تباين حزبي حول النظام الانتخابي وزيادة عدد مقاعد مجلسي النواب والشيوخ

حزب الشعب الجمهوري: القائمة المطلقة المغلقة تضمن تمثيل المجموعات الدستورية وتزيد من فرص الأحزاب الصغيرة حزب المؤتمر: استقرار النظام الانتخابي ضرورة وزيادة عدد المقاعد أمر حتمي بسبب النمو السكاني الحزب الديمقراطي المصري: القائمة النسبية أكثر عدالة وتمثيلا للناخبين وتقلل من خسائر الأصوات
وفيما يتعلق بالنظام الانتخابي الأمثل، تباينت آراء العديد من الأحزاب السياسية، إذ يرى البعض أن القائمة المطلقة المغلقة هي الأنسب لضمان تمثيل المرأة والفئات الخمس التي حددها الدستور. في حين يرى آخرون أن التمثيل النسبي يوفر فرصة أكبر لتمثيل القوى السياسية المختلفة ويعكس إرادة الناخبين بشكل أكثر دقة.
قال أحمد عبد المجيد، عضو المجلس الأعلى لحزب الشعب الجمهوري ونائب مجلس الشيوخ، إن النظام الانتخابي الأمثل للانتخابات المقبلة يجب أن يكون مزيجا من القوائم الفردية والقوائم المغلقة، خاصة أن 25% من المقاعد مخصصة للمرأة، مع تمثيل خمس فئات أخرى (الشباب – ذوو الاحتياجات الخاصة – العمال والفلاحين – الأقباط) بشكل مناسب. ومن ثم فإن القائمة المغلقة تماما هي الأنسب لتطبيق هذه الشروط الدستورية.
وفي تصريحات لصحيفة الشروق، أيد عبد المجيد نظام الـ50% فردي والـ50% قوائم مغلقة. وكان يعتقد أن هذا النظام سوف يسمح للأحزاب الصغيرة بالتمثيل والتنافس إلى جانب الأحزاب الكبيرة التي تتمتع بدعم شعبي. وأشار إلى أن أهلية التصويت السابقة في عام 2020 أسفرت عن تمثيل 15 حزباً في مجلس الشيوخ و13 حزباً في مجلس النواب.
وتوقع زيادة في عدد المقاعد في مجلس النواب ومجلس الشيوخ بعد النمو السكاني خلال السنوات الخمس الماضية. وأكد أن الحزب لا يواجه أي مشكلة في الترشح على مقاعد القوائم في الانتخابات بالتحالف مع أحزاب أخرى في قائمة موحدة كما كان الحال في انتخابات 2020.
من جانبه، أكد نائب رئيس حزب المؤتمر مجدي مرشد، أن زيادة مقاعد مجلسي النواب والشيوخ أصبحت ضرورة مطلقة في ظل النمو السكاني السريع. وأشار إلى أن الحزب أجرى دراسات أظهرت الحاجة إلى زيادة المقاعد إلى 720 مقعداً في مجلس النواب و360 مقعداً في مجلس الشيوخ.
وعن النظام الانتخابي أوضح مرشد لـ«الشروق» أن حزب المؤتمر سبق أن تقدم بمقترح خلال اجتماعات الحوار الوطني لإدخال نظام انتخابي يجمع بين القوائم المغلقة والقوائم النسبية والانتخابات الفردية، مشيرا إلى أن القائمة المغلقة تماما تؤدي إلى إهدار نسبة كبيرة من الأصوات قد تصل إلى 49%. لكنه أضاف: “هناك توجه لتطبيق نظام 50% قوائم مغلقة و50% تصويت فردي”، مؤكدا أن النظام الانتخابي يجب أن يبقى مستقرا لمدة ثلاث دورات تشريعية على الأقل.
ورأى مرشد أن تشكيل التحالفات الانتخابية لن يعتمد فقط على تقسيم الدوائر الانتخابية الجديدة، بل أيضا على النظام الانتخابي المختار. وأوضح أنه في حالة اعتماد نظام القائمة المطلقة فإن حزب المؤتمر سيكون منفتحا على التحالفات وسيكون من الصعب على أي حزب خوض الانتخابات منفردا في ظل هذا النظام. ومع ذلك، إذا تم اعتماد نظام التمثيل النسبي، فإن هذا الخيار سيبقى قائما.
قالت نائبة رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وعضو مجلس النواب مها عبد الناصر، إن نظام التمثيل النسبي هو الأكثر تمثيلا للناخبين، مشيرة إلى أن نظام القائمة المطلقة المغلقة يهدر نسبة كبيرة من الأصوات، حيث يمكن أن تحصل القائمة على 40% من الأصوات دون أن تفوز بمقعد.
وقالت مها عبد الناصر لـ«الشروق» إن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي يطالب بتطبيق نظام التمثيل النسبي منذ سنوات، وكرر هذا المطلب في الحوار الوطني. ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن النظام الحالي، الذي يجمع بين القائمة المطلقة المغلقة والقائمة الفردية، قد يتم اعتماده في الانتخابات المقبلة.
وأشارت إلى أن نظام التمثيل النسبي ليس معقدا حيث سبق استخدامه في انتخابات عام 2012 وأثبت فاعليته في تمثيل القوى السياسية المختلفة. وأكدت أن الادعاء بأن تطبيقه صعب غير دقيق.
وفيما يتعلق بالتحالفات الانتخابية أكدت أنه لن يخوض أي حزب الانتخابات منفردا وسيكون هناك تنسيق وتحالفات سواء على مواقع القوائم أو على المقاعد الفردية. ولكن لا توجد تفاصيل واضحة حتى الآن، حيث لم تصدر الهيئة الوطنية للانتخابات أي معلومات رسمية حول مواعيد أو نظام الانتخابات.
وحذرت مها عبد الناصر من أن هناك عوامل سياسية ستؤثر على قرار الحزب بالمشاركة، مثل مستوى الانفتاح السياسي وإجراءات الإفراج عن السجناء، مؤكدة أن المسار بأكمله يجب أن يناقش داخل الحزب الديمقراطي المصري وبين كل القوى الديمقراطية.
وفيما يتعلق بإمكانية زيادة عدد المقاعد في مجلس النواب والشيوخ، أوضحت أن هذه المسألة لم يتم مناقشتها بعد داخل الحزب. لكنها شخصيا لا تؤيد زيادة عدد المقاعد. والأمر الأكثر أهمية هو وضع شروط أكثر صرامة لترشح أعضاء البرلمان للانتخابات، مثل ضرورة العمل بدوام كامل في البرلمان والتأكد من عدم وجود تضارب في المصالح بين أعضاء البرلمان ووظيفتهم التشريعية.
وأضافت أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي شكل لجنة انتخابية داخلية لدراسة كل مرشح، مشيرة إلى أن كافة الأحزاب تعمل على الاستعداد للانتخابات المقبلة.