رسائل مؤلمة من أمهات غزة: نعاني ألم الفقد والجوع ومعاناة النزوح

أم محمد النازحة: زوجي وابني استشهدا خلال الحرب. أعيش في خيمة في ظروف صعبة وأطفالي بحاجة إلى علاج طبي.
أم أيمن النازحة: فقدت ابني وزوجي وبيتي. ليس هناك ما آكله أو أشربه ولا أستطيع أن أستمر في العيش.
النازحة صابرين أبو دقة: نعيش على المعكرونة.. وليس لدينا وجبات صحية لإطعام أطفالنا.
بين ألم الخسارة ووحشية الجوع ومعاناة النزوح، تعيش الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة في ظل الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي المستمر للقطاع – وهو واقع إنساني يصبح أكثر مأساوية مع كل يوم يمر.
بمناسبة عيد الأم في تركيا، الذي يصادف اليوم الأحد، سلطت وكالة الأناضول التركية الضوء على معاناة الأمهات في مخيمات اللاجئين بخان يونس جنوب قطاع غزة. وتكافح العديد من هؤلاء الأمهات من أجل البقاء على قيد الحياة بعد فقدان أزواجهن وأطفالهن ومنازلهن، ويعشن في ظروف قاسية لا تتوافق مع الكرامة الإنسانية.
أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الأربعاء الماضي، قطاع غزة “منطقة مجاعة” بسبب الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية. وحذر مسؤولون فلسطينيون وأمميون مراراً من عواقب إغلاق المعابر الحدودية، المستمر منذ قرابة شهرين، ومنع استيراد الغذاء والدواء والوقود.
خلال فترة الإبادة الجماعية، قتلت إسرائيل أكثر من 12400 امرأة، وفقدت أكثر من 14 ألف امرأة أزواجهن، كما أن نحو 60 ألف امرأة حامل معرضة لخطر شديد بسبب نقص الرعاية الصحية، وفقاً لبيانات مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن أكثر من 90% من سكان قطاع غزة نزحوا، بعضهم أكثر من مرة، ويعيشون في ملاجئ مكتظة أو في العراء، وسط انتشار الأمراض ونقص المياه.
-وحيدًا مع 7 أطفال
في خيمة في خان يونس، حيث تفتقر حتى إلى أبسط الضروريات المعيشية، تعيش الفلسطينية أم محمد أبو دقة مع أطفالها السبعة بعد أن فقدت زوجها وأحد أبنائها في قصف إسرائيلي.
قالت لوكالة الأناضول: “زوجي وابني استشهدا خلال الحرب، وأعيش في خيمة في ظروف صعبة. أطفالي مصابون ويحتاجون إلى العلاج، وهو أمر غير ممكن بسبب الحصار وإغلاق المعابر”.
أم محمد تفتقر إلى أبسط الأشياء في الحياة. تعاني من حر الصيف وبرد الشتاء ولا تجد ما تطعم به أطفالها.
وأضافت: “نحن نتضور جوعًا، ولا أحد يعولنا. والآن، بعد أن نفد الدقيق، أضطر لطحن المعكرونة لصنع الخبز”.
وفي رسالة مؤثرة، دعت الأمهات في جميع أنحاء العالم إلى الوقوف مع الأمهات في غزة، والمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية، ورفع الحصار، وتقديم المساعدات الإنسانية للعائلات التي فقدت كل شيء.
الجوع والقمع
وتعيش أم أيمن، التي فقدت زوجها وطفلها ومنزلها في القصف، وضعاً مماثلاً. ومنذ أن دمرت إسرائيل منزلها قبل بضعة أشهر، أصبحت مضطرة للعيش في خيمة مصنوعة من النايلون والقماش الممزق.
وقالت لوكالة أنباء الأناضول: “لقد فقدت ابني وزوجي ومنزلي. أعيش في خيمة بلا طعام ولا ماء، ولا أستطيع مواصلة حياتي، خاصة بعد هذه الخسارة”.
لاحظت أنها كانت تمشي مسافات طويلة للحصول على القليل من الماء، سواء للشرب أو للطبخ.
وأوضحت أن خيمتها المصنوعة من القماش والنايلون لا تحميها من حر الصيف أو برد الشتاء، وأنها تأمل أن تنتهي الإبادة الجماعية.
وتناشد الأم من غزة أمهات العالم الوقوف مع الأمهات الفلسطينيات والمطالبة بإنهاء الحرب ورفع الحصار وإنهاء المجاعة.
مأساة الإبادة الجماعية
وقالت صابرين أبو دقة، التي فقدت زوجها وشقيقها، إنها وأطفالها الخمسة يعيشون ظروفاً صعبة للغاية. ليس لدينا كعك، ولا عصير، ولا وجبات صحية لإطعام أطفالنا. نعيش على المعكرونة فقط، كما أضافت.
ودعت العالم العربي والإسلامي والمنظمات الإنسانية إلى مساعدة الأطفال في قطاع غزة في ظل الوضع الكارثي الذي يعيشونه جراء الإبادة الجماعية.
وفي تصريح آخر، قالت أم فلسطينية إنها فقدت زوجها ومنزلها، وأن طفلها أصبح يتيماً بعد مقتل والده في قصف إسرائيلي. إنهم يعانون من مجاعة حقيقية.
وأضافت دون أن تذكر اسمها: “لا دقيق ولا طعام ولا شراب”، مشيرة إلى أن وضع المرأة في قطاع غزة مأساوي.
وفي رسالتها إلى نساء العالم قالت: “أتمنى أن تقفوا معنا وتدعمونا وتتعاطفوا مع معاناتنا”.
وفي أوائل شهر مارس/آذار، صعدت إسرائيل من جرائمها بإغلاق كافة المعابر الحدودية إلى قطاع غزة بشكل تعسفي، ومنعت بشكل كامل دخول المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة وشاحنات الصهاريج.
ويعتمد 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة بشكل كامل على هذه المساعدات بعد أن أصبحوا فقراء على مدى الأشهر التسعة عشر الماضية بسبب الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، وفقاً لبيانات البنك الدولي.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح أكثر من 172 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.