إعلاميون وخبراء يشيدون بحزمة التسهيلات الضريبية الجديدة

أشاد عدد من الخبراء وممثلي وسائل الإعلام بحزمة الإعفاءات الضريبية الجديدة من وزارة المالية وهيئة الضرائب، مؤكدين أنها خطوة في سبيل دعم المستثمرين وبناء جسور الثقة مع مجتمع الأعمال.
عماد الدين حسين: الإعفاء الضريبي وتطبيقه على أرض الواقع
لقد قمت بمراجعة فلسفة وتفاصيل حزمة الإعفاءات الضريبية التي أعدتها وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية، ووجدت أن معظم نقاطها جيدة وإيجابية.
لكن السؤال الذي يشغلني دائمًا هو: كيف يمكننا تحويل كل هذا إلى حقيقة؟ وترتكز الفلسفة وراء حزمة المساعدات على قناعة واضحة بضرورة بناء جسور الثقة والشراكة بين السلطة الضريبية ومجتمع الأعمال ودافعي الضرائب بشكل عام.
لقد قمت بإدراج عشرين إجراء لتوسيع القاعدة الضريبية وتشجيع الامتثال الطوعي. وتشمل هذه الإجراءات نظاماً ضريبياً متكاملاً لجميع المشروعات أو الأنشطة التي لا تتجاوز إيراداتها 20 مليون جنيه سنوياً، ووضع حد أقصى للتأخير في السداد بما لا يتجاوز الضريبة الأصلية، وتشجيع غير المسجلين على التسجيل وفتح صفحة جديدة معهم، وتبسيط آليات حل النزاعات الضريبية، وإنشاء آليات للمصالحة واسترداد ضريبة القيمة المضافة ونظام مقاصة مركزي متطور، وتوسيع نظام التدقيق النموذجي، وتشكيل مجلس استشاري لتوحيد الفتاوى الضريبية، وتعزيز دور وحدة دعم المستثمرين في تلقي الشكاوى والمستندات إلكترونياً، وإلغاء الإقرارات غير المؤيدة بالمستندات مؤقتاً، وتشكيل هيئات محايدة. قياس مدى رضا دافعي الضرائب عن الخدمات الضريبية وضمان التنمية المستدامة. وتعتبر التدابير المذكورة أعلاه هي الأكثر أهمية لتوسيع القاعدة الضريبية. من الواضح أنهم جميعا جيدون. لن أبالغ إذا قلت أنهم مثاليون. ولكن هنا أيضا، السؤال الأساسي هو: كيف يمكننا تنفيذ هذا محليا؟ كيف تصل هذه الرسالة إلى الجميع؟ لماذا لا تصل هذه التدابير المثالية إلى جميع دافعي الضرائب؟ هل لا يزال هناك انعدام للثقة بين السلطات الضريبية ودافعي الضرائب؟
ومن الناحية الموضوعية، حققت السلطات الضريبية ووزارة المالية قفزات نوعية ونجاحات كبيرة خلال السنوات الأخيرة بفضل الزيادة السنوية في الإيرادات، والتي تساهم بشكل كبير في تمويل الموازنة. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات تحتاج إلى سد. ويجب أن يتحقق ذلك من خلال بذل المزيد من الجهود لاستعادة ثقة جميع دافعي الضرائب، كباراً وصغاراً، ومعالجة هذه المشكلة على المستوى الشعبي. إقناع المسؤولين الضريبيين المبتدئين بأن يكونوا مرنين وواقعيين عند التعامل مع عالم الأعمال.
والأهم من ذلك كله أن جميع الوزارات والمؤسسات الأخرى تساهم بنصيبها في الاقتصاد الوطني، وليست مصلحة الضرائب هي المصدر الوحيد للإيرادات في ميزانية الدولة.
الثقة والشراكة
قال عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن دعم وتشجيع المصنعين والمستثمرين وبناء جسور الثقة والعمل مع مجتمع الأعمال بأكمله من أهم أولويات الدولة. ويأتي ذلك في ظل القيادة المستمرة للرئيس عبد الفتاح السيسي وبفضل الجهود الكبيرة والمحمودة التي تبذلها وزارة المالية في إطار عملية الإصلاح الاقتصادي الواعدة رغم التحديات والأزمات العالمية المتتالية.
المبادرات والمؤسسات الحكومية ممثلة بوزارة المالية والجهات التابعة لها؛ إن دعم المصنعين والمستثمرين، وتشجيع ريادة الأعمال والقطاع الخاص، وجذب المزيد من الاستثمارات من شأنه أن يساعد في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
ونحن نشهد مرحلة جديدة من التعاون البناء، وبناء جسور الثقة والشراكة والدعم بين السلطات الضريبية ومجتمع الأعمال. وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل أعمال دافعي الضرائب، وإغلاق الملفات القديمة عبر آليات مرنة، وتوسيع القاعدة الضريبية من خلال تشجيع الالتزام الطوعي.
وتعتبر المرحلة الجديدة واعدة للغاية من حيث إجراءاتها وآلياتها المبسطة لحل النزاعات الضريبية ومعالجة المخالفات. هذا بالإضافة إلى نظام المقاصة المركزية المتطور الذي يسمح للمكلفين بتسوية ضرائبهم وديونهم للدولة إلكترونياً. وقد دعا ممثلو قطاع الأعمال في العديد من المنتديات الاقتصادية إلى إنشاء هذا النظام الخاص للمقاصة.
وتعتبر الاستدامة والاستمرارية في التطوير والدعم من أهم مميزات المرحلة الجديدة في التعامل مع الاقتصاد. وعلى وجه الخصوص، من خلال تعزيز دور وحدة دعم المستثمرين، والهيئات المحايدة لقياس رضا دافعي الضرائب عن الخدمات الضريبية وبوابة الشكاوى، بالإضافة إلى المبادئ التوجيهية بشأن حقوق والتزامات المستثمرين، والحوافز والتسهيلات.
رؤية جريئة وبعيدة النظر تعمل على توسيع نطاق مجتمع الضرائب
وقال حسن المستكاوي، وهو صحفي وكاتب رياضي، إنه عندما عاد من الخارج عام 1980، بعد أن عمل في قطر قرابة خمس سنوات، ليترأس قسم الرياضة في مكتب القاهرة لصحيفة الشرق الأوسط السعودية قبل أن ينضم إلى الأهرام، توجه سريعاً إلى مصلحة الضرائب لفتح ملف ضريبي عام. قال لي أصدقائي: “ستذهب إلى مكتب الضرائب بمفردك. هل ستبلغ عن نفسك؟” أجبتُ: “طوال مسيرتي المهنية، لم ينظر رئيسي إلى ساعتي قط عند وصولي إلى العمل، لأنني لم أتأخر قط. ومنذ عام ١٩٨٠ وحتى اليوم، تعاملتُ مع الضرائب بنفس المنطق. لا أقبل أن يسألني أحدهم: لماذا لم تُؤدِّ واجبك؟”
خلال سنوات دراستي، كنت دائمًا أقوم بواجباتي المنزلية، وخلال أنشطتي المهنية، كنت دائمًا أقوم بواجباتي تجاه المؤسسة أو البلد. حتى لا يسألني أحد “لماذا تأخرت عن أداء واجباتك المنزلية؟” هل هذا هو احترام الذات واحترام الواجب والقانون؟ هل هو الخوف من القانون؟ هل تطور هذا إلى حب القانون؟
وربما يعود ذلك إلى أن هذه علاقة خاصة بي مع وطني، بدأت منذ الطفولة وتشكلت من خلال تربيتي السياسية والثقافية. أستطيع تلخيص الأمر في تعريف بسيط: أنا أحب مصر “كما كانت، وكما هي، وكما ستكون”. وبقدر ما تربيت على قيمة الوطن وواجباتي السياسية والاجتماعية تجاهه، فإن هذه العلاقة امتدت أيضاً إلى صورة راسخة من احترام القانون؛ لكي لا يسألني أحد: لماذا لم تطع أو لماذا لم تقم بواجبك؟
إن الشعب المصري العظيم له مواقف وطنية صادقة، وتتجلى هذه المواقف في الأزمات والحروب. نحن ننتمي إلى جيل عاش حرب عام 1967، وبكينا على الهزيمة، كما بكينا فرحاً بالنصر في أكتوبر/تشرين الأول عام 1973. ولم تتغير علاقتي بالضرائب منذ أن بدأت العمل. إنها واجب وطني وقانوني، وامتداد تطوعي لدوري كمواطن، يعززه شعوري بأنني نعمة عندما أتمكن من تأمين معيشة جيدة لدعم المحتاجين.
مع انطلاق رؤية وزارة المالية لتحفيز الاستثمار وتطوير العلاقة بين المواطن والمكلف على أساس الثقة والشراكة، اتصل بي صديقي المحاسب المسؤول عن مراجعة إقراري السنوي، وهنأني وأعلن عن بداية جديدة بين المواطن والمكلف، مليئة بالتسهيلات وتخفيف الأعباء والإجراءات والمعاملات، ومبنية على الثقة المتبادلة وتشجيع غير الخاضعين للضريبة على التسجيل، في إطار توسيع القاعدة الضريبية من خلال تعزيز الالتزام الطوعي من خلال 20 إجراء تعامل المكلف كشريك حقيقي في التنمية. مصر تحتاج بشكل عاجل إلى الصناعة والزراعة والاستثمار. إن التحول إلى نمر أفريقي ليس ممكنا من دون بنية أساسية متكاملة يوفرها المجتمع المالي للتعليم الجيد والرعاية الصحية الجيدة والخدمات الجيدة للحياة مثل الطرق والنقل والوظائف، حتى تتمكن البلاد من الانتقال من عقود الاستهلاك إلى عقود الإنتاج. وهكذا انغمست اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا وأميركا والهند والصين في عصر النهضة بكل جوانبه.
إن مهمة وزارة المالية هي تعزيز وبناء الثقة بين دافعي الضرائب والدولة. إن هذه الرؤية الجريئة والرؤيوية، بمشاركة أشخاص من خارج السلطة الضريبية، تخلق ميثاقًا يضمن الحماية والتشجيع والتخفيف للمستثمرين وأصحاب الأعمال، وكذلك الطبقة المتوسطة. إن هذه الطبقة المتوسطة، التي كانت في السابق طبقة واحدة من العمال، أصبحت الآن طبقة واسعة تشمل 15 فئة مهنية مختلفة.
لقد حان الوقت للقيام بواجبكم تجاه وطنكم وأسرتكم وأبنائكم، وكذلك تجاه الأجيال القادمة التي ستتذكر وتوثق دور هذا الجيل في تحقيق حلم نهضة الأمة المصرية.
بداية نظام ضريبي فعال
وقال عبد الفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، إن “الحوافز الضريبية” تمثل بداية جديدة لنظام ضريبي فعال وعادل وشامل يعالج الاختلالات الجوهرية في الهيكل الضريبي الحالي. ما الذي يساهم في تحقيق الإصلاح المالي المنشود؟ تعتبر الإيرادات الضريبية من أهم العوامل المؤثرة على الأداء الاقتصادي لأي دولة، حيث لها آثار بعيدة المدى على أداء كافة القطاعات الفاعلة في المجتمع.
وبالإضافة إلى تأثيرها على تنمية الاستثمارات الوطنية في الداخل والخارج، فإنها تمثل عاملاً أساسياً في قدرة الدولة على إدارة النشاط الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية في البلاد. فهو يوفر للدولة الموارد المالية التي تستطيع استخدامها لتحقيق المهام الموكلة إليها من خلال الإنفاق العام.
نحن أطفال اليوم
قال حمدي رزق، عضو الهيئة الوطنية للصحافة، إن مصلحة الضرائب المصرية في عهدها الجديد أصبحت سنداً للممولين من خلال تسهيل وتبسيط الإجراءات، ومد جناحها لهم والتواصل معهم وتقديم حزمة من الحوافز لهم.
الوكالة لا تكذب على مانحيها ولا تتعامل بلطف مع الجمهور. إنها تغلق الحالات القديمة المزمنة، وتحرر من يستحقها، وتقدم شعار “نحن أطفال اليوم”، وتتصالح مع أولئك الذين يمرون بصعوبات حتى يتمكنوا من الدفع، وتتخذ موقفًا رحيمًا تجاههم.
لقد رأيت مبادرة الإعفاء الضريبي بمثابة شراكة تتميز بالوضوح والشفافية والإنصاف واليقين ــ وهي كلها عناصر تشكل طريقة لكسب ثقة دافعي الضرائب. لن يتم توجيه اتهامات إلى دافعي الضرائب حتى تثبت براءتهم؛ إنهم أبرياء من البداية إلى النهاية، مواطنون يؤدون واجبهم تجاه الدولة دون المساس بسمعتهم أو اتهامهم أو تقديمهم للمحاكمة.
نظام متكامل
قال رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، فخري الفكي، إن الحوافز الضريبية التي أعلنتها الحكومة تعكس رغبة قوية في دعم الاقتصاد الكلي وحل المشكلات الضريبية. وهذا لا يدع مجالا للشك في أن الحكومة جادة في تحسين مناخ الاستثمار، وخلق بيئة مواتية لإقامة المشاريع الصناعية، وتحقيق العدالة الضريبية.
إن العنصر الأهم في هذه الحزمة هو آليات التعامل مع الاقتصاد غير الرسمي من خلال الحوافز التي تشجع العاملين فيه على الانضمام إلى النظام الرسمي.
ونتوقع أن تساهم هذه الحوافز في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لمصر. وقد وثقت الدراسات مدى كبيرا من الاقتصاد الموازي. وتتراوح بعض التقديرات بين 40 إلى 60%، وهو ما يفوق المتوسط العالمي.
ونؤكد أن الإعفاءات الضريبية وغيرها من الإجراءات الرامية إلى تحسين مناخ الاستثمار سوف تكشف عن الحجم الحقيقي للاقتصاد، وهو ما سينعكس على المؤشرات الاقتصادية الأخرى.
وتهدف الحوافز الضريبية إلى إنشاء نظام ضريبي متكامل للشركات الصغيرة والمتوسطة، يستهدف شريحة واسعة من المهنيين الذين لا يتجاوز حجم أعمالهم السنوي 20 مليون جنيه مصري، وبالتالي تشجيع الالتزام الضريبي الطوعي.
أفكار أخرى
قال نائب رئيس لجنة التخطيط والموازنة مصطفى سالم إن وزارة المالية بذلت خلال الفترة الماضية جهوداً مشكورة لتوسيع القاعدة الضريبية ودمج السوق الموازية (الاقتصاد غير الرسمي) مع الحزمة الأولى من إجراءات الإعفاء الضريبي. ويعتمد هذا النظام على نهج مختلف لإدارة الضرائب ويستهدف مجموعات كان من الصعب دمجها في السابق.
ويساهم النظام الضريبي المبسط، الذي يطبق لأول مرة على الأنشطة أو المشروعات التي يبلغ حجم مبيعاتها السنوية 20 مليون جنيه مصري أو أقل، في نمو هذه المشروعات وتشجيعها على الانضمام للاقتصاد الرسمي.
وتساهم هذه الحزمة في خلق مناخ استثماري جذاب، خاصة وأنها مصحوبة بتوسيع نطاق تطبيق نظام اختبار النوع. إشراك كافة دافعي الضرائب في المراكز والمكاتب الضريبية.
ووسعت الحزمة نظام المقاصة ليشمل رسوم دافعي الضرائب وديونهم للدولة، بغض النظر عما إذا كانت ذات طبيعة ضريبية أو غير ضريبية. ويساعد هذا في توفير السيولة للمستثمرين وتسهيل عملهم.
وستستفيد هذه الشركات الصغيرة من الإجراءات المبسطة، بما في ذلك الضرائب المبسطة الثابتة أو النسبية، وهو ما سيساعد في تقليل الأعباء والالتزامات الضريبية.
تغيير جذري في مرحلة حرجة
قال عبد الرسول عبد الهادي، أستاذ المحاسبة والضرائب بجامعة طنطا، إن المجتمع الضريبي يتطلع إلى الحزمة الثانية من الإعفاءات الضريبية، ويأمل أن تشمل أيضا الإعفاء من غرامات التأخير عن سداد الضرائب الإضافية لمن سدد الضريبة الأصلية بالفعل، نظرا لأهمية الحزمة الأولى في توسيع مجتمع الأعمال وجذب وترويج الاستثمار.
إن مدى استفادة مجتمع الضرائب من حزمة الإعفاءات الضريبية الجديدة يعتمد على التنفيذ الدقيق في مكاتب الضرائب. ومن المهم بالتالي أن تراقب وزارة المالية عن كثب آليات تنفيذ حزمة الإعفاءات الضريبية. لتلبية مطالب الممولين ودافعي الضرائب.
وتعكس هذه التغييرات تحولاً جذرياً في التفكير الضريبي وفي العلاقة بين السلطة الضريبية ومجتمع الأعمال. ويهدف هذا إلى زيادة الشفافية والقضاء على التحديات وبناء شراكة حقيقية بين السلطة الضريبية والمستثمرين.
نحن في مرحلة حاسمة في تاريخ النظام الضريبي المصري، ونشهد إصلاحات جوهرية سيكون لها أثر إيجابي على بيئة الاستثمار. ونحن نعتقد أن الحكومة جادة في معالجة التحديات التي تواجه الاقتصاد واستعادة الثقة من خلال آليات ضريبية عادلة وشفافة.
“الضرائب”… شريك
وقال عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن التخفيضات الضريبية تهدف إلى بناء جسور الثقة بين دافعي الضرائب ومصلحة الضرائب. إن الثقة المتبادلة بين الطرفين في النظام الضريبي تجعل من مصلحة الضرائب شريكا مهما في توسيع أنشطة التجارة والصناعة والخدمات. وهذه رسالة مهمة للغاية للمستثمرين المحليين والأجانب، خاصة وأن حزمة الإجراءات تعالج العديد من المشاكل والتحديات التي واجهها دافعو الضرائب في الماضي.
توفر قوانين الضرائب الحديثة رقم 5 و6 و7 لسنة 2025 مجموعة واسعة من الحوافز والإعفاءات الضريبية وتساهم في حل النزاعات الضريبية القديمة. ويعمل على تعزيز تكامل الاقتصاد غير الرسمي من خلال تشجيع الامتثال الطوعي للعديد من الإعفاءات والتخفيضات، بما في ذلك غياب المساءلة أو المحاسبة عن الفترات السابقة.
بما في ذلك الاقتصاد الموازي وتسوية النزاعات… خارج المحاكم
قالت الخبيرة الاقتصادية اشراق غراب إن قوانين الحوافز والإعفاءات الضريبية تقدم حزمة من التسهيلات لمجتمع الأعمال، مما يساعد على تخفيف العبء المالي على دافعي الضرائب. وفي ضوء ارتفاع تكاليف الإنتاج، فإنها تمثل خطوة مهمة. وتساعد على زيادة حجم الاستثمار المحلي، وتشجع المستثمرين على توسيع الاستثمارات القائمة، وتمنحهم الأمان بأن الدولة ستواصل دعمهم وإزالة كافة العوائق والحواجز.
وتساعد هذه الحوافز الضريبية على الحد من النزاعات الضريبية وتسريع تسويتها خارج المحكمة ودمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي. لأنه يساعد عدد أكبر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على دخول السوق، خاصة بعد التغلب على المشاكل التي تعيق نمو هذه المشاريع.
نسمة من الهواء النقي في بيئة الاستثمار
قال أحمد رضوان، رئيس التحرير والرئيس التنفيذي لمجلة حابي: “نلمس ديناميكية جديدة في بيئة الاستثمار في عالم الأعمال. ويتجلى ذلك في تحسين العديد من القوانين والإجراءات، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من التسهيلات والحوافز. تشمل هذه القوانين قوانين تنظم وضع بعض الجهات المانحة، وحوافز للمشاريع التي لا يتجاوز حجم مبيعاتها السنوية 20 مليون جنيه مصري. وبالتوازي مع ذلك، تُبذل جهود لتحسين النظام الجمركي – وهو أمرٌ لم يُذكر إلا بإيجاز”.
من الصعب أن نرسم “صورة مرضية” للتطورات التي شهدها النظام الضريبي من حيث التشريعات وإجراءات التنفيذ والتدابير على أرض الواقع بهذه الكلمات القليلة. ومع ذلك، فمن المهم أن نتناول بإيجاز عدداً من النقاط التي نعتقد أنها حاسمة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة من السياسة الحالية. تهدف هذه السياسة إلى توجيه النظام الضريبي من عصر استغلال دافعي الضرائب إلى عصر الأهداف والمصالح المشتركة والمتساوية. ويتضمن ذلك:
ومهما بلغ المشهد الرقمي من تقدم، فإن العامل البشري سيظل العامل الأهم في تحقيق أهداف الحوافز والتسهيلات الجديدة.
وتعتبر عتبة الحافز البالغة 20 مليون جنيه مصري حالياً أكثر جاذبية للاقتصاد الرسمي مقارنة بالاقتصاد غير الرسمي. ونحن نعتقد أن هذا الحد يجب أن يزاد سنويا بنسبة كافية لتعويض آثار التضخم، وخاصة في أوقات التضخم المفرط.
ويجب التأكيد بوضوح على أن الإعفاءات غير قابلة للتفاوض (باستثناء الزيادات، ولكن ليس التخفيضات) وأنها مستقلة عن أي أعباء جديدة مستقبلية.
إن الاهتمام والزيارات المباشرة لا تقل أهمية عن الحملات غير المباشرة.
إن المؤشر الأهم لفعالية الحوافز الجديدة هو زيادة عدد المتبرعين، وليس فقط زيادة الإيرادات.
وأعتقد أن هذه مجرد بداية لمزيد من المقترحات والرصد العملي لنقاط القوة والضعف في الحوافز الجديدة. وأود أن أشكركم جزيل الشكر على هذه الفرصة، والتي سنواصل في هابي تطويرها من خلال مناقشات أكثر عمقًا مع مجتمع الأعمال.
الاقتصاد الحر
وقال علي الإدريسي أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، إن تطبيق الحزمة الأولى من الحوافز الضريبية يعد خطوة مهمة لدعم الاقتصاد المصري، وتعزيز قطاع الأعمال الصغيرة والناشئة، ودعم العاملين في الاقتصاد الحر.
وتساعد هذه المؤسسات على تخفيف العبء المالي على هذه الفئات من خلال إعفائها من بعض الضرائب مثل ضريبة الأرباح ورسوم الدمغة، مما يحسن قدرتها على النمو واستدامة نفسها.
شعاع الأمل
وقال خالد الشافعي، مدير مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن “التخفيضات الضريبية” الجديدة كانت بمثابة شعاع أمل أثار التفاؤل في مجتمع الضرائب. لحل القضايا المفتوحة.
ونحن ننظر إلى هذه الخطوة بإيجابية وندعمها. ورغم أن هذا يمثل بداية جيدة لاستعادة الثقة بين السلطات الضريبية ودافعي الضرائب، إلا أن هناك حاجة إلى تدابير متابعة جادة لضمان التنفيذ الدقيق والمتسق لهذه التدابير التخفيفية في جميع مكاتب الضرائب. وعلاوة على ذلك، فقد وفر هذا شعوراً بالأمان لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ونحن نتوقع أن تتمتع هذه الشركات ببداية قوية في الاقتصاد الرسمي، على أساس تقييم ضريبي عادل يرتكز على حجم الأعمال ودون أي أعباء.
دعم الشركات الصغيرة
قال حسن عودة أستاذ الميزانيات العامة بالجامعة الألمانية بالقاهرة، إن حزمة الإعفاءات الضريبية التي أطلقتها وزارة المالية خطوة إيجابية نحو بناء مجتمع ضريبي متكامل. وأضاف أن الحوافز الجديدة غير المسبوقة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مختلف مجالات النشاط، والتي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه، ستعزز نمو هذه الكيانات الاقتصادية، ومن ثم تساهم في تدعيم قاعدة الإنتاج والتصدير.
هذا هو التحدي
وقال مصطفى بدرة، أستاذ التمويل والاستثمار، إن الإعفاء الضريبي كان خطوة إلى الأمام في معالجة مشكلة مهمة في وقت صعب. إن التحدي الحقيقي الآن يكمن في تطبيقها على أرض الواقع. بناء جسور الثقة والشراكة والدعم لمجتمع الأعمال.
إن الجهود المبذولة لتحسين السياسة المالية من خلال النظامين الضريبي والجمركي تعد خطوات جريئة يعود الفضل فيها إلى وزير المالية وفريقه. ونأمل أن ينعكس ذلك على البيئة الاستثمارية، خاصة في ضوء التفاؤل الذي ساد بين المستثمرين عند الإعلان عن تفاصيل هذه الحوافز الشاملة وغير المسبوقة.
بداية جيدة… لكنها تحتاج إلى الدعم
قال الدكتور محمد غمري الشوادفي عميد كلية التجارة بجامعة الزقازيق الأسبق، إن مصلحة الضرائب أبدت رغبتها في مزيد من تطوير منظومتها الضريبية، وتلتزم بالحوار الواقعي مع مختلف الأطراف، وإنشاء منظومة ضريبية متكاملة تحفز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتدعم المشروعات الريادية، وتضمن العدالة. وبالإضافة إلى ذلك، تم الوعد بتخفيف العبء الضريبي على الممولين الصغار والشركات الناشئة، والعمل على تبسيط الإجراءات. إنها بداية جيدة تستحق الدعم والتشجيع.
عصر جديد
قال الإعلامي نشأت الديهي، إن وزارة المالية تبدأ مرحلة جديدة في علاقتها مع دافعي الضرائب، وسط إعلانها عن فتح صفحة جديدة بين مصلحة الضرائب المصرية ومجتمع الأعمال. بناءً على التعامل مع الممول؛ كشريك حقيقي.
صفحة جديدة
قال الإعلامي تامر أمين إن حزمة الإصلاحات الضريبية والإعفاءات الضريبية لرجال الأعمال وتجار الجملة والمصنعين والمستثمرين تمثل فصلاً جديداً في الاقتصاد والاستثمار. وتم إعداد هذه الحزمة بعد دراسة شاملة لجميع التحديات والعقبات التي واجهتها هذه المجموعات خلال الفترة الماضية والتغلب عليها والقضاء عليها بهدف خلق مناخ استثماري مناسب.
دفع قوي
قالت الإعلامية دينا عصمت، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه الحكومة بتطبيق حزمة الإعفاءات الضريبية التي أعدتها وزارة المالية بكل دقة. التطوير الشامل وتبسيط النظام الضريبي وتحسين مستوى الخدمة للمستثمرين، كما أعلن وزير المالية في الحزمة، وأكده رئيس الوزراء، وأمر الرئيس بالتنفيذ الدقيق والسريع.
خطوة جذابة
قالت الإعلامية عزة مصطفى إن التخفيضات الضريبية خطوة جاذبة لعدد من المستثمرين الجدد لدخول السوق المصرية، معتبرة أن النظام الضريبي المبسط يهدف إلى ضم صغار المستثمرين إلى النظام الرسمي. وهذا يسمح لهم بالتصدير والتفاوض مع الوكالات الحكومية دون أي مشاكل.