهو ليس معزولاً عن المجتمع. بل على الراهب، بحسب النظام الرهباني، أن يقسم وقته بين العبادة والدراسة والعمل، وتكون ثمار عمله وفكره مفيدة للمجتمع.

أعرب وزير السياحة والآثار عن سعادته بما شاهده في منطقة أبو مينا، وأكد أن الدولة تبذل كل جهد ممكن للقيام بمهمة تنمية هذه المنطقة. وأشاد أيضاً بالتزام الرئيس السيسي بإعداد خطة شاملة للمنطقة.

وأكد محافظ الإسكندرية أن المحافظة باعتبارها الجهة المسئولة عن البنية التحتية سوف تقوم بدورها على أكمل وجه. وأشار إلى أن منطقة أبو مينا تستقبل 8.5 مليون زائر سنويا، وهو ما دفع المحافظة إلى إعطاء هذه المنطقة أولوية حتى تصبح رمزا بارزا لمصر.

قال مدير المكتب الإقليمي لليونسكو: “نحن هنا للاحتفال بروح الشراكة. لقد كانت خطة الحفاظ على التراث العالمي بمثابة عملية تعلم لنا جميعًا. إنه تراث ثقافي حي، وجزء من التصور العالمي للإسكندرية – مشهد ثقافي صاغته بعمق القيم الإنسانية والتاريخ”.

وأضافت: “أبو مينا ليس مجرد موقع تاريخي؛ بل هو شهادة حية على صمود التراث الثقافي وقوة الإدارة الجماعية. زيارتنا اليوم تجسد التزامنا المشترك بالحفاظ على هذا الموقع للأجيال القادمة”.

وعقب الزيارة التفقدية، قام قداسة البابا ووزير السياحة ومحافظ الإسكندرية بزيارة دير الشهيد القديس مينا، حيث زاروا الكاتدرائية ومزار القديس البابا كيرلس السادس. تمت زيارتها.

وكان شيخ القبيلة القاطنة حول الدير حاضراً للترحيب بقداسة البابا وضيوفه.


شارك