توقعات بزيادة أسعار الوقود 30% حتى نهاية 2025.. أول اجتماع للجنة التسعير التلقائي خلال أبريل الجاري

يوسف: الحكومة ستواصل رفع الأسعار حتى لو انخفض سعر برميل النفط إلى 60 دولاراً بسبب سعر الصرف.
• عادل: إعادة هيكلة دعم الطاقة سترفع معدل التضخم إلى 18% بنهاية العام.
تستأنف الحكومة زيادة أسعار الوقود بعد أن حددتها لجنة التسعير التلقائي خلال الأشهر الستة الماضية. ويأتي ذلك تمهيداً لإلغاء الدعم بشكل كامل مع نهاية العام الجاري، وفقاً لتصريحات رئيس الوزراء الأخيرة. ويتوقع أحد الخبراء زيادة قدرها 30% بحلول نهاية عام 2025. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الأول للجنة في أبريل/نيسان من هذا العام.
تناول رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، تساؤلات حول زيادة أسعار البنزين في الأشهر المقبلة. وأوضح أن الحكومة لديها خطة واضحة لإعادة هيكلة وإصلاح أسعار المنتجات النفطية بعد انتهاء مهلة الستة أشهر التي منحتها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي دون أي زيادات في الأسعار. وأشار إلى أن الزيادات ستكون تدريجية، وصولاً إلى رفع دعم الطاقة بحلول نهاية عام 2025، مع بقاء سعر لتر الديزل مدعوماً.
يذكر أن برنامج قرض مصر مع صندوق النقد الدولي ينص على تحرير أسعار الوقود بشكل كامل قبل نهاية العام الجاري.
وفي ضوء تصريحات رئيس الوزراء، يتوقع مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن يكون هناك زيادة في أسعار الوقود، وخاصة البنزين، في الاجتماع المقبل للجنة تسعير المواد البترولية.
وأوضح يوسف في تصريحات لـ«الشروق» أن أسعار النفط تتراجع عالميا، لكن ذلك ليس له تأثير على استقرار أو خفض أسعار الوقود محليا. ويرجع ذلك إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار في مارس/آذار 2024، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة استيراد المنتجات البترولية، وأجبر الحكومة على رفع الأسعار خلال تلك الدورة.
وقال وزير المالية أحمد كجوك في وقت سابق إن حركة سعر الصرف المتجددة في مارس 2024، وما تبعها من انخفاض الجنيه أمام الدولار بنحو 60%، أدت إلى زيادة تكاليف دعم الطاقة بنسبة 31% بنهاية السنة المالية 2023-2024 لتصل إلى 165 مليار جنيه.
المعاملات منذ بداية العام؛ انخفض سعر خام برنت بنسبة 2.2% ويبلغ حاليا نحو 72 دولارا للبرميل.
وأضاف يوسف أن خفض قيمة الجنيه يمنع حدوث انخفاض كبير في تكاليف الدعم، حتى لو انخفض سعر النفط إلى 60 دولاراً للبرميل. “وستظل الحكومة مضطرة إلى رفع الأسعار لتعويض انخفاض قيمة الجنيه”.
ويتوقع أن يؤدي إلغاء الدعم بالكامل إلى زيادة أسعار الوقود بنسبة 30% في المتوسط بحلول نهاية عام 2025، “بافتراض بقاء سعر الصرف مستقرا عند مستواه الحالي البالغ 50.65 جنيه مصري”.
ولذلك نصح المواطنين بالتحول إلى الغاز الطبيعي في ظل الارتفاع المتوقع في أسعار البنزين. وأشار إلى أن الحكومة تنتهج استراتيجية لمساعدة أصحاب السيارات على التحول إلى الغاز الطبيعي، حيث أن استيراد الغاز الطبيعي أرخص للحكومة من استيراد المنتجات البترولية.
ويخشى يوسف من أن يكون لزيادة أسعار الوقود آثار تضخمية، حيث نجحت الحكومة في خفض التضخم على مستوى البلاد إلى 12.5% بنهاية فبراير/شباط الماضي، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
من جانبه، توقع المحلل الاقتصادي في مباشر للأوراق المالية إبراهيم عادل، أن تقوم الحكومة برفع أسعار الوقود خلال الاجتماع المقبل للجنة التسعير التلقائي. وتأتي هذه الخطوة في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي لصندوق النقد الدولي، الذي يوصي بإلغاء كافة أشكال الدعم بهدف تخفيف العبء على الموازنة العامة.
وتنفذ مصر برنامج تمويل مع صندوق النقد الدولي منذ عام 2022. وكانت القيمة الأولية للبرنامج 3 مليارات دولار، ولكن بسبب تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة، تمت زيادة البرنامج إلى 8 مليارات دولار في مارس/آذار 2024.
أكد محمد معيط، مدير عام صندوق النقد الدولي، في تصريحات أدلى بها عقب موافقة الصندوق على صرف الشريحة الرابعة من قرض بقيمة 1.2 مليار دولار، أن مصر ملتزمة بإلغاء دعم الوقود بالكامل بحلول ديسمبر 2025.
وتوقع عادل أن يرتفع معدل التضخم مجددا إلى 18% بنهاية عام 2025، بسبب إجراءات الحكومة لرفع الدعم عن الوقود. وأشار إلى أنه يتوقع زيادة تتراوح بين 15 و20 في المائة في كل اجتماع للجنة حتى نهاية العام.
تعقد لجنة أسعار الوقود اجتماعها الدوري كل ثلاثة أشهر. ومن المقرر أن يعقد أول هذه الاجتماعات في أبريل/نيسان المقبل لاتخاذ القرار بشأن الزيادة الأولى في أسعار الوقود. ومن المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعين آخرين في شهري يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب تقرير اطلعت عليه الشروق، يتوقع بنك الكويت الوطني أن ترفع الحكومة أسعار الوقود مجدداً بنسبة تتراوح بين 15 و20% في أبريل/نيسان المقبل، على أن تتبعها زيادة أخرى في الربع الثالث. والهدف هو تغطية التكاليف بالكامل بحلول نهاية عام 2025. ويشير التقرير أيضًا إلى أن الزيادة المخطط لها في دعم الوقود والكهرباء قد تدفع متوسط التضخم في مصر إلى 15% في عام 2025 و12% في عام 2026.