كيف ينعكس تقييم وكالات التصنيف الائتماني على أداء الاقتصاد المصري؟

وتشير التقارير التي نشرتها وكالات التصنيف الائتماني في الأشهر الأخيرة إلى تقييمات مختلفة للوضع الاقتصادي في مصر. أكدت وكالات التصنيف الائتماني “فيتش” و”ستاندرد آند بورز” و”موديز” تصنيف مصر، ولكن بتوقعات مختلفة. وأبقت الوكالتان على نظرتهما المستقبلية للاقتصاد المصري عند “مستقرة”، في حين قيمت وكالة موديز التوقعات الاقتصادية لمصر بأنها “إيجابية”.
ويرى الخبراء الذين تحدثوا إلى ايجي برس أن هذه التقارير تعكس نظرة إيجابية لتطور الاقتصاد المصري، وتعد إشارة مطمئنة للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب. وبالإضافة إلى ذلك، فإنها تتأثر بتقرير صندوق النقد الدولي.
قال الخبير الاقتصادي أحمد معطي، إن التقارير الدولية الأخيرة تعكس نظرة إيجابية لتطور الاقتصاد المصري، حيث أظهرت تحسناً كبيراً في مؤشرات الأداء رغم التحديات السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية، ومن بينها الاضطرابات في الأسواق العالمية، وارتفاع الرسوم الجمركية، والتوترات الجيوسياسية.
وأوضح أن التحسن المتوقع جاء نتيجة لخطة اقتصادية مدروسة تبنتها الدولة خلال السنوات الأخيرة. وهو ما يبعث إشارات طمأنة للمستثمرين المحليين والعرب والأجانب، ويزيد من جاذبية السوق المصرية كوجهة استثمارية واعدة.
وأضاف أن خفض الحكومة لدعم الوقود سيساهم أيضاً في تخفيف العبء على الموازنة في الفترة المقبلة، وبالتالي تحسين استدامة السياسات المالية والاقتصادية.
وفيما يتعلق بسعر الصرف، أكد أن الحكومة تعمل على استقرار سعر الصرف في نطاق مستقر، مع تذبذب من الأعلى إلى الأسفل بما لا يتجاوز 5%. وهذا ما أكده رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وأكده في تصريحات سابقة. وأشار إلى أن هذا الاستقرار من شأنه أن يطمئن المستثمرين ويسهل عمليات الاستثمار والتداول.
قال فخري الفكي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن التقارير الأخيرة الصادرة عن وكالات التصنيف الائتماني خلال الفترة الماضية كشفت عن تناقضات في تقييمها للوضع الاقتصادي في مصر. وأشار إلى أن وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أكدت التصنيف الائتماني لمصر عند B في أبريل الماضي، وأبقت على النظرة المستقبلية عند “مستقرة” منذ نوفمبر الماضي.
وأوضح الفقيه أن وكالة فيتش لم ترفع نظرتها المستقبلية إلى “إيجابية” بسبب التوترات الجيوسياسية التي تؤثر حالياً على عدة مناطق.
وأضاف أن تقرير الوكالة الصادر في أبريل 2025 أشار إلى أن جهود الإصلاح الاقتصادي في مصر ساهمت في تحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية، وهو ما دعمه بيان صندوق النقد الدولي.
وأشار الفقيه إلى أن وكالة فيتش هي الأكثر تفاؤلاً بين وكالات التصنيف الائتماني الثلاث، في حين أن وكالة موديز حذرة، وستاندرد آند بورز في المنتصف.
وأشار إلى أن وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني أكدت في أحدث تقرير لها في أبريل الماضي تصنيف مصر عند “B-/B”، لكنها خفضت النظرة المستقبلية من “إيجابية” إلى “مستقرة” بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي وأزمة التعريفة الجمركية، رغم إشادة الوكالة بالإصلاحات الإدارية التي نفذتها الحكومة المصرية.
أكدت وكالة موديز للتصنيف الائتماني في فبراير/شباط الماضي تصنيف مصر الائتماني عند Caa1، لكنها أعربت عن وجهة نظر “إيجابية” وكانت أكثر تفاؤلا من وكالتي فيتش وستاندرد آند بورز. بحسب رئيس لجنة التخطيط والميزانية في مجلس النواب.
وبررت موديز نظرتها الإيجابية باستمرار تحسن الوضع المالي والاقتصادي الخارجي لمصر، كما أشادت بالتعاون والإصلاحات التي تنفذها الحكومة المصرية بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي.
وأكد الفقيه أن تقارير وكالات التصنيف تتأثر بشكل مباشر بتقارير صندوق النقد الدولي الذي يجري أربع مراجعات سنويا.
وفيما يتعلق بسعر صرف الدولار، أشار إلى توقعات صندوق النقد الدولي بوصوله إلى 49.9 جنيه بنهاية العام المالي الجاري. وأشار إلى أن تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي لشهر أبريل أظهر تحسناً تدريجياً في مؤشرات الاقتصاد الكلي في مصر، على عكس العديد من الاقتصادات النامية والناشئة التي خفض توقعات نموها.
وأوضح أن الصندوق رفع توقعاته لمعدل النمو في مصر خلال العام المالي الحالي من 3.6% (تقديرات حكومية) إلى 3.8%. وتوقع أيضاً أن يصل معدل النمو إلى 4.3% في العام المالي المقبل 2025/2026، مقارنة بتقديرات الحكومة البالغة 4.1%.