توقيع اتفاقيات ثنائية بين فرنسا ومصر بقيمة 262.3 مليون يورو

وفي إطار الزيارة الرسمية رفيعة المستوى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، تم اليوم الاثنين توقيع 9 اتفاقيات تمويل بين الوكالة الفرنسية للتنمية ومصر. وشارك في التوقيع عدد من الوزراء المصريين، وهم: وزير النقل كامل الوزير، ووزير الصحة خالد عبد الغفار، ووزير التجارة والاستثمار حسن الخطيب، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي رانيا المشاط، ووزير الكهرباء والطاقة محمود عصمت، ونظرائهم الفرنسيين.
وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه الاتفاقيات، بما في ذلك القروض والمنح، 262.3 مليون يورو، وهي تعكس عمق وتنوع الشراكة الثنائية المنظمة طويلة الأمد بين فرنسا ومصر. من خلال الاستفادة من الخبرة الفنية والمعرفة التي تتمتع بها الشركات الفرنسية، تستثمر مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية في مشاريع ذات تأثير ملموس لخلق الرخاء المشترك.
**مشاريع ذات تأثير كبير تخدم المواطنين
وتعكس هذه المشاريع تنوع واتساع التعاون بين مصر وفرنسا من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية في ثلاثة قطاعات ذات أولوية: النقل والمياه والطاقة. وتشكل هذه المشاريع مجتمعة ما يقرب من نصف الالتزامات الواردة في اتفاقية التعاون الحكومي الدولي للفترة 2021-2025.
وتؤكد هذه الاستثمارات المستدامة أيضًا على أولوية البنية التحتية الأساسية للتحول ومواءمة الشراكة الثنائية مع أولويات مصر، بما في ذلك منصة البرنامج الوطني “نوافي” (ربط المياه والغذاء والطاقة) و”نوافي+” للنقل.
**النقل بالسكك الحديدية – ربط الميناء الجاف في العاشر من رمضان
يهدف هذا المشروع إلى ربط الموانئ الجافة والمناطق الصناعية في الروبيكي والعاشر من رمضان وبلبيس بالموانئ البحرية الرئيسية في مصر. يدعم المشروع، الذي يشارك في تمويله البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أولويات السلطات المصرية في تعزيز القطاع الخاص الديناميكي والتنافسي من خلال تسهيل الصادرات، وزيادة جاذبية سلاسل القيمة الصناعية، والحد من الازدحام على الطرق، وتشجيع التحول في النقل إلى السكك الحديدية.
يهدف هذا المشروع إلى دعم النشاط الاقتصادي لمئات الآلاف من العمال في المناطق الصناعية المرتبطة به.
**المياه والصرف الصحي – توسعة محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الجبل الأصفر (القاهرة)
وستؤدي هذه التوسعة لمحطة جبل الأصفر، إحدى أكبر محطات معالجة مياه الصرف الصحي في أفريقيا، إلى خلق قدرة معالجة إضافية تصل إلى مليون متر مكعب يومياً، وهو ما يمكن أن يلبي احتياجات 5.5 مليون شخص إضافي.
يجمع المشروع، الذي يتم تمويله بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والبنك الأفريقي للتنمية، بين كفاءة الطاقة (بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 70٪)، واستعادة الحمأة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 900 ألف طن سنويًا، مع خلق أكثر من 2000 فرصة عمل.
**المياه والصرف الصحي – إنشاء محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي في شرق الإسكندرية.
تم تصميم المحطة لمعالجة 300 ألف متر مكعب يوميًا وستوفر خدمات الصرف الصحي الموثوقة لـ 1.5 مليون شخص في ثاني أكبر مدينة في مصر. كما سيساهم المشروع في إعادة استخدام المياه المعالجة للري، والحد من التلوث البحري، وخلق العديد من فرص العمل المستدامة. وستحتوي المحطة على نظام لاستعادة الطاقة من مياه الصرف الصحي، مما سيساعد على تجنب 30 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
**الطاقة – تحديث مركز التحكم الإقليمي بالإسكندرية (ARCC)
بهدف تحسين جودة واستقرار إمدادات الكهرباء لنحو 9 ملايين شخص، تدعم الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي مشروع تحديث مركز التحكم الإقليمي للإسكندرية والساحل الشمالي. ويهدف المشروع إلى تقليل الخسائر الفنية بنسبة 10%، وتسريع اكتشاف الأعطال، وتحسين دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة الوطنية، وتحديث الأنظمة لتمكين الربط الكهربائي المستقبلي مع الأسواق الأوروبية.
ومن خلال الاستثمار في البنية التحتية الاستراتيجية للبلاد بما يتماشى مع الأولويات الوطنية ولصالح مواطنيها، تساهم هذه المشاريع في تعزيز العلاقات القائمة على الثقة بين فرنسا ومصر. علاوة على ذلك، فهو يعزز التعاون بين الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص في كلا البلدين ببعد أوروبي قوي، كما يتضح من المشروعين اللذين يمولهما الاتحاد الأوروبي في إطار مبادرة البوابة العالمية.
وبعيدًا عن نطاقها التشغيلي، فإن هذه الاتفاقيات تشكل جزءًا من ديناميكية سياسية أوسع نطاقًا وتعكس الطموح المشترك لتوسيع وتجديد إطار التعاون المالي بين فرنسا ومصر – وهو الموضوع الذي تم تسليط الضوء عليه خلال هذا الاجتماع الثنائي رفيع المستوى.
منذ عام 2006، لعبت مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) دورًا رئيسيًا في التعاون الفرنسي المصري.
وتدعم أنشطة المجموعة التحول الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في مصر بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
تستثمر مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية في البنية التحتية المستدامة (الطاقة والنقل والمياه) وتمويل المناخ، وتدعم القطاع الخاص وريادة الأعمال، وتساهم مع شركائها في القطاعات الاجتماعية مثل التعليم والصحة والضمان الاجتماعي.
ويستفيد نحو ستة ملايين مواطن مصري بالفعل من الإصلاح الطموح لنظام التأمين الصحي الشامل، الذي تموله الوكالة الفرنسية للتنمية ويتم تنفيذه بدعم من مؤسسة Expertise France.
علاوة على ذلك، تدعم المجموعة التحول الطاقي، وخاصة من خلال تطوير مصادر الطاقة المتجددة في إطار برنامج “نوافي” (الترابط: الغذاء والمياه والطاقة).
وفي قطاع النقل، وهو مجال تعاون تاريخي بين البلدين، تعمل الوكالة الفرنسية للتنمية على تحديث النقل الحضري وشبكات السكك الحديدية من القاهرة إلى الإسكندرية، في حين تدعم مؤسسة بروباركو (الذراع التمويلي الخاص لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية) مشروع توسعة ميناء دمياط.
تعمل الوكالة الفرنسية للتنمية وبروباركو على تعزيز ظهور الجهات الفاعلة الاقتصادية المسؤولة والمبتكرة من خلال دعم ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والتمكين الاقتصادي.