إيران تشدد على التزامها بإبرام «اتفاق نووي عادل» مع واشنطن وتطالب برفع العقوبات

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الأحد إن إيران لديها الحق في المطالبة برفع العقوبات الأمريكية ودعا إلى “اتفاق نووي عادل” مع واشنطن. وأكد أيضاً التزام بلاده بمبدأ عدم إنتاج أو استخدام أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية.
وقال عراقجي في تصريحات صحفية نشرتها وكالة مهر الإيرانية للأنباء خلال منتدى طهران للحوار: “حددت الحكومة الإيرانية مسار سياستها الخارجية على ثلاثة محاور رئيسية: تعظيم التفاعل مع الجيران، وتوسيع التعاون مع اللاعبين والدول الناشئة في الجنوب العالمي، وإقامة التوازن في العلاقات مع الكتل القوية العالمية في الشرق والغرب”. “إن سياستنا الخارجية تعتمد على التوازن والواقعية”.
وتابع: “بالإضافة إلى القضايا الإقليمية، فإن هناك جانبا مهما آخر للسياسة الخارجية الإيرانية الحالية وهو قضية برنامجنا النووي السلمي والعقوبات الأحادية الجانب والقمعية التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران”.
وقال إن إيران، باعتبارها طرفاً في معاهدة حظر الانتشار النووي، لم تسعَ قط إلى امتلاك الأسلحة النووية بسبب مبادئها الدينية والأخلاقية، وهي ملتزمة بمبدأ عدم إنتاج أو استخدام أسلحة الدمار الشامل. وقال موقع الشرق الإخباري: “لقد سعينا دائمًا إلى معالجة المخاوف الدولية المشروعة بشأن البرنامج النووي لبلادنا من خلال المشاركة والشفافية”.
وأضاف عراقجي: “نريد اتفاقا عادلا ومتوازنا في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي يحترم حقوق إيران النووية بشكل كامل ويضمن بشكل موضوعي الرفع الشامل للعقوبات”.
– فصل جديد في العلاقات مع أوروبا
وأضاف: “نحن على قناعة بأن مثل هذا الاتفاق سيخدم مصالح الجانبين، ويسهم في ترسيخ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. وفي هذا السياق، أعربت إيران عن استعدادها لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع أوروبا، شريطة أن تجد إرادة حقيقية وعملاً مستقلاً من الأطراف الأوروبية”.
وأكد أن إيران لا ترى “أي عائق أمام استعادة الثقة المتبادلة وتوسيع العلاقات، إذ يمكن لأوروبا أن تلعب دورا فعالا في عملية التنمية من خلال تبني نهج مسؤول وبناء”.
وأوضح أن الحكومة الإيرانية ركزت منذ البداية على سياسة الجوار، وتعمل على توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع دول الشرق الأوسط. وأشار إلى أن توسيع العلاقات مع دول آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية يعد مبدأ أساسيا في السياسة الخارجية الإيرانية.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي قال فيه مسؤولون إن “محادثات جديدة” بين المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين لحل الخلافات بشأن البرنامج النووي لطهران انتهت الأحد الماضي في سلطنة عمان، وإن من المقرر إجراء المزيد من المفاوضات. في هذه الأثناء، تصر طهران علناً على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
وقال عراقجي يوم الجمعة: “ليس هناك سيناريو يمكن أن تتخلى فيه إيران عن حقها الذي حصلت عليه بشق الأنفس في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية”. ونفى أيضا أن تكون إيران قد تلقت عرضا مكتوبا من واشنطن بشأن الاتفاق النووي. وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأن طهران تلقت مقترحا للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن تتخلى بموجبه البلاد عن طموحاتها النووية مقابل رفع العقوبات.
وفي منشور على منصة إكس موجه إلى واشنطن، قال عراقجي: “طهران تظل حازمة وواضحة: احترموا حقوقنا وأنهوا عقوباتكم، وسوف نتوصل إلى اتفاق”. وأضاف: “نحن نرحب دائمًا بالحوار المبني على الاحترام المتبادل ونرفض دائمًا الإملاءات”.
وأضاف عراقجي أن “طهران لم تتلق أي عرض مكتوب من واشنطن بشأن الاتفاق النووي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”، مشيرا إلى أن طهران لا تزال تتلقى تصريحات متناقضة.
ناقشت طهران، الجمعة، في قنصلية طهران في إسطنبول، المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي ورفع العقوبات مع دول “الترويكا” الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا).