أبناء دور الرعاية في مصر.. نجاح يتحدى الوصمة المجتمعية

في الحلقة الأخيرة من السلسلة الوثائقية “أولاد الشمس” التي تسلط الضوء على مشاكل الأيتام في مصر، ظهر عدد من الأيتام وشاركوا تجاربهم والتحديات التي واجهوها والنجاحات التي حققوها. ومن بينهم مجموعة من مبادرة Life360، التي تجمع الشباب الذين فقدوا رعاية الوالدين، وتحاول تغيير واقع الأيتام في مصر من خلال رفع الوعي العام.
من دار الأيتام إلى وسائل الإعلام الرياضية
ومن بين هؤلاء الشباب نور شعبان (26 عاماً)، الذي يتحدث عن تجاربه في لقاء مع برنامج “أبطال الحكاية” التابع لوزارة التضامن الاجتماعي. نور، وهو خريج الأسرة الحاضنة، يعمل في مجال الإعلام الرياضي وتنظيم البطولات، وهو فخور بخلفيته، على الرغم من أنه كافح من أجل الكشف عنها لسنوات. وتحدث عن الصورة النمطية للأيتام وكيف أن بعض المواقف المجتمعية جعلته يتردد في الكشف عن نشأته. وقال: “كنت متردداً في الاعتراف بأنني نشأت في دار للأيتام. قلتها ثم تراجعت عنها. “لقد أثرت علي أشياء كثيرة.”
الأحكام الاجتماعية القاسية
في 16 فبراير 2024، قرر نور كتابة كتابه “عندما وجدتني” بمناسبة عيد ميلاده، كرسالة للشباب الأيتام والمجتمع ككل، وإثارة الوعي بقضيتهم.
وأوضح أن التحيز يمكن أن يؤثر بشكل جذري على حياة الأيتام. يمكن أن يدفع بعض الأشخاص إلى العزلة بسبب كلمة واحدة أو موقف واحد، بينما يمكن للآخرين التغلب على الصعوبات: “إذا اكتشف أحدهم أنك قادم من دار للأيتام، فقد تتغير الطريقة التي يعاملك بها فجأة. يستمر البعض في المقاومة، والبعض الآخر ينهار ويسأل: “لماذا يجب أن أتحمل كل هذا؟”
واجه نور العديد من التحديات، حيث عانى من الاستغلال في العمل وفرص العمل المحدودة بسبب خلفيته. كان يتجنب منذ صغره الكشف عن نشأته، ولو علم بها لاضطر إلى تغيير المدرسة، كما حدث عندما انتقل بعد حصوله على نتائج ممتازة من مدرسة حكومية إلى مدرسة خاصة. هناك، شعر بالغربة عن زملائه الذين تحدثوا عن حياتهم العائلية، الأمر الذي عزز شعوره بالاختلاف: “لقد تحدثوا عن عطلاتهم مع عائلاتهم… وجلست هناك في صمت، لا أعرف ماذا أقول… شعرت وكأنني لست واحدًا منهم”.
الدعم الحكومي ودوره في تغيير المسار
ورغم هذه العوائق، تشيد نور بدعم الحكومة للأيتام، وخاصة المبادرة التي تمكنهم من الحصول على سكن بعد خروجهم من الرعاية. وقد ساعده هذا في تكوين أسرة والاستقرار: “من الرائع أن نعرف أن هناك شقة متاحة لكل يتيم يترك الرعاية الحاضنة. “يعني هذا بدء حياة جديدة، وتكوين أسرة، والتوقف عن العيش في خوف دائم.”
وترى نور أن تمثيل الأيتام في مواقع صنع القرار لا يزال محدودا، وتؤكد على أهمية تعزيز مشاركتهم في مختلف المجالات، بما في ذلك البرلمان. ودعا أيضًا إلى تطوير نظام الرعاية البديلة وزيادة الرقمنة والحوكمة لتوفير حياة أفضل للشباب الأيتام: “لماذا لا يكون لدينا ممثل في البرلمان؟ لماذا لا يكون لنا رأي في القرارات التي تؤثر علينا؟ “جميع المجموعات ممثلة… باستثنائنا.”
النجاح رغم التحديات
تسلط تجارب نور ومبادراتها مثل “حياة 360” الضوء على التحديات التي يواجهها الأيتام في مصر، وتعكس قدرتهم على النجاح وإحداث التغيير في المجتمع: “ليس لدينا أب ولا أم… ولكن لدينا وطن نحبه… مصر هي أمنا وأبونا… ولن ننكر خيرها أبدًا”.