رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد: تجربة الإسلام في آسيا الوسطى نموذج فريد للتسامح

منذ 5 ساعات
رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد: تجربة الإسلام في آسيا الوسطى نموذج فريد للتسامح

ألقى الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن، كلمة وزارة الأوقاف نيابة عن معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في افتتاح مؤتمر الإسلام في آسيا الوسطى وكازاخستان: “الجذور التاريخية والتحولات المعاصرة”.

وقال الجندي إن العلاقات بين مصر وجمهورية كازاخستان تمثل نموذجا فريدا للتعاون المتبادل المبني على الاحترام والتفاهم المتبادل. ويرتكز على التعاون المثمر والروابط الوثيقة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وخاصة في مجال التبادل المعرفي والثقافي. وتجمع هذه العلاقات بين إرث تاريخي عريق وآفاق مستقبلية واعدة في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة. ترتبط مصر وكازاخستان بروابط تاريخية وثقافية تعود إلى الأيام الأولى للإسلام.

وتابع: “لقد أسهمت كازاخستان إسهامًا كبيرًا في نشر الفكر الإسلامي في آسيا الوسطى، وكان الأزهر الشريف، المؤسسة التعليمية الإسلامية العريقة، محط اهتمام الطلاب الكازاخستانيين لعقود، الذين يتوافدون إلى هنا لدراسة الشريعة الإسلامية واللغويات. وقد ساهم هذا التبادل الأكاديمي والديني في بناء جسور الثقة والتقارب بين الشعبين الشقيقين”.

وأكد الجندي أن وزارة الأوقاف المصرية ترغب في دعم هذا الاتصال وتعزيز آليات التعاون بين البلدين. تحقيق المصالح المشتركة لشعبيهما والسعي الدائم لمساعدتهما في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك؛ وأفضل دليل على تعميق العلاقات التاريخية والثقافية بينهما هو المؤسسة الأكاديمية المرموقة، الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية في كازاخستان. وتسعى دائمًا إلى نشر الفكر المعتدل والمستنير، وهي منارة معرفية تجذب الطلاب من مختلف أنحاء منطقة آسيا الوسطى.

وأكد أن الإسلام رسالة إنسانية عالمية تنبض بالمحبة، وتفيض بالتسامح، وتدعو إلى التعايش لا الصراع، والتعارف لا الخلاف، والبناء لا الهدم. لقد أرسى الإسلام منذ نشأته التعايش السلمي بين الناس من مختلف الأديان والأعراق والثقافات، ودعا إلى الحوار ونبذ العنف وحسن معاملة الجميع. ويتضح ذلك في قوله تعالى: {لِتَعَارَفُوا} في هذا النداء العظيم من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. إن أكرمكم أتقاكم عند الله. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. إن أبراركم أبراركم. إن أباكم أباكم. إن أباكم أباكم. {إِنَّ أَتْقَاكُمْ هُوَ أَتْقَاكُمْ} والله عليم خبير. ما مدى اتساع الأفق، وما مدى عمق الرؤية، وما مدى الرغبة في قبول الآخرين وعدم استبعادهم، الموجودة في هذه الكلمات: “لكي تعرفوا بعضكم بعضاً”.

وتابع: “لقد علّمنا الإسلام أن الإنسان إنسان قبل أن يكون مسلمًا أو غير مسلم. الإسلام، في جوهره، دعوة إلى المحبة والسلام. إنه يبني الجسور لا الجدران، ويمد الأيدي لا العنف والعداء”.

وأوضح أن الإسلام يمثل مفهوماً شاملاً وعميقاً لعلاقة الإنسان المطلقة بالآخرين في كل مكان من العالم، وكيف يمكن تسهيل الحياة الإنسانية في أي مكان على وجه الأرض. وأكد أهمية العلاقات التفاعلية الشاملة بين جميع الشعوب، ووضع الرؤى والتوجهات المشتركة التي تشكل الأساس لخلق ثقافة السلام وحسن الجوار بين الدول. وأكد بذلك أن فلسفة الأديان هي فلسفة حياة وتطور وليست فلسفة موت وقتل وعداوة وصراع ودمار وسفك دماء.

وأوضح أن التجربة الإسلامية في آسيا الوسطى تمثل نموذجاً فريداً في التسامح والاعتدال وقبول الآخر، استناداً إلى تاريخ طويل من التفاعل الثقافي والديني بين مختلف الشعوب والأديان، والدور البارز للطرق الصوفية، والسياسات الحكومية الداعمة للتعددية الدينية. ويقدم هذا النموذج رؤى قيمة لبناء مجتمعات متعددة الثقافات والأديان تعيش في وئام وسلام.


شارك