البابا تواضروس الثاني يلتقي وزير خارجية صربيا

التقى قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق له اليوم مع ماركو جوريتش وزير خارجية صربيا، بمقر وزارة الخارجية في بلجراد. وشارك في اللقاء السفير باسل صلاح سفير مصر لدى صربيا وعدد من مسؤولي الوزارة.
ورحب وزير الخارجية الصربي بقداسة البابا وأكد أن هذه الزيارة “تاريخية وتساهم في تعزيز العلاقات ليس فقط بين البلدين، بل وأيضاً بين الكنيستين وبين الكنيسة والدولة”. وأضاف: “أنتم في بلدكم، ونحن لسنا بلداً أجنبياً بالنسبة لكم”.
وأشاد الوزير بالعلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تعززها العلاقات الوثيقة بين الرئيس الصربي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قائلاً: “إن العلاقة بيننا ليست سياسية فحسب، بل تشمل المحبة والصداقة والتعاون الوثيق في مختلف المجالات”.
وأشار الوزير إلى التحديات التي واجهتها صربيا في العقود الأخيرة، وخاصة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وأثناء الحكم الشيوعي، الذي حاول تهميش دور الكنيسة. قال: “لقد مررنا بسنوات عصيبة، لكننا اليوم نحافظ على تعاليم الإيمان ونشهد تجددًا روحيًا ملموسًا. يعود الناس إلى الكنائس، ويتزايد حضورهم، بفضل قيادة قداسة بطريرك صربيا”. وأضاف: “نحن نعمل على الحفاظ على الهوية الصربية، وتعزيز الأسرة، وزيادة معدل المواليد، ومعالجة التحديات الديموغرافية، حيث يبلغ متوسط عمر سكاننا 43 عامًا”.
من جانبه، أعرب قداسة البابا عن سعادته البالغة بهذه الزيارة، قائلاً: “يسعدني أن أكون معكم. وقد شجعني الرئيس الصربي على القيام بهذه الزيارة خلال لقائهما في يوليو الماضي بالمقر البابوي بالقاهرة”. وأشاد بدور صربيا في حفظ السلام، قائلاً: “نحن في مصر على قناعة تامة بأن بناء السلام أمر بالغ الأهمية رغم الصراعات الدائرة في منطقتنا. ومع ذلك، فإن القيادة السياسية المصرية تسعى جاهدة لتحقيق السلام، ونحن نعتبر مصر قلب العالم لموقعها الجغرافي وتاريخها العريق”.
وأضاف: “يقول الكتاب المقدس: طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون”. “إن تحقيق السلام يتطلب الحكمة والصبر والوقت الكافي.”
وأكد قداسة البابا أن “ابتعاد الإنسان عن الله هو سبب الأزمات في العالم”، وقال: “الله هو الحقيقة الثابتة في عالم متغير باستمرار، والإخلاص البشري لله هو الطريق إلى السلام الحقيقي”. وأعرب عن أمله في أن يسود السلام في الشرق الأوسط وأوروبا، وأشاد بدور الكنائس في تعزيز الهوية الروحية، وحذر من تزايد خطاب الكراهية في العصر الرقمي. قال: “لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي، رغم فوائدها، في تدهور البشرية. ومن واجب المؤسسات الدينية أن تتعاون لمواجهة الكراهية ومساعدة الناس على تحقيق حياة أفضل، سواء على مستوى الأسرة أو المجتمع”.
في ختام اللقاء، أعرب وزير الخارجية الصربي عن تقديره لكلمات قداسة البابا: “نشكر قداستكم على هذه النصيحة القيّمة، ونعدكم بأن تظل صربيا حصنًا للسلام. باسم الوزارة، نشكركم على رسالتكم، ونطلب منكم الدعاء”.
ويأتي هذا اللقاء في إطار زيارة قداسة البابا إلى صربيا، والتي تشكل جزءًا من جولته الرعوية الحالية في أبرشية أوروبا الوسطى، والتي بدأت في 25 أبريل. وتشكل زيارة صربيا المحطة الثالثة في جولة قداسته في الأبرشية.