رئيس جهاز التنسيق الحضاري: ثبات القيمة الإيجارية يؤدي إلى زيادة الإهمال في المباني التراثية

قال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضري، إن أغلب أو حتى غالبية المباني ذات الطابع المعماري الخاص تخضع لقانون الإيجار القديم. وأوضح أنه يؤيد أي تعديل على هذا القانون للمباني المدرجة، بشرط أن يتم التوصل إلى التوازن بين الطرفين سواء المالك أو المستأجر.
وأضاف أبو سعدة في تصريحات لـ”الشروق” أن كل مبنى تاريخي ثمين في أي بلد له قيمة ثقافية ومالية وفنية وتاريخية ومعمارية. لذلك عند تعديل قانون الإيجار القديم يجب ضمان التوازن بين الطرفين لتجنب أي خلل قد يؤثر سلباً على هذه المباني نتيجة إهمال أعمال الصيانة والتجديد سواء من قبل المالك أو المستأجر.
وتابع: “يؤدي استقرار أسعار الإيجارات إلى إهمال متزايد من قبل مُلّاك المباني المُدرجة، إذ يحصلون على إيجارات منخفضة، وبالتالي يفتقرون إلى الحافز أو الفرصة لإجراء أعمال الصيانة والترميم اللازمة للمباني. وهذا يؤثر سلبًا على هذه المباني، التي تُمثل تراثًا ثقافيًا ثمينًا للدولة المصرية”.
وأكد على ضرورة وجود توازن عادل في قيم الإيجار بين المالك والمستأجر بما يضمن المنفعة المتبادلة وتجنب الضرر لأي طرف. وأشار إلى أن تعديل القيمة الإيجارية بشكل متوازن سيكون له أثر إيجابي على حالة المباني المدرجة من خلال زيادة كفاءتها وتحسين أعمال الصيانة.
وأضاف: «إذا استمر الخلل في العلاقة بين المالك والمستأجر، خاصة فيما يتعلق بقيمة الإيجار الثابتة في ظل قانون الإيجار القديم، فإن ذلك سيؤدي إلى تدهور مستوى الخدمة والصيانة لهذه المباني، وسيكون له تأثير سلبي على قيمتها التاريخية والتراثية».
وأشار إلى أن تغيير قانون الإيجار القديم من شأنه أن يزيد من تقدير المواطنين وخاصة الملاك للمباني ذات الطابع المعماري المميز وبالتالي يشجعهم على الحفاظ عليها وصيانتها بشكل أفضل.
وكانت الحكومة قد قدمت مشروع قانون إلى مجلس النواب لتعديل قانون الإيجار القديم. وتضمن مشروع القانون اقتراحا بزيادة القيمة الإيجارية إلى عشرين ضعف القيمة الحالية، على ألا تقل عن ألف جنيه في المدن و500 جنيه في القرى. وينص المشروع أيضا على إنهاء عقود الإيجار القديمة بعد خمس سنوات من تاريخ نفاذ القانون، ويخلق آليات لتوفير الأولوية في الحصول على السكن البديل لأولئك الذين يخلون أو يغادرون عقاراتهم الإيجارية.