في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. نقابة الصحفيين تكشف وقائع مرعبة لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين

منذ 14 ساعات
في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. نقابة الصحفيين تكشف وقائع مرعبة لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين

كشفت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الأحد، تفاصيل مروعة عن اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين. وقال تقرير نشرته النقابة: “منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت الساحة الفلسطينية موجة غير مسبوقة من الجرائم والانتهاكات التي استهدفت الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام بشكل ممنهج”.

وأكدت النقابة أن “لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين تتابع عن كثب هذا التصعيد الدموي، وتعتمد على المعطيات الموثقة من الميدان لتقديم صورة دامغة للإعلام ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي عن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين أفراداً ومؤسسات”.

وسلط التقرير الضوء على أشكال مختلفة من الهجمات المستهدفة، بدءاً من القتل المباشر وقصف المباني السكنية إلى الاعتقالات والتدمير الواسع النطاق للمرافق الإعلامية. وهذا يوضح الثمن الباهظ الذي يدفعه الصحفيون لمجرد ممارسة حقهم في نقل الحقيقة.

وبحسب التقرير، “يواصل نظام الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين الفلسطينيين، معتبرًا إياهم أهدافًا يجب تصفيتهم بكل الوسائل، بما في ذلك الصواريخ وقذائف المدفعية والطائرات المسيرة والذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وبفضل هذا المستوى من البارود والإرهاب، قُتل 210 صحفيين منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى أوائل مايو/أيار 2025”.

وأضاف: “إن لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين رصدت ووثقت كافة الجرائم والاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي (الجيش والسياسيون والمستوطنون والمحاكم ووسائل الإعلام)، والتي جميعها متورطة في مقتل الصحفيين”.

وأشارت النقابة إلى أن “الهجوم على مباني ومقرات المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة بالصواريخ التي أطلقتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الأول من العدوان كان شرسًا، حيث دمّر معظم مقرات ومكاتب القنوات الفضائية ووكالات الأنباء. إلا أن الصحفيين لم يجدوا أمامهم خيارًا سوى إكمال عملهم من منازلهم، حيث طاردتهم الصواريخ إلى داخلها. وقد قُتل ما يقرب من 90 زميلًا، بعضهم لا يزال مدفونًا تحت الأنقاض حتى اليوم، مثل الزميلة الصحفية هبة العبد الله، التي استشهدت مع ابنتها ووالدتها في 9 ديسمبر/كانون الأول 2023، في بلدة القرارة قرب خان يونس”.

وتابعت: “بعد تدمير مكاتب ومرافق الإعلام، وملاحقة الصحفيين إلى غرف نومهم، وقتلهم بالصواريخ، أقاموا خيامًا جماعية لحماية أنفسهم من البرد والحر، ووضعوها بالقرب من المستشفيات، معتقدين أنها خارج نطاق خطط الحرب وهجمات البارود. إلا أن الاحتلال رفض فعل أي شيء سوى توثيق جرائمه بأبشع الطرق وأشنع الوسائل عندما اعتدى على الصحفيين في خيامهم الخاصة بالقرب من المستشفيات، كما حدث في 4 يوليو 2025، باستشهاد مراسل وكالة فلسطين اليوم حلمي الفقعاوي، إثر قصف صاروخي على خيمة للصحفيين قرب مستشفى ناصر غرب خان يونس. أو في خيامهم في ملاجئ مؤقتة في مدارس الأونروا، كما حدث في 11 يوليو 2024، باستشهاد الصحفيين الزهراء أبو سخيل، مراسلة شبكة “نيوز ميديا”، وأحمد أبو سخيل، مصور الشبكة نفسها، إثر قصف صاروخي على مدرسة تؤوي نازحين (فهد)”. “الصباح) في حي التفاح بمدينة غزة.”

وأكدت أن “29 صحافياً قتلوا دون تدخل الخيمة، وأصيب العشرات بجروح خطيرة، بعضهم اضطر لبتر أطرافه”.

وأشارت إلى أن “الاحتلال لم يكتفِ بقتل الصحفيين، بل استهدف عائلاتهم بشكل إجرامي وقاسٍ، ولم يستثنِ الأطفال والنساء. وتوثق بيانات ووثائق لجنة الحريات تدمير 152 منزلاً تعرض للقصف. ونتيجةً لذلك، قُتل 664 من عائلات وأقارب الصحفيين، لا لسبب سوى عمل أبنائهم في الصحافة والإعلام. وهذا ما حدث أيضاً مع عائلة الصحفي معتز عزايزة، الذي فقد 26 فرداً من عائلته وأقاربه بقصف منزله”.

أكد التقرير: “إن الدليل القاطع على عمليات القتل المُستهدف هو أن عدد الصحفيين المصابين بشظايا الصواريخ والذخيرة الحية يفوق عدد الصحفيين المصابين بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وبذلك، يرتفع إجمالي عدد الإصابات الدموية إلى 178. وقد اضطر بعضهم لبتر أطرافهم، مثل المصور الصحفي سامي شحادة، الذي بُترت قدمه في 4 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد إصابته أثناء تغطيته الأحداث في مخيم النصيرات. وكذلك كان الحال قبل أيام عندما أصيب المصور الصحفي إيهاب الرديني بشظايا، ما أدى إلى كسر في الجمجمة والعين، ومراسل بي بي سي أحمد الآغا، الذي أصيب بشظايا في قدمه اليسرى”. وأشارت إلى أن “نحو 226 صحافياً كانوا متواجدين في محيطهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر لمنعهم من تغطية الأخبار في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

وأشارت النقابة إلى أن “هناك ما يقارب 139 حالة اعتقال واحتجاز في مراكز أمن جيش الاحتلال. ولا يزال العشرات ممن اعتقلوا في الأيام الأولى للعدوان محتجزين في زنازين دون محاكمات عادلة، ودون زيارات عائلية، أو حتى زيارة من الصليب الأحمر، في ظروف لا إنسانية، ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى التجويع والحرمان من العلاج. في غضون ذلك، لا يزال بعض الزملاء في حالة اختفاء، كحالة الصحفي نضال الوحيدي، الذي يعمل في قناة النجاح ومنصة نيو برس، والصحفي هيثم عبد الواحد من مؤسسة عين الإعلامية. وقد اختفى العديد من الزملاء، وانكشف مصيرهم بعد شهر، فيما لا يزال مصير بعضهم مجهولاً حتى اليوم”.

وأكدت لجنة الحريات أن “هذه الانتهاكات تشكل جرائم ممنهجة ضد الصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة” وطالبت:

تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة. الضغط من أجل الإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين. الضغط للسماح للصحفيين المصابين بالسفر لتلقي العلاج. محاسبة القوة المحتلة على جرائمها أمام المحاكم الدولية. توفير الحماية الدولية للصحفيين والمؤسسات الإعلامية. دعم وتوثيق كافة الجهود الرامية إلى رصد هذه الانتهاكات دوليا.


شارك