هل سماع أصوات معينة أو رؤية أنوار خاصة من العلامات الشرعية ليلة القدر؟.. المفتي يجيب

مفتي الجمهورية: ليلة القدر مناسبة عظيمة تنزل فيها البركات.
أكد فضيلة الشيخ الدكتور نذير عياد مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور ومؤسسات الإفتاء في العالم، أن ليلة القدر حدث عظيم تتنزل فيه البركات. وقد سماها الله تعالى ليلة مباركة، كما قال في القرآن الكريم: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة أردنا بها منذرين).
وأضاف خلال لقائه اليومي في رمضان مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» على قناة صدى البلد، أن هذه الليلة تتميز عن كل الليالي بأنها «خير من ألف شهر»، ما يدل على مكانتها العالية وفضلها العظيم، ما يتطلب الاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله فيها.
وأوضح أن البركات التي تملأ هذه الليلة لا تأتي صدفة، بل لها أسباب واضحة. ومن أهمها أن القرآن الكريم كتاب الهدى والنور أنزل في هذه الليلة التي تستحق هذا التكريم الإلهي، كما يقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
وأوضح المفتي أن هذا الكتاب المبارك لعب دورا محوريا في تحويل البشرية، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة، ومن الباطل إلى الحق، ومن الفساد إلى الإصلاح. ومن خلال هذا القرآن نهضت الأمة، واستقرت معايير العدل، وصححت المفاهيم، وتحولت القيم، وأصبح العدل والإنصاف أساس كل تعامل إنساني.
وأضاف أن هذه الليلة ليلة تتجلى فيها معاني الرحمة والمغفرة، وأنها فرصة عظيمة لمن أراد التوبة والإنابة إلى الله، حيث يستحب الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والاستغفار وقيام الصلاة والاعتكاف وقضاء الوقت في سبيل الله، كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث ثبت أنه كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. في الدعاء لهذه الليلة المباركة.
وأكد أن هذه الليلة ليست مجرد لحظة عابرة، بل هي وقت يتجدد فيه العقل، وتصفو فيه الروح، وتمتلئ فيه القلوب بالراحة. ولذلك ينبغي للمسلم الذي يرغب في تحصيل فضائله أن يجتهد في هذه الليلة، وخاصة في الأعمال التي لها أثر إيجابي على الآخرين، كالصدقة، وصلة الأرحام، والتسامح، ومساعدة المحتاجين.
وعن العلامات الدالة على ليلة القدر، أوضح أن هناك علامات في السنة النبوية منها صفاء السماء، وهدوء الرياح، وإحساس المؤمن بالسكينة والطمأنينة، وطلوع الشمس في الصباح ليس لها شعاع حارق. وأشار إلى أن بعض الظنون الخاطئة التي يقع فيها البعض، مثل سماع أصوات معينة أو رؤية أضواء معينة، ليست من الدلائل الثابتة في الشريعة الإسلامية.
وأكد على ضرورة تحري هذه الليلة المباركة في العشر الأواخر من رمضان، وخاصة في الليالي الوترية، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان».
ودعا المفتي الناس إلى استغلال هذه الليلة المباركة بأفضل الأعمال، وعدم تضييع الفرص التي يمنحها الله لعباده في هذا الشهر الفضيل. وأكد أن من قام به بنجاح فقد نال خيراً عظيماً، ومن قام به بإخلاص بارك الله في عمره وعمله. ودعا الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالخير والبركات والرخاء وأن يمن على الجميع بالمغفرة والقبول.