إسرائيل تستهدف محيط مستشفى العودة وتلحق أضرارا بمرافقه

منذ 3 ساعات
إسرائيل تستهدف محيط مستشفى العودة وتلحق أضرارا بمرافقه

مدير المستشفى محمد صالحة: وتستهدف طائرات الاحتلال المسيرة كل ما يتحرك في منطقة المستشفى. لقد تأثرت كافة مرافق مستشفى العودة بالأضرار، ولكننا لا ننوي إخلاء المستشفى وسنستمر في تقديم الرعاية. الوضع كارثي. لم نتلق الرعاية الطبية منذ أكثر من 80 يومًا والوقود منذ 35 يومًا.

 

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت وحتى الأحد، سلسلة غارات جوية مكثفة على محيط مستشفى العودة شمال قطاع غزة، ما أدى إلى أضرار جسيمة في منشآته الحيوية. ويمثل هذا تصعيداً في الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 19 شهراً.

وقال مدير مستشفى العودة محمد صالحة، لوكالة الأناضول، إن جيش الاحتلال شن سلسلة هجمات عنيفة على عشرة منازل قريبة من المستشفى، ما ألحق أضرارا كبيرة بالمنشآت الحيوية.

وأضاف: “دُمّرت مرافق مستشفى العودة جراء القصف، وتضررت جميع أقسامه. كما تضررت شبكات الغاز الطبي والمياه والكهرباء، وتحطمت أبواب ونوافذ وأسقف الأقسام الطبية”.

وتابع: “رغم الدمار الهائل سارعنا صباح اليوم لتنفيذ أعمال صيانة عاجلة ومؤقتة لبعض المناطق الحيوية في المستشفى بهدف تقديم المساعدة الطارئة للمصابين والمرضى”.

وأوضح صالحة أن المستشفى استقبل منذ الليل وحتى صباح اليوم أكثر من 46 مصاباً وثمانية قتلى. وكانت الأوضاع خطيرة للغاية بسبب التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع والطائرات الرباعية المروحية الإسرائيلية فوق منطقة تل الزعتر حيث يقع مستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي.

وأوضح أن “كل ما يتحرك في المنطقة يتعرض لهجوم مباشر”، ووصف الوضع في شمال قطاع غزة الليلة الماضية بأنه “صعب ومرعب للغاية”.

وأكد أن العاملين في المستشفى يعانون من حصار خانق، وأن الموظفين لم يتمكنوا من الوصول إلى أماكن عملهم صباح الأحد بسبب انقطاع المواصلات بسبب القصف والتحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

وأضاف صالحة أن “الموظفين الذين تم نشرهم منذ أمس يقدمون خدماتهم حاليا، على الرغم من النقص الحاد في الإمدادات الطبية والوقود”.

وأشار إلى أن مستشفى العودة لم يتلق الإمدادات الطبية منذ أكثر من 80 يوماً والوقود منذ 35 يوماً، الأمر الذي “يهدد استمرار عمل مرافقه”.

ورغم خروج غرفتي العمليات الرئيسيتين عن الخدمة، يواصل الفريق الطبي بالمستشفى إجراء العمليات الجراحية الطارئة والمنقذة للحياة في غرفتي عمليات أخريين. وقال صالحة إنه بسبب تدهور الوضع الأمني، تم تعليق جميع العمليات المخطط لها.

وأكد صالحة أن العاملين في المستشفى يعملون في ظروف “استثنائية وصعبة للغاية”، وأنه على الرغم من التهديدات المستمرة فإنهم لا ينوون إخلاء المستشفى بل سيواصلون رعاية الجرحى والمصابين.

وأشار صالح إلى أن المستشفى الإندونيسي بدأ بإخلاء عدد من المرضى مع تزايد القصف الإسرائيلي المباشر في محيطه، ما جعل المستشفى منطقة مستهدفة بشكل خاص.

وأضاف أن “المستشفى الإندونيسي معرض لخطر كبير بسبب قربه من الخطوط الأمامية، وتم نقل بعض المرضى إلى مستشفيات مدينة غزة كجزء من إجراءات الأمن الطارئة”.

وأوضح صالح أن عملية الإخلاء تجري في ظل “مخاطر شديدة”، وأن سيارات الإسعاف تتحرك بحذر شديد لأن جميع الأجسام المتحركة تتعرض لهجوم من قبل طائرات الاستطلاع والمقاتلات الإسرائيلية.

وفي الأحد الماضي، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال قطاع غزة بطائرات بدون طيار، وقصفت المنطقة المحيطة.

وقال مدير المستشفى الإندونيسي مروان سلطان في بيان إن “الاحتلال (الإسرائيلي) يحاصر المستشفى الإندونيسي بالطائرات المسيرة ويطلق النار على كل من يتحرك”.

توقفت معظم المستشفيات في مدينة غزة وشمال قطاع غزة عن الخدمة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع استمرار الهجوم الإسرائيلي. ومع ذلك، يواصل البعض تقديم الرعاية الصحية الأساسية في ظل ظروف صعبة ومعقدة للغاية.

وتستهدف إسرائيل المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، وتشن، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، سلسلة من المداهمات والاعتقالات بحق الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخليا.

وفي بداية شهر مارس/آذار الماضي، تم التوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، توسطت فيه مصر وقطر، وبدعم من الولايات المتحدة.

وبينما التزمت حماس بشروط المرحلة الأولى، امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، عن بدء المرحلة الثانية مراعاة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، بحسب وسائل إعلام عبرية، واستأنف الحرب الإبادة الجماعية في 18 مارس/آذار الماضي.

منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي كامل. وأسفرت الحرب عن مقتل وجرح نحو 174 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، كما يوجد أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.


شارك