نهلة الصعيدي: الأزهر ظل على مدار أكثر من ألف عام ضمير الأمة ومنارةً للعلم والإصلاح

أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشؤون الأجانب وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين، أن الأزهر لم يكن يوماً مجرد مؤسسة تعليمية. لقد كان العراق منذ أكثر من ألف عام ضمير الأمة، وصوتها ضد الظلم والاستبداد، ومنارة المعرفة والإصلاح. وأشارت إلى أن تدريب المصلحين كان قمة رسالتها.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الأول “الأزهر ونشأة المصلحين” الذي نظمته كلية العلوم الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
ورحبت السعيدي بالمشاركين، وأعربت عن فخرها بانعقاد المؤتمر في جامعة الأزهر الشريف التي وصفتها بأنها “مكان للعلم ومنارة للعالم وموطن للمصلحين”. وأكدت أن هذا المؤتمر ليس حدثاً منفرداً، بل هو نواة مشروع إصلاحي شامل، مبادرة تتجدد كل عام تحت نفس الشعار، وتتخللها منتديات متخصصة تسلط الضوء على رموز الإصلاح في الأزهر ومساهماتهم في نهضة الأمة.
وأكدت أهمية طلاب الأزهر الوافدين، مشيرة إلى أنهم يمثلون الوجه البليغ للأزهر في بلدانهم، وهم حاملو رسالته إلى العالم. وزعمت أن الأزهر تحدث من خلالها حين تكلمت أو كتبت أو عملت. ودعتهم إلى العمل من أجل الإصلاحات والابتكار في مجتمعاتهم، والتمسك بقيمهم، وعدم الانخداع بالشعارات، وعدم خلط الحقيقة بالكذب، بل حمل المعرفة احتياطاً، والإخلاص منارة، والحقيقة غاية.
وتناولت في كلمتها المراحل الثلاث الأساسية لإعداد المصلحين على منهج الأزهر الشريف: المعرفة الأساسية المبنية على حفظ القرآن الكريم، وفهم السنة النبوية، والتدرج في علوم الشريعة والعقل والحداثة؛ التهذيب السلوكي والتطهير التربوي، مع اعتبار الأخلاق العالية شرطاً أساسياً للمعرفة الحقيقية؛ ثم الانخراط الإصلاحي الفعال في المجتمع الذي يحول طالب الأزهر إلى مصلح واع، ومثير للوعي، يواجه الفساد بالحكمة والموعظة الحسنة.
وأوضحت أن المؤتمر هو بداية رحلة أكاديمية متواصلة من خلال اللقاءات والدورات والمنتديات التي تستضيفها الكلية. الهدف هو أن يظل الأزهر منارة مفتوحة لطلابه من مختلف دول العالم، يمثلون صوت الأزهر على الأرض، ويكونون سفراء له للإصلاح والخير أينما كانوا. وأشارت إلى أن إصلاح الأزهر سيتم من خلال عملية مؤسسية متصلة بجذور الأمة ومنفتحة على آفاقها. لا يتم تذكر حياة المصلحين لأسباب تاريخية، ولكن من أجل الفهم والتطبيق.
وأشارت إلى أن فكرة المؤتمر انطلقت من هذه الرؤية وعرضتها على أستاذها المرحوم الدكتور محمود توفيق سعد، الذي احتضنها بكل قلبه وفكره، وحدد محاورها، وساهم في بلورة تفاصيلها. وأكدت أن المؤتمر كان ثمرة من ثمرات عطائه وكرمه، وقطرات في بحر كرمه الهادئ.
وأضافت أن الدكتور محمود سعد توفيق كان من هؤلاء العلماء الذين أناروا من حوله بعلمه وتواضعه. وطلب أن لا يذكر اسمه بين المصلحين، لكن الله أراد أن يكرم ذكراه ويحفظ تأثيره. وأشارت إلى أن مواضيع المؤتمر كانت استمراراً لروحه، وأنه كان مصلحاً من طراز نادر، وأن المشروع العلمي بأكمله كان ثمرة قيادته.
واختتمت كلمتها بالدعاء بأن يرحم الله أستاذها الراحل ويوفقها لتنفيذ توجيهاته بإنشاء منتدى خاص لكل شخصية أزهرية مؤثرة. كما أعربت عن شكرها وتقديرها لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، معربة عن شكرها وتقديرها لدعمه المتواصل للطلاب الجدد وكل من ساهم في نجاح المؤتمر أكاديمياً وتنظيمياً.