صنع الله إبراهيم في فترة النقاهة.. “المفكر الثائر”

وتلقى إبراهيم العلاج في معهد ناصر بالقاهرة بعد إصابته بكسر في الحوض، مما استدعى دعوات عاجلة من الكتاب والمثقفين المصريين للحصول على رعاية طبية شاملة تتناسب مع مكانته الأدبية البارزة.
اطمأن الرئيس عبد الفتاح السيسي على الحالة الصحية للكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، وأمر باتخاذ كافة الإجراءات الطبية اللازمة لعلاجه.
وفيما يلي نلقي نظرة على سيرة الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم.
صنع الله إبراهيم، من مواليد عام 1937، يعد من أهم الروائيين العرب في القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين. يجمع بين الأدب الشجاع والنقد السياسي والاجتماعي الحاد. يُعرف بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الواقعية والتجريب السردي، وبوجهات نظره المذهلة والمتمردة.
صنع الله إبراهيم ليس روائيًا فحسب، بل هو أيضًا مفكر وثوري. وتمثل أعماله أرشيفًا نقديًا لتاريخ مصر والعالم العربي، وبالتالي فهي مرجع أساسي لفهم التغيرات في المجتمع والسياسة.
تخرج صنع الله إبراهيم من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وسُجن في الستينيات بسبب انتمائه إلى الحركات اليسارية، وهي التجربة التي أثرت بشكل كبير على كتاباته.
عمل كاتباً وصحفياً وروائياً، ورفض الانضمام إلى المؤسسات الثقافية الرسمية.
يُعرف إبراهيم بأسلوبه الجريء وكسر المحرمات. يتناول في أعماله الفساد والهزائم العربية وتفكك الأسرة والفقر والانتهازية، ويمزج بين الخيال والوثائق التاريخية.
من أبرز أعماله:
– «تلك الرائحة» (1966)، روايته الأولى، تمت مصادرتها فور نشرها بسبب انتقادها اللاذع للمجتمع المصري بعد هزيمة 1967. ويستخدم أسلوب تدفق الوعي لسرد حياة خريج جامعي شاب يواجه اليأس والفساد.
– “اللجنة” (1981)، وهي سخرية ساخرة من البيروقراطية والسلطة المطلقة، حيث يتم استدعاء بطل الرواية أمام “لجنة” غامضة تقرر مصيره.
– «ذلك» (1992)، رواية خيالية عن حرب الخليج من وجهة نظر شخصية مصرية تعيش التناقض بين الخطاب الرسمي والواقع.
بيروت بيروت (2014)، رواية تتناول الحرب الأهلية اللبنانية، تمزج بين السرد والتقارير الإخبارية.
– «التجسس» (2007)، سيرة ذاتية غير تقليدية يقدم فيها المؤلف مذكراته الشخصية والسياسية بأسلوب لاذع وفكاهي.
يتميز أسلوب إبراهيم الفني بالواقعية النقدية. ويقدم الواقع بكل مرارته دون تحريف، ويدرج وثائق حقيقية (صحف، بيانات رسمية) في النص السردي، ويستخدم الفكاهة السوداء كوسيلة لكشف الأكاذيب السياسية والاجتماعية.
ومن أهم المواقف السياسية المثيرة للجدل التي اتخذها إبراهيم في مسيرته الفنية، رفضه جائزة الدولة التقديرية (2003).
وبسبب جرأته وانتقاده الدائم للأنظمة العربية وتبعيتها للغرب، منعت كتبه أيضاً في بعض الدول العربية.
حصل على جائزة السلطان قابوس، وترجمت أعماله إلى عدة لغات أجنبية، ويدرس أدبه في الجامعات العالمية نموذجاً لأدب المقاومة.