خاص الشروق.. جوجل تبرر إضافة وصف الاحتلال للجيش الإسرائيلي بـ«الترجمات غير الدقيقة»

منذ 2 أيام
خاص الشروق.. جوجل تبرر إضافة وصف الاحتلال للجيش الإسرائيلي بـ«الترجمات غير الدقيقة»

في الثامن عشر من مارس/آذار، ومع استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة في قطاع غزة، والتي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 51,495 شهيداً وأصابت 117,524 آخرين، لاحظنا في الشروق نهجاً جديداً في ترجمة جوجل للمصطلحات المستخدمة لوصف الجيش الإسرائيلي.

 

في تقرير سابق، لاحظنا أن خدمة الترجمة من جوجل تضيف مصطلح “احتلال” إلى بعض الكلمات الإنجليزية التي تشير إلى الجيش الإسرائيلي على مواقع إخبارية أجنبية معروفة بدعمها لإسرائيل. تتبع هذه المواقع سياسة تحريرية تصفها بأنها “محايدة” عند ترجمتها إلى اللغة العربية.

 

لمزيد من التفاصيل انظر هنا: هل اعترفت جوجل أخيرا بـ”احتلال” الجيش الإسرائيلي؟

 

ولذلك قررنا أن نخوض رحلة بحث وتحليل معمقة لرصد الظاهرة التي لفتت انتباهنا وتحديد الأسباب التي دفعت جوجل إلى إضافة وصف “المهنة” دون إدراج عبارات أو كلمات ذات صلة. على سبيل المثال، في مقال نُشر بتاريخ 31 مارس/آذار على موقع أكسيوس الأمريكي، ترجمت جوجل مصطلح “قوات الدفاع الإسرائيلية” إلى “قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

 

اعتمدنا على عينة عشوائية من القصص الإخبارية عن الجيش الإسرائيلي المنشورة على 25 موقعًا إلكترونيًا لصحف ومؤسسات إعلامية ووكالات أنباء بين 18 مارس و18 أبريل 2025. ركزنا على المقالات التي أضافت فيها جوجل وصف الاحتلال إلى الكلمات الإنجليزية التي تُترجم صراحةً إلى “قوات الدفاع الإسرائيلية” أو “الجيش الإسرائيلي” أو “القوات المسلحة الإسرائيلية”، دون أن تحتوي الجمل على أي كلمات أخرى تبرر ذلك.

 

لقد قمنا بتأسيس عيّنتنا على الأخبار المنشورة على مواقع الأخبار والإعلام الرئيسية، بما في ذلك BBC وAP وCNN وSky News وBloomberg وThe Guardian وغيرها، فضلاً عن مواقع الأخبار الإسرائيلية في إصداراتها الإنجليزية، بما في ذلك Times of Israel وYediot Ahronoth وThe Gersal Post وJNS.

 

من خلال تحليل 83 قصة إخبارية خلال هذه الفترة، تمكنا من تحديد الكلمات التي أضاف إليها جوجل وصف “المهنة”. كما قمنا برصد أماكن التغييرات – سواء في العنوان أو النص – كما هو موضح في الرسم البياني التالي:

 

 

ترجمات غير دقيقة

 

وبعد انتهاء عملية الرصد والتحليل، تواصلت الشروق مع مروة خوست، مديرة الاتصالات والعلاقات العامة في جوجل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عبر البريد الإلكتروني، لمعرفة أسباب إضافة مصطلح «الاحتلال» إلى «الجيش الإسرائيلي».

 

أرسلنا 4 أمثلة لتغييرات الكلمات إلى مدير الاتصالات والعلاقات العامة في الشركة؛ وقعت الحادثة الأولى عندما تم استخدام الموقع لترجمة مقال للمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وتضمنت المهمتان الثانية والثالثة ترجمة قصتين إخباريتين نشرتهما وكالتا أسوشيتد برس ودويتشه فيله باستخدام خدمة إضافات كروم. الرابع كان لموقع والا العبري.

 

نقل خوست عن متحدث باسم جوجل قوله: “ترجمة جوجل هي أداة ترجمة آلية تستخدم أنماطًا من ملايين الكلمات المترجمة أصلًا، بالإضافة إلى الكلمات والعبارات التي طلب المستخدمون ترجمتها، لتحديد الترجمة الأدق والأفضل لمستخدمينا. ومع ذلك، قد تؤدي بعض هذه الأنماط إلى ترجمات غير دقيقة. لذلك، نشجع المستخدمين على تزويدنا بملاحظاتهم حول هذه الأمثلة من خلال الأداة لنتمكن من تحسين جودة ودقة خدمتنا.”

 

 

لكن اللافت للنظر أنه بعد أن تواصلنا معهم، قامت جوجل على الفور بتغيير ترجمة كلمة “تساهل” في الخبر المنشور على موقع “واللا” العبري بتاريخ 3 أبريل/نيسان 2025، من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قوات الدفاع الإسرائيلية، كما يظهر في الفيديو التالي:

 

 

جوجل وسنوات من الدعم لإسرائيل

 

تعمل شركة جوجل في إسرائيل منذ أكثر من 20 عامًا وافتتحت أول مكتب لها في الأراضي المحتلة في عام 2006.

 

استحوذت شركة التكنولوجيا العملاقة على عدد من الشركات الناشئة في إسرائيل ودعمتها ودربتها ووسعتها، ولا سيما WAZE و Slicklogin و Elastifile وAlooma .

 

استثمرت شركة جوجل في شركات ناشئة إسرائيلية في مجال الأمن السيبراني والتي انبثقت من الوحدة 8200 سيئة السمعة، وهي القسم العسكري الإسرائيلي الذي يعتمد على التكنولوجيا المتطورة للتجسس على الفلسطينيين وابتزازهم للتعاون معها ضد فلسطينيين آخرين.

 

وافقت الشركة على دمج Google Pay مع بنك لئومي، وهو بنك إسرائيلي معروف بتمويل المستوطنات اليهودية حصريًا مثل بسغات زئيف، المبنية على أراضٍ مصادرة من بيت حنينا وشعفاط وأحياء فلسطينية أخرى في القدس الشرقية.

 

كما عملت جوجل كمستشار عام لدولة الاحتلال الإسرائيلي في مشروع E-nnovate Israel لزيادة الناتج المحلي الإجمالي وتزويد الحكومة بنموذج منهجي لتطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

 

ومن أهم مجالات التعاون التي تؤكد التزام جوجل بأجندة إسرائيل هو مشروع نيمبوس، الذي يوفر البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وخدمات التكنولوجيا الأخرى للحكومة والجيش الإسرائيليين.

 

 

 


شارك