من مرصد الجلالة.. مصر تحتفل باليوم العالمي للطيور المهاجرة

منذ 2 شهور
من مرصد الجلالة.. مصر تحتفل باليوم العالمي للطيور المهاجرة

– وزير البيئة: مصر ملاذا آمنا للطيور المهاجرة ووجهة جاذبة لمراقبي الطيور.

 

تشارك مصر العالم في الاحتفال باليوم العالمي للطيور المهاجرة، والذي يوافق السبت الثاني من شهر مايو كل عام. “موضوع هذا العام هو “بناء مدن ومجتمعات صديقة للطيور”. ويهدف هذا الشعار ليس فقط إلى رفع مستوى الوعي، بل أيضاً إلى فرض مسؤولية جميع الناس في خلق بيئات حضرية تشمل البشر والطيور، نظراً للتحديات المتزايدة التي تواجه الأنواع المهاجرة.

بدأت احتفالات هذا العام في مرصد الجلالة للطيور، أحد أشهر نقاط العبور للطيور المهاجرة في مصر. وشارك في الاحتفالية التي نظمتها الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، ممثلون عن وزارة البيئة، إلى جانب عدد من خبراء الحياة البرية والمراقبين وممثلي وسائل الإعلام. تم توثيق مشاهدات الطيور وتحميلها على منصة eBird العالمية. لدعم الجهود العلمية لرسم خرائط دقيقة لمسارات الهجرة واتجاهات التنوع البيولوجي.

أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن الموقع الجغرافي المتميز لمصر في قلب ثلاثة من أهم مسارات الهجرة في العالم يجعلها ملاذا آمنا للطيور المهاجرة.

وقال وزير البيئة: “إن بلادنا وجهة جاذبة لسياحة مراقبة الطيور، وهو ما يمثل مورداً اقتصادياً واعداً يمكن استثماره في خطط السياحة البيئية المستدامة”.

وأوضحت أن احتفالات اليوم العالمي للطيور المهاجرة كل عام تهدف إلى رفع الوعي بأهمية حماية هذه الحيوانات التي لا يقتصر دورها على الجمال البصري أو التنوع البيولوجي، بل تؤدي أيضاً وظائف حيوية للبيئة، مثل تلقيح النباتات ومكافحة الآفات وتنظيم التوازنات الطبيعية.

وأشار الوزير إلى أن هجرة الطيور ليست ظاهرة موسمية فحسب، بل هي رحلة تنطوي على مخاطر. وتشمل هذه المخاطر، على وجه الخصوص، “فقدان الموائل بسبب إزالة الغابات وإزالة الأراضي الرطبة، والتلوث والصيد الجائر، فضلاً عن تغير المناخ، الذي يعطل أنماط الهجرة وجداولها الزمنية”، ويمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى انقراض أنواع معينة.

وأكدت أن الطيور المهاجرة تعد مؤشراً حساساً للتغير البيئي، إذ أن تراجع أعدادها أو اختفاء بعض أنواعها يشير إلى خلل في النظام البيئي، ما يجعل حمايتها ضرورة بيئية وإنسانية ملحة.

وبحسب الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، رصد فريق مرصد الجلالة أكثر من 354,571 طائر مهاجر هذا الموسم، بما في ذلك أكثر من 90% من إجمالي تعداد النسر السهبي في العالم، وأكثر من 50% من إجمالي تعداد طائر الباشق البرسيمي في العالم. تم توثيق ما مجموعه 34 نوعًا مختلفًا هذا العام. وتؤكد هذه الأرقام الأهمية العالمية للمرصد كمصدر موثوق للبيانات العلمية حول تحركات الطيور.

ومن الجدير بالذكر أن احتفال هذا العام لم يكن مجرد حدث رمزي، بل كان بمثابة دعوة صريحة لتغيير سياسات المدينة نحو بناء مجتمعات صديقة للطيور.

ويتضمن ذلك التخطيط الحضري الذي يتجنب تعطيل طرق الهجرة، ويوفر المساحات الخضراء، ويقلل من التلوث الضوئي والضوضائي، ويعزز المشاركة العامة في جهود الحفاظ على الطبيعة.

واختتمت وزيرة البيئة كلمتها بالتأكيد على أن “مستقبل الطيور المهاجرة هو انعكاس لمستقبلنا” ودعت إلى تضافر الجهود من قبل الدوائر الحكومية والسلطات المحلية والمجتمع المدني والمؤسسات التعليمية لحماية هذه المخلوقات الهشة التي لا تعرف حدودا ولكنها تحمل رسائل الحياة في كل جناح.


شارك