بروتوكول تعاون بين التعليم والري لتعزيز الوعي المائي في المناهج الدراسية

منذ 2 شهور
بروتوكول تعاون بين التعليم والري لتعزيز الوعي المائي في المناهج الدراسية

• عبد اللطيف: التعليم هو الأداة الأكثر فعالية لمعالجة مشاكل المياه ويساعد في رفع وعي الطلاب بأهمية الموارد الطبيعية. • قمنا بدمج مفاهيم الحفاظ على المياه وتغير المناخ في مناهج العلوم والجغرافيا والتربية المدنية. • إن معالجة مشاكل المياه تتطلب حلولاً علمية مبتكرة وسلوكاً مسؤولاً، وهذا ما نعمل عليه في وزارة التربية والتعليم.

 

وقع الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتدريب الفني، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، بروتوكول تعاون مشترك خلال فعاليات اليوم العالمي للمياه الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

ويهدف البروتوكول إلى دمج المفاهيم المتعلقة بالحفاظ على المياه والموارد الطبيعية في المناهج الدراسية، وبالتالي رفع الوعي لدى الأجيال القادمة حول أهمية المياه كمكون أساسي للحياة والتنمية المستدامة في مصر.

وفي كلمته، أكد وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف أن هذا اليوم ليس مناسبة للاحتفال بالمياه فحسب، بل هو أيضا لحظة حاسمة لمعالجة الأزمة العالمية المتزايدة المتمثلة في فقدان الأنهار الجليدية السريع وعواقبها الكارثية. ورغم أن هذه الأزمة تبدو بعيدة عن مصر، إلا أن آثارها تؤثر على الجميع.

وأعرب الوزير عن تقديره العميق لوزارة الموارد المائية والري ووفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر لتنظيم هذا الحدث المهم والتزامهما الدؤوب بأمن المياه وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

وأوضح أن موضوع هذا العام، “حماية الأنهار الجليدية”، يعد تذكيرا مهما بمدى هشاشة النظم البيئية في جميع أنحاء العالم. ورغم أن مصر لا يوجد بها أنهار جليدية، فإن ذوبانها السريع بسبب تغير المناخ يتسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر ويهدد منطقة دلتا النيل المكتظة بالسكان، حيث يعيش ما يقرب من ربع سكان مصر. وتتعرض هذه المجتمعات الساحلية لخطر متزايد من الفيضانات وعدم استقرار الأراضي، مما يؤثر على سبل عيشها وأمنها الغذائي.

وأشار إلى أن تغير المناخ يؤثر على تدفق مياه نهر النيل. وتتوقع الدراسات انخفاض مستويات المياه بنسبة تصل إلى 13% بحلول عام 2050، مما يؤدي إلى تفاقم تحديات ندرة المياه في مصر.

وأكد أن هذه الأزمة تتطلب تحركا فوريا من خلال تنفيذ سياسات فعالة وتعزيز الابتكار والاستثمار في التعليم لضمان إمدادات المياه المستدامة في المستقبل.

وأكد أن التعليم يعد الأداة الأكثر فعالية لمواجهة هذه التحديات، حيث يساعد على رفع وعي الطلبة بأهمية الموارد الطبيعية، ويحفزهم على تبني سلوكيات مسؤولة تساهم في حمايتها.

وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم والتدريب الفني بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري تعمل على دمج تعليم المياه والمناخ بشكل شامل في المناهج الوطنية بهدف تزويد الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة للابتكار والتكيف والريادة في هذا المجال.

وأضاف أن الوزارة بدأت بالفعل في دمج مبادئ الوعي المناخي والحفاظ على المياه والاستدامة في مناهج العلوم والجغرافيا والتربية المدنية لضمان فهم الجيل القادم لأهمية وتأثير هذه القضايا العاجلة.

وأكد أن التعليم لا ينبغي أن يقتصر على الكتب المدرسية، بل يجب أن تتحول المدارس إلى مراكز للإبداع يشارك فيها الطلبة في الأبحاث والتجارب الميدانية والمبادرات لحل المشاكل البيئية.

وفي هذا السياق، أوضح دعم الوزارة القوي لمشاريع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وكذلك مسابقات الابتكار والمبادرات العلمية لتطوير حلول مستدامة لإدارة موارد المياه. وتتيح هذه البرامج للطلاب ليس فقط دراسة المشاكل البيئية، بل أيضاً العمل بفعالية على حلها.

وأضاف الوزير أن اليوم يمثل لحظة مفصلية ونقطة تحول حقيقية بتوقيع مذكرتي تفاهم بين وزارة الموارد المائية والري ووزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف.

وأكد الوزير أن هذا التعاون يمثل نهجا شاملا لتعزيز المسؤولية البيئية، حيث تعمل التربية والسياسات والتوعية الاجتماعية والدينية معا لنقل قيم الاستدامة عبر الأجيال.

وأوضح أن الجمع بين هذه المجالات الثلاثة يضمن أن يتعلم الطلاب أهمية الحفاظ على المياه ليس فقط في الفصول الدراسية ولكن أيضًا في مجتمعاتهم ومن خلال التعاليم الدينية، مما يساهم في تطوير وعي بيئي قوي ومستدام.

وأكد الوزير أن مصر التي ازدهرت حضارتها العريقة بفضل فهمها العميق لأهمية المياه، تبني اليوم على هذا التراث للحفاظ على مواردها المائية ومواجهة تحديات المناخ الحديثة بالحكمة والبصيرة. وأكد أن يوم المياه العالمي ليس مجرد فرصة للتأمل، بل هو أيضا دعوة إلى العمل الجاد والمسؤول.

وأكد أن كل قطرة ماء لها قيمتها، وأن كل قرار نتخذه اليوم يشكل مستقبل الأجيال القادمة. ودعا الجميع إلى التحرك والعمل من أجل مستقبل يسترشد بالعلم، وتدعمه المعرفة، ويستلهم من الأجيال الجديدة لضمان عالم آمن للمياه للأطفال والأحفاد.

وأكد أهمية تضافر الجهود بين الوزارات والقطاعات المختلفة والمجتمع ككل لحماية البيئة والحفاظ على الموارد المائية وضمان مستقبل مستدام لمصر.

استعرض الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري الوضع المائي الحالي. ويصل حجم الطلب على المياه في مصر إلى نحو 114 مليار متر مكعب سنويا، في حين تقدر الموارد المائية بنحو 60 مليار متر مكعب سنويا. ومن هذه المياه، يتم إعادة استخدام حوالي 21 مليار متر مكعب سنويا، ويتم استيراد المنتجات الزراعية من الخارج، وبالتالي تغطية استهلاك المياه المقدر بحوالي 33.50 مليار متر مكعب سنويا. انخفض الطلب على المياه للفرد حاليا إلى حوالي 500 متر مكعب سنويا. وقد دفع ذلك الوزارة إلى تنفيذ العديد من المشروعات والاستراتيجيات والإجراءات الكبرى التي تندرج تحت مظلة الجيل الثاني من نظام الري المصري 2.0. ويعتمد ذلك على التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي لتحقيق أقصى استفادة من مواردنا المائية.


شارك