كندة علوش: لا أبحث عن النجومية وأضع في كل دور جزءا من روحي

أقام مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة ندوة تكريمية للنجمة السورية كندة علوش، الأحد 4 مايو، ضمن فعاليات دورته التاسعة التي تستمر من 2 إلى 7 مايو.
وافتتح الندوة الصحافي حسن أبو العلا مدير المهرجان. وأكد أن كيندا تتمتع بمسيرة سينمائية مميزة. أنتج أفلامًا كان لها تأثيرًا دائمًا على السينما المصرية والسورية والعالمية، وشارك في العديد من المهرجانات وفاز بالعديد من الجوائز.
عندما سُئلت عن بداياتها قبل دخول عالم التمثيل الاحترافي والشهرة، قالت كندة: “أنا سورية. وُلدتُ في دمشق. درستُ في معهد الفنون المسرحية. كان حلمي الإخراج. عملت مساعدة مخرج في دار سينما، ثم أخرجتُ ثلاثة أفلام قصيرة. ثم فاجأتني رشا شربتجي، حيث شاركتني في مسلسل ناجح. اعتبرتُها تجربة، ثم انجذبتُ للتمثيل”.
وأضافت كندة علوش: “أول ظهور سينمائي لي كان مع حاتم علي في فيلم قصير، ولا أعتقد أنه من الضروري أن أكون نجمة”. أول فيلم لي في مصر كان “أبناء العم”. بعد أن جاء شريف عرفة إلى سوريا لاختيار الممثلين، ذهبت إلى الاختبار وكان الدور هو فتاة فلسطينية. وبالطبع الفيلم شارك في بطولته كريم عبد العزيز ومنى زكي وشريف منير، وتم تصويره في جنوب أفريقيا. وبعد ذلك راهنني بعض الناس بأنني سأعيش في مصر، وبالفعل عشت هناك 15 عاماً، وتزوجت هناك، وأنجبت أطفالي هناك.
وعن الفارق بين السينما المصرية والسورية قالت كندة علوش إنه يكمن في تفاعل الجمهور مع القضايا التي تهم كل مجتمع. وأشارت إلى اختلافات الصناعة السينمائية في كل بلد، قائلة: «البعض يقدم أفلام المهرجانات، والبعض الآخر يقدم أفلاماً للجمهور والشارع، وكل مخرج له رؤيته الخاصة».
وعن تجاربها الدولية، مثل فيلم “السباحات” مع سالي الحسيني، وهو إنتاج خارج عن المألوف في السينما العربية، قالت: “ما يميز هذه الأفلام أنها جميعها من إخراج نساء. الفيلم الأول، “السباحات”، مستوحى من قصة حقيقية وتجربة فريدة وجديدة. إنه إنتاج دولي، وقد أثر فيّ الموضوع الإنساني المتعلق بسوريا واللاجئين بشدة. أما الفيلم الثاني، “النزوح”، فيتناول النزوح الداخلي للشعب السوري بسبب دمار الحرب. والحمد لله، تم تكريمه في البندقية. أما الفيلم الثالث، “وودي باص”، فهو تجربة جديدة مع نجوم من الهند ومخرج أمريكي. وجدتُ لغة جديدة وطريقة جديدة للتعامل معهم، كما لو أنني قدمتُ ورش عمل تمثيلية معهم جميعًا”.
قالت عن زوجها عمرو يوسف: “يدعمني كثيرًا ويمنحني الثقة. أشعر بالقلق دائمًا ولا أتخذ القرارات بسهولة. يساعدني بكل حبه وإخلاصه. يتصرف بإيجابية ويبتسم دائمًا مهما كان الضغط عليه، ولا يدعنا نلاحظ”.
بخصوص خطوبة كندة علوش في أسوان وزواجها هناك، قالت: “زرتُ أسوان والأقصر أكثر من مرة، وأعتقد أن أي مصري لم يزر أسوان أو الأقصر يخطئ. الأقصر وأسوان والجنوب وجهات سياحية تستحق زيارة سنوية لتنقية الروح واستعادة النشاط. هذا ما أشعر به دائمًا”. إنها مدينة سحرية ذات طاقة روحية لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر في العالم.
عندما سُئلت عما ينقص السينما المصرية لتحقيق الشهرة العالمية، أجابت: “لا ينقصها شيء. السينما الهندية، بتميزها وخصوصيتها المحلية، حققت شهرة عالمية. وكما قدم رضوان الكاشف فيلم “عرق البلح” أو قدم خيري بشارة فيلم “يوم مر، يوم حلو”: كلما تشابهت الأفلام مع الناس، اقتربت من الشهرة العالمية. وفي الوقت نفسه، تسعى إلى التنوع بين الكوميديا والأكشن وقصص الحب”.
وعن إمكانية تقديم أدوار عن نساء النوبة أو نساء أسوان أو الأقصر، قالت إنه سيكون شرفًا لها، ولكنها لا تصنع أفلامًا. بل إنها تنتظر الأدوار التي تقدم لها. إذا عرض عليها دور في مكان تمثل فيه المرأة المصرية فلن تتردد في قبوله.
وردا على سؤال حول صناع السينما من أسوان، قال حسن أبو العلا إن هناك صناع أفلام من أسوان قدموا هذا العام أحد عشر فيلما ضمن ورش عمل مهرجان أسوان السينمائي. وأشار إلى أنه يتم تصوير العديد من الأفلام في أسوان، ومن بينها فيلم “يوم” الذي تم تصويره في أسوان، وهي مدينة جاذبة للتصوير. وأكد طموحهم في أن تصبح أسوان وجهة لصناعة السينما والمسرح، قائلا: “افتتحنا أرشيف أسوان الذي سيحتوي هذا العام على 61 فيلما من إنتاج أبناء أسوان ومن ورش عمل مهرجان أسوان السينمائي”.
قال المخرج أمجد أبو العلا إن أسوان لعبت في الفترة الأخيرة دورا كبيرا في السينما، وهو ما ظهر في فيلم “يوم”، الذي يحكي قصة عائلة من أسوان في رحلة إلى القاهرة. وأضاف أنه تم عرض أكثر من فيلم هنا في أسوان مثل فيلم “ستموت في العشرين” و”وداعا جوليا”.
فيما يتعلق بالمخرجات المصريات مثل ماري كويني وآسيا داغر وغيرهما ومدى انتشارهن الحالي، قالت كندة: “هناك مناهج يمكن أن تجد مكانها في الدراما التلفزيونية، وأرحب بجميع المنتجين في صناعة السينما. ومع ذلك، يتدخل العديد من المنتجين في صياغة الموضوع لضمان جاذبيته للجمهور. هناك منتجون مغامرون يدعمون مشاريع الأفلام، مهما كانت فكرتها غير مألوفة أو غير شائعة، إلا أنها تتمتع بقيمة فنية خاصة”.
في حديثها عن رحلتها من اتخاذ القرارات الأولية إلى الحرية والشجاعة في اتخاذ القرارات، قالت: “لم أحترف التمثيل. في البداية، عملت بعفوية وتلقائية، مُكرّسةً كل كياني للدور. بعض الناس يرتدون أقنعةً لتجسيد الأدوار، لكنني في كل دور، أشعر بكل تفصيلة فيه وأُجسّدها كجزء من كياني. بعد زواجي، كان منزلي وعائلتي على رأس أولوياتي، حتى بعد عودتي مؤخرًا إلى التمثيل”.
وأضافت كيندا: “لم أعتبر الأدوار يومًا منصةً للشهرة أو زيادةً في الراتب. أنا فقط أبحث عن شيء جديد لأقدمه، وهذا يمنحني حرية اتخاذ القرارات”.
تحدثت فاطمة النوالي رئيسة مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي عن فرادة تمثيل كندة علوش وسألتها هل فكرت يوما في تقديم أعمال في المغرب العربي؟
وأوضحت كيندا أنها قدمت أعمالاً وأدواراً فلسطينية في سوريا والأردن ومصر. قالت: “شرفٌ لي أن أتمكن من التعبير عنها، وآمل أن أتجاوز حاجز اللهجة وأعمل في السينما المغاربية. إنه لشرفٌ لي أن يُعرض عليّ دورٌ في المغرب أو الجزائر أو تونس. لقد شاركتُ في العديد من المهرجانات هناك واختبرتُ تنوع الثقافات. أتمنى ذلك، لأن عملي الفني قائمٌ على التجريب والقرب من الناس”.
واختتمت كندة علوش كلمتها بالتأكيد على أنها تعتبر مهرجان أسوان السينمائي تعبيرا عن أهل أسوان وجهد جاد ومحمود للنهوض بصناعة السينما وجذب الشباب الموهوب لصناعة السينما. وأعربت عن أملها في المشاركة في هذه الجهود لتشجيع مواهب أبناء الجنوب. واختتمت الندوة بغناء فتاة من أسوان لأغنية لأم كلثوم بصوتها هدية لكندة علوش.