منظمات الأعمال: إقرار ضريبة موحدة على صافى الربح خطوة على الطريق الصحيح

منذ 7 أيام
منظمات الأعمال: إقرار ضريبة موحدة على صافى الربح خطوة على الطريق الصحيح

• إن تقليل وقت التخليص الجمركي، والحفاظ على الخدمات الجمركية في أيام العطل الرسمية وأيام الجمعة، والسماح بدفع الرسوم بعد ساعات عمل البنوك، قرارات تشجع الاستثمار.

وأكدت جمعيات الأعمال أن قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخفيف الأعباء الإجرائية على المستثمرين، وتطبيق ضريبة موحدة على الأرباح، واستبدال الرسوم المفروضة على الشركات والهيئات المختلفة بضريبة موحدة على صافي الأرباح، تمثل بداية قوية للتعافي الاقتصادي.

واعتبروا أن تبسيط الإجراءات وتخفيف الأعباء المالية هو بداية النهاية لمسيرة القضاء على البيروقراطية والأعباء الإدارية، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تنشيط حقيقي لمناخ الاستثمار في مصر.

وبحسب البيان، تضمنت قرارات الرئيس التاريخية تقصير زمن التخليص الجمركي بهدف تقليص عدد الأيام اللازمة للتخليص الجمركي من ثمانية إلى ستة أيام، والحفاظ على الخدمات الجمركية في أيام العطل الرسمية وأيام الجمعة، والسماح بدفع الرسوم حتى بعد ساعات عمل البنوك.

وقال رجال أعمال إن ذلك سيزيد من إقبال المستثمرين على التوسع والاستثمار في السوق خلال الفترة المقبلة.

أشاد محمد البهي، رئيس لجنة الجمارك والضرائب بجمعية الصناعات المصرية، بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لتهيئة مناخ استثماري مناسب للمستثمرين، خاصة في ظل إعلانات عدد من دول الخليج، منها السعودية وقطر والكويت، عن ضخ استثمارات جديدة في السوق خلال الفترة المقبلة.

وأشاد البهي بتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي باستبدال الرسوم التي تفرضها الجهات المختلفة بضريبة واحدة تحسب على صافي الأرباح. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا القرار يعالج جوهر مشاكل الاستثمار في مصر.

وقال الباهي إن القرار يعالج إحدى أكبر العقبات أمام المستثمرين وهي عدم الوضوح بشأن التكاليف الفعلية لإقامة وتشغيل المشاريع. وأضاف: “التحدي الأكبر الذي تواجهه مصر حاليًا هو جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر. وكانت الرسوم التي فُرضت فجأةً طوال فترة التشغيل أحد الأسباب الرئيسية لتحول الأرباح فجأةً إلى خسائر”.

وأشار إلى أن العديد من الرسوم تم فرضها بالمخالفة للدستور. وينص هذا على أنه “لا يجوز فرض رسوم إلا بموجب قانون، ولا يجوز فرض رسوم إلا مقابل خدمة”. وأوضح: “فرضت جهات الخدمة رسومًا دون سند قانوني، وحددت كل جهة المبالغ التي تراها مناسبة، بل وبالغت فيها أحيانًا. ولم يكن أمام المستثمر خيار سوى القبول بهذا”.

وأضاف الباهي أن مشروع قانون الاستثمار ناقش بالفعل مفهوم “الشباك الواحد”، مشيرا إلى أن المقترح الجديد يطور هذا المفهوم بشكل أكبر. في السابق، كانت الرسوم تُفرض بشكل جماعي من قبل هيئة الاستثمار، ثم يتم توزيعها إدارياً على الجهات المعنية.

وتابع: “الهدف هو تحقيق التضامن الصناعي”. يدفع المستثمرون الكبار المزيد، مما يخفف العبء على الشركات الأصغر. وتابع: «بالنسبة للمستثمرين الصغار الذين لا يستطيعون دفع الرسوم المرتفعة، فإن النظام الجديد سيساعد في حل هذه المشكلة، حيث كانت الضريبة جزءاً من تكاليف الإنتاج».

وشدد على أهمية إجراء دراسات متأنية في كل قطاع لتحديد الرسوم التي يجب أن تشملها الضريبة الواحدة. وأشار إلى قطاع الحديد والصلب الذي يدفع نحو 500 مليون جنيه للحصول على ترخيص، وقطاع الأدوية الذي يدفع نحو 100 ألف جنيه لتسجيل الملف الدوائي الواحد.

ويشار إلى أن هذه السياسات تتزامن مع إعلانات عدد من الدول العربية، ومن بينها قطر والسعودية والكويت، عن نيتها ضخ المزيد من الاستثمارات الجديدة في السوق. ويرى البعض أن هذا بمثابة بداية انفراجة ونجاح جديد للقيادة السياسية التي تسابق الزمن لإصلاح الوضع الاقتصادي.

عن كثب. من جانبه، أكد بسام الشناوي، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لشباب الأعمال، أن توجيهات الرئيس ستعزز مناخ الاستثمار وتحفز شهية العديد من الشركات للتوسع والنمو.

وأضاف الشنواني أن مجتمع الأعمال الشاب ثمن نتائج اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء المعنيين، والذي ركز على جهود الحكومة لتحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمار.

وأضاف أن القرارات والسياسات التي أعلنها الرئيس تعكس الوعي العميق للدولة بتحديات الاستثمار وسعيها الجاد لخلق بيئة أكثر تنافسية وشفافية. وأشار إلى أن الجمعية تعتبر هذه الخطوات نقلة نوعية في دعم مناخ الأعمال وتعزيز القطاع الخاص.

وأوضح الشنواني أن توحيد هيئات تحصيل الديون وإطلاق منصة موحدة للمؤسسات التجارية من شأنه تخفيف الأعباء الإجرائية على المستثمرين، ويساعد في تسريع تأسيس وتشغيل الشركات، خاصة الناشئة.

وقال إن تقليص زمن التخليص الجمركي من 8 إلى 6 أيام هو مطلب طال انتظاره، إذ يلعب دوراً حاسماً في خفض تكاليف الإنتاج وضمان استدامة سلاسل التوريد.

وأشار إلى أن استبدال الرسوم المتعددة بضريبة واحدة على صافي الربح يعد خطوة من شأنها زيادة الشفافية والسماح للمستثمرين بحساب التكاليف بوضوح.

وأكد أنه يجب اتخاذ إجراءات واضحة على مستوى القيادة لتشجيع القطاع الخاص ليصبح المحرك الرئيسي للاقتصاد. ويتماشى هذا بشكل كامل مع رؤية الجمعية في تمكين رواد الأعمال والمصدرين وزيادة مساهمتهم في الناتج المحلي الإجمالي والصادرات.

وأكد الشنواني دعم الجمعية الكامل لتوجيهات الرئيس بشأن برنامج ضريبة الصادرات الجديد، مؤكدا أنه يجب أن يتماشى مع هدف الدولة في تحقيق حجم صادرات يبلغ 100 مليار دولار بحلول عام 2030.

قال المستشار الضريبي أشرف عبد الغني، مؤسس الجمعية المصرية لخبراء الضرائب، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي باستبدال الرسوم التي تحصلها الجهات والمؤسسات الحكومية المختلفة بضريبة موحدة على صافي الأرباح يمثل تغييرا جذريا في السياسة الاقتصادية. وسوف يؤدي ذلك إلى تحسين مناخ الاستثمار وزيادة الشفافية والعدالة الضريبية وتخفيف الأعباء على المستثمرين وفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.

وأضاف عبد الغني أن القرار الرئاسي بتطبيق الضريبة الواحدة يحمل عدة مزايا. الأول هو أن الضريبة تحسب على أساس صافي الربح وليس الإيرادات. حتى الآن، أدى ربط الضرائب بالإيرادات إلى انخفاض أرباح المستثمرين، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وأشار إلى أن الرسوم المتعددة تشكل عبئاً أيضاً على الشركات، ليس بسبب ارتفاع الرسوم فحسب، بل أيضاً بسبب تكرارها وكثرة وكالات تحصيل الديون، ما يخل بحسابات السوق. إن وجود ضريبة واحدة من شأنه أن يوفر الاستقرار القانوني والوضوح في المعاملات المالية مع الهيئات والجهات الحكومية.

وأوضح عبد الغني أن إحدى العوائق أمام أي مستثمر جديد هي عدم الوضوح بشأن التكاليف الفعلية لإقامة المشاريع وتشغيلها. وأوضح أن المستثمرين واجهوا رسوماً مفاجئة أدت إلى تعطيل دراسات الجدوى وتحويل الأرباح إلى خسائر. وكان للتنوع المربك في الرسوم تأثير سلبي على قرارات التوسع وإجراء استثمارات جديدة.

وأشار إلى أنه في بعض القطاعات هناك إضافة إلى الضرائب العامة ما بين 10 إلى 15 رسماً إضافياً، ما يجعل العبء الإجمالي يتجاوز 35% من الإيرادات، وهو ما يشكل عائقاً أمام أي مشروع.

وبحسب الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي فإن توحيد الضرائب على الشركات يساهم في جهود الدولة لخلق اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمار. كما أنه يسهل العمليات التجارية ويبسط الإجراءات ويخفف العبء المالي على المستثمرين.

قال المهندس طارق حبشي، رئيس غرفة الصناعات الخشبية بجمعية الصناعات المصرية، إن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطبيق ضريبة واحدة على صافي الربح بدلاً من الرسوم والضرائب العديدة المفروضة على المنشآت الصناعية، يعد خطوة إيجابية نحو تبسيط المنظومة الضريبية وتحقيق المزيد من العدالة الضريبية.

وأضاف حبشي أن ذلك من شأنه أن يساعد على خلق بيئة أكثر استقرارا للمستثمرين وأصحاب المصانع ودعم توسع الأنشطة التصنيعية دون أعباء زائدة. وقال: “إن هذا القرار يعكس رؤية الدولة في دعم الصناعة الوطنية وزيادة قدرتها التنافسية”.

قال محمد مقلد، عضو غرفة الصناعات الكيماوية بجمعية الصناعات المصرية، إن الرسوم المتعددة التي فرضت على المصانع في الفترة الماضية كانت من أكبر المعوقات التي تواجه الشركات في السوق المصرية.

وأضاف مقلد أن توجيهات الرئيس غير مسبوقة وسيكون لها تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد خلال الفترة المقبلة خاصة على الاستثمارات الجديدة ومناخ الاستثمار.

وتوقع مقلد أن تساهم هذه الإصلاحات والتوجيهات الرئاسية في جذب كميات كبيرة من رأس المال الأجنبي إلى السوق في مختلف القطاعات الاستثمارية.

وقال مقلد إن الاستثمارات الجديدة التي أعلنت عنها بعض دول منطقة الخليج هي الدليل الأوضح على ثقة هذه الدول في مناخ الاستثمار في مصر التي تشهد تغيرات غير مسبوقة جعلتها من أكثر الأسواق الواعدة في المنطقة.

وأشار مقلد إلى أن استبدال الرسوم المختلفة التي تفرضها الجهات الحكومية على الشركات برسوم واحدة تحسب على صافي الربح وتقليص زمن الإفراج الجمركي هو بداية لإصلاح حقيقي لمناخ الاستثمار في مصر.

وأشاد مقلد بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لإنعاش الاقتصاد وتحسين الأوضاع مما سيكون له أثر إيجابي على معدلات التضخم والبطالة.

وتوقع مقلد أن تساهم هذه الإصلاحات في تحقيق كافة خطط الدولة لخفض عجز الموازنة العامة، وتحقيق المزيد من النمو الاقتصادي، وخلق العديد من الوظائف وفرص العمل الجديدة.


شارك