مصنعون: نقص العمالة الماهرة يهدد الاستثمارات الأجنبية في مصر

منذ 2 ساعات
مصنعون: نقص العمالة الماهرة يهدد الاستثمارات الأجنبية في مصر

مبروك: تدني الأجور هو السبب الرئيسي.. والحل يكمن في التوسع في إنشاء المدارس المهنية والتقنية.

فايد: تركيا وروسيا تجذبان العمالة المصرية بمتوسط راتب 1000 دولار شهرياً

ويهدد النقص في العمالة الماهرة في السوق المحلية بتعزيز الاستثمار الأجنبي في الفترة المقبلة. وبحسب عدة مصادر تحدثت لـ«الشروق»، فإن المصنعين يعانون حالياً من نقص في العمالة يصل إلى 70 في المائة. ويتطلب هذا اتخاذ تدابير تشريعية جديدة لزيادة جاذبية العمال من بلدان أخرى وتعزيز أهمية التدريب المهني والتقني. وفي فبراير الماضي، قدم كامل الوزير نائب رئيس الوزراء وزير النقل والصناعة، الاستراتيجية الوطنية الصناعية 2024-2030، على هامش مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي. وتهدف الاستراتيجية إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي من 14 إلى 20 في المائة سنويا بحلول عام 2030، وخلق فرص العمل للقوى العاملة، وتنمية المهارات، وخفض البطالة.

وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي، صرح حسام هيبة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة على هامش المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي في أبريل/نيسان الماضي، أن الحكومة تستهدف جذب 60 مليار دولار استثمار أجنبي مباشر، وزيادة قيمة الصادرات إلى 145 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، تهدف الخطة إلى تحقيق مساهمة القطاع الخاص بنسبة تصل إلى 65% من إجمالي الاستثمارات بحلول عام 2030.

ويرى محمود داور، رئيس شعبة الملابس الأسبق في غرفة تجارة القاهرة، أن أهداف الحكومة في جذب الصناعة المحلية وزيادة الاستثمار الأجنبي قد تشكل خطر نقص المهارات في السوق المحلية.

وفي تصريحات لـ«الشروق»، قدر «داعور» نقص العمالة الماهرة بنحو 70% على الأقل، مضيفاً: «أصحاب المصانع بدأوا بمراقبة عمالهم خوفاً من تركهم العمل».

وأضاف أن نقص العمالة في سوق العمل يعود إلى “السلوك المنحرف” لجزء كبير من القوى العاملة، فضلاً عن الترويج لطرق سهلة وسريعة لكسب المال، مثل تطبيقات المراهنة أو إنشاء المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي.

واقترح إدخال تعديلات على القانون للسماح بدخول عدد أكبر من العمال الأجانب وبالتالي جذب عدد أكبر من دول شرق آسيا. وأشار إلى أن السوق المحلي يحتاج إلى حلول مؤقتة لمشكلة نقص العمالة لمساعدة المستثمرين على توسيع مشاريعهم وزيادة الإنتاجية وزيادة حجم الصادرات.

ورغم حديث داور عن نقص العمالة، إلا أن معدل البطالة السنوي وصل إلى 6.6% في عام 2024، بانخفاض 0.4% عن العام السابق، بحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إنه من المتوقع ارتفاع عدد المشتغلين بنسبة 2.9% عام 2024 ليصل إلى نحو 32.041 مليون نسمة، منهم 26.080 مليون ذكر و5.961 مليون أنثى، مقابل 31.149 مليون نسمة عام 2023.

ورغم هذه الإحصائيات الرسمية، يؤكد حسن مبروك، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية بغرفة الصناعات الميكانيكية باتحاد الصناعات المصري، أن أغلب الصناعات تواجه مشكلة واضحة وهي نقص العمالة الماهرة.

ويرى مبروك في تصريحاته لـ«الشروق» أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو الأجور التي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي الحالي. وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والركود الاقتصادي الذي يؤثر على مبيعاتهم وبالتالي أرباحهم، جعل أصحاب المصانع غير قادرين على دفع رواتب أعلى من رواتبهم الحالية والتي تعادل تقريبا الحد الأدنى للأجور وهو 7 آلاف جنيه مصري شهريا.

وأشار إلى أن العمال يفضلون بشكل متزايد العمل كسائقي توك توك لأنهم يحصلون على دخل يزيد بنسبة 100 في المائة على الأقل عن الحد الأدنى للأجور. وأوضح أن ذلك يؤثر على أعداد العمال في المصانع، وإذا تم اكتشافهم فهم غير مهرة وغير مدربين ولن يستمروا في وظائفهم لفترة طويلة.

ويرى مبروك أن الحل للقضاء على هذه الظاهرة يكمن في توسيع إنشاء المدارس المهنية والتقنية. ويشير إلى أنه يجب استغلال الطاقات الكامنة لدى الفئات العمرية الأصغر سنا من خلال توعيتهم وإعطائهم وعيا جديدا بأهمية الحرف الصناعية.

وتابع: “الصناعة حلقة مغلقة. إذا انتبهنا لها ووفرنا لها المزيد من الحوافز، يمكننا زيادة أرباح المصانع، وزيادة معدلات التصدير، وبالتالي رفع الأجور وجذب عمال جدد”.

أكد خالد فايد نائب رئيس شعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية، أن العمالة المصرية الماهرة تتجه الآن إلى السوقين التركية والروسية. وتبلغ قيمة عقود العمل في قطاع الملابس 1000 دولار شهريًا.

وأضاف فايد في تصريحاته لـ«الشروق» أن القطاع الصناعي العالمي أصبح يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، وهو ما يحتاج إلى كوادر فنية مدربة على أعلى مستوى، وهو ما قال إنه غير متوفر في السوق المحلي.

وأشار إلى أن بعض المصانع أغلقت أبوابها بسبب عدم وجود العمالة اللازمة، مضيفاً: “العامل يتقاضى راتبه يوم الخميس ولا يعود إلا بعد أربعة أو خمسة أيام”.

وشدد على ضرورة إجراء دراسة شاملة لمكافحة هذه الظاهرة التي يرى أنها تهدد توسيع الاستثمار الصناعي وجذب المستثمرين الأجانب وفقا لخطط الدولة.


شارك