هل يحمل قرار ترامب بارقة أمل للاقتصاد السوري؟ خبراء يوضحون التأثيرات

منذ 5 ساعات
هل يحمل قرار ترامب بارقة أمل للاقتصاد السوري؟ خبراء يوضحون التأثيرات

في تحول غير مسبوق في السياسة الأميركية تجاه سوريا، أعلن الرئيس دونالد ترامب من العاصمة السعودية الرياض قراره رفع العقوبات عن دمشق، وهي خطوة مفاجئة ذات تداعيات إقليمية ودولية عميقة.

وحظي القرار الذي أوصى به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بموافقة واسعة في الأوساط العربية والدولية. وكان من المأمول أن يشكل ذلك بداية جديدة لإعادة اندماج سوريا في محيطها وإحياء اقتصاد البلاد المتعثر بعد سنوات من العزلة والحرب والعقوبات.

فماذا يعني هذا القرار بالنسبة لسوريا على وجه التحديد؟ ما هو التأثير السياسي والاقتصادي الذي سيخلفه هذا على سوريا؟ هل تحذو الدول الأوروبية حذو واشنطن؟ ويقدم الخبراء والباحثون الذين تحدثوا مع ايجي برس رؤى حول أبعاد هذا التحول الأمريكي في القضية السورية.

صورة 1

ماذا تستفيد سوريا من رفع العقوبات؟

ويقول أيمن الدسوقي، الباحث البارز في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، إن قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا يعكس إيمانه برؤية حلفائه، وفي مقدمتهم السعودية وتركيا. وهذا يعني رفع العقوبات المفروضة على دمشق حتى تتمكن من ممارسة نفوذها في مرحلة ما بعد الأسد والمساهمة في تعزيز الاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط.

وفي حديثه لموقع ايجي برس، أوضح الدسوقي أن هذا القرار الأمريكي قد يكون بمثابة بارقة أمل للسوريين في مستقبل أفضل يمكنهم من خلاله تجاوز سنوات حكم نظام الأسد الطويلة.

ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتقييم التأثير الكامل لقرار ترامب بشأن سوريا، حتى تتضح الصورة الشاملة وتفاصيل كيفية ترجمة القرار إلى خطوات تنفيذية ملموسة وآليات مؤسسية. وأوضح الدسوقي أن هذا التقييم يعتمد أيضاً على مدى استجابة الأطراف المعنية برفع العقوبات، مثل الدولة السورية ودول المنطقة والقطاع الخاص والمنظمات، لهذه الإجراءات ومتطلباتها.

صورة 2

ويشير الباحث إلى أن القرار الأميركي في مجمله يمثل دفعة قوية لجهود إعادة دمج سورية في محيطها الإقليمي والدولي. كما أنها توفر الحماية السياسية للمبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى دعم الدولة السورية والمجتمع السوري في مجالات مهمة من الحياة اليومية.

ويتابع الدسوقي: “كما أن القرار الأمريكي يمنح القيادة السورية شرعية أكبر لتنفيذ متطلبات المرحلة الانتقالية، ويعزز حضور سوريا على الخارطة الاستثمارية، ويفتح المجال أمام تدفقات مالية واستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني”.

ورغم التوقعات والآمال الكبيرة المرتبطة بقرار الرئيس الأميركي، يرى الدسوقي أن التحديات تكمن في تفاصيل تنفيذه. ولتحقيق النتائج الإيجابية المرجوة من هذه الخطوة؛ ويجب أن يستمر الزخم الإقليمي والدولي لدعم سوريا في مرحلة ما بعد الأسد. ويتضمن ذلك تنسيق المبادرات المختلفة، والتغلب على العقبات الإجرائية، وتسريع الإصلاحات الضرورية.

صورة 3

ويقول الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية محسن المصطفى إن الفوائد بالنسبة لدمشق كبيرة جداً. وسوف تتمكن الدول الداعمة لسوريا في المستقبل من التعاون مع مؤسسات الدولة السورية “دون تحفظات”، بما في ذلك الدعم المالي والمساعدات والاستثمار. كما أنها يمكن أن تساهم في رفع العقوبات المفروضة على البنك المركزي السوري.

وفي حديثه مع ايجي برس، أعرب مصطفى عن قناعته بأن سوريا بعد عودتها للمشاركة في المجتمع الدولي ستشهد انتعاشاً اقتصادياً، بالإضافة إلى الآثار الإيجابية المتوقعة للقرار الأمريكي على المستوى السياسي الداخلي. ومن شأن هذا القرار أن يساعد في بسط سيطرة الدولة الكاملة على الأراضي السورية وتعزيز عملية العدالة الانتقالية والسلم الأهلي.

ويتفق مع أيمن الدسوقي، الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، ومحسن المصطفى، الناشط الحقوقي والصحفي السوري، وكذلك عبد الكريم المشهداني، على أن القرار الأميركي سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد السوري الذي يعاني من العقوبات منذ سنوات.

صورة 4

وقال المشهداني في تصريح لموقع ايجي برس إن العقوبات الأميركية سيكون لها تأثير إيجابي كبير على كافة مناحي الحياة في سوريا، بما في ذلك إيداع أموال الاستثمار من دول الخليج، وكذلك المستثمرين السوريين والعرب والأجانب، في البنك المركزي السوري. وستساهم هذه الاستثمارات في إعادة إعمار سوريا.

هل تحذو الدول الأوروبية حذو واشنطن؟

ويقول أيمن الدسوقي، الباحث الأول في مركز عمران للدراسات الإستراتيجية، إن الاتحاد الأوروبي أظهر للحكومة الأميركية موقفاً تقدمياً بتعليق بعض العقوبات. كما اتخذت المملكة المتحدة خطوة رائدة برفع العديد من العقوبات المفروضة على سوريا، ومن المرجح أن تحذو دول أوروبية أخرى حذو الولايات المتحدة.

ويرى الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية محسن المصطفى أن الدول الأوروبية ستحذو حذو الولايات المتحدة وترفع العقوبات عن سوريا. وأشار إلى أنه لا شك أن هناك عقبات تقنية في الوقت الحاضر، وخاصة في ما يتصل بالتشريعات، ولكن سيتم حلها مع مرور الوقت.

صورة 5

وفي هذا السياق، يوضح الناشط الحقوقي والصحفي السوري عبد الكريم المشهداني أن أوروبا سبقت الولايات المتحدة في رفع العقوبات. على سبيل المثال، رفعت بريطانيا العظمى وفرنسا بعض العقوبات في قطاعي الكهرباء والطاقة، كما رفعت ألمانيا العقوبات جزئيا فقط. ومن المفترض أن تحذو الدول الأوروبية حذو الولايات المتحدة وترفع العقوبات عن دمشق بشكل كامل.

يُشار إلى أنه بعد إعلان ترامب، شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازية. وبحسب منصات رصد سوق الصرف الأجنبي المحلية، ارتفع الجنيه المصري بنحو 10%، ويتداول عند نحو 8300 جنيه مصري للشراء و8700 جنيه مصري للبيع.

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، نظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض. وكان الهدف إعادة دمج سوريا في المجال العربي والدولي.


شارك