السيسي يغادر إسبانيا متجها إلى السعودية

منذ 3 شهور
السيسي يغادر إسبانيا متجها إلى السعودية

في ختام زيارته الرسمية لمملكة إسبانيا، غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة الإسبانية مدريد متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية.

ومن المنتظر أن يتم خلال زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية مناقشة الخطة العربية بشأن غزة.

وستستضيف مصر القمة العربية الطارئة حول تطورات القضية الفلسطينية في القاهرة يوم 4 مارس/آذار 2025 لاستكمال التحضيرات الموضوعية واللوجستية للقمة.

وتم تحديد الموعد الجديد على مستوى القمة بعد التشاور مع مملكة البحرين التي تتولى حاليا رئاسة مجلس جامعة الدول العربية، وبالتشاور مع الدول العربية.

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، على هامش زيارته الرسمية إلى مملكة إسبانيا، في مائدة مستديرة مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء الشركات الإسبانية الكبرى بحضور عدد من كبار المسؤولين الإسبان.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئيس بأن الرئيس أكد خلال الفعالية على أهمية زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر وإسبانيا. وأعرب أيضاً عن تقدير مصر للدور المهم والناجح الذي تقوم به الشركات الإسبانية الكبرى العاملة في عدد من القطاعات الحيوية بمصر.

ودعا الرئيس الشركات الإسبانية إلى زيادة حجم استثماراتها والاستفادة من المزايا والفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، خاصة في القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

وفي مستهل المحادثات، أعرب السيسي عن سعادته باللقاء به خلال زيارته لمملكة إسبانيا الصديقة، خاصة أن مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار تحظى بأولوية قصوى في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأشار إلى أنه تم اليوم التوقيع على البيان المشترك الذي يهدف إلى رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مما سيؤدي إلى مزيد من الدفع للعلاقات الطيبة بين بلدينا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

واتفقنا أيضًا على إقامة حوار اقتصادي مشترك لزيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة التجارة بين البلدين.

وفي هذا السياق أكد أهمية المجلس الاقتصادي المشترك بين البلدين وضرورة تفعيل وتكثيف أعماله وأنشطته بما يجسد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ومن المقرر عقد اجتماع في القاهرة في عام 2025، تزامنا مع الزيارة المقبلة لجلالة الملك إلى مصر، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية والترويج لمصر كوجهة للاستثمار الإسباني المباشر. ونتطلع أيضاً إلى أن يوفر اجتماع المجلس الاقتصادي المشترك في القاهرة فرصة للإعداد لمؤتمر استثماري مصري إسباني يعقد على هامش القمة المصرية الإسبانية المقبلة. وأعرب عن تقديره الصادق لمجتمع الأعمال الإسباني على دعمه لعملية التنمية الاقتصادية في مصر. ونحن نعتقد أن مشاركة الشركات الإسبانية الكبرى في مختلف المشروعات الاستثمارية في مصر، وخاصة في مجالات البنية التحتية والنقل، خطوة إيجابية للغاية يجب البناء عليها.

لقد سلط السيسي الضوء على قضية ذات أولوية قصوى ونريد مساعدتكم في تحقيق هذا الهدف: توطين الصناعات وزيادة الحصة المحلية قدر الإمكان في القطاعات المختلفة، بما في ذلك تلك التي تعمل فيها الشركات الإسبانية في مصر. وأشار إلى أن الدولة المصرية تبذل قصارى جهدها لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة الإسبانية. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى المهارات والإمكانات التي تجعل من مصر سوقاً واعداً للاستثمار الأجنبي. ويمكن أن ينشأ هذا من خلال الموقع الجغرافي الاستراتيجي والتطور الممتاز للبنية الأساسية على مدى العقد الماضي، بما في ذلك الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمطارات. علاوة على ذلك، ساهمت الموارد الطبيعية الوفيرة التي تتمتع بها مصر، وتوافر العمالة الشابة والماهرة، والحوافز التي خلقتها الحكومة المصرية للمستثمرين، وتنوع مجالات الاستثمار، والإصلاحات القانونية التي نفذتها الحكومة، في تحسين بيئة الأعمال في مصر. علاوة على ذلك، تعتبر السوق المصرية أكبر سوق في المنطقة وبوابة للأسواق العربية والإفريقية، خاصة بفضل اتفاقيات التجارة الحرة ذات الصلة والتي تهدف إلى تعزيز الصادرات وتسهيل التجارة.

ودعا السيسي كافة الشركات إلى الاستفادة من فرص الاستثمار المتنوعة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والخضراء، وخاصة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث نتطلع إلى إقامة شراكة استراتيجية مع الجانب الإسباني لتلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

كما يمكنكم استكشاف فرص الاستثمار في قطاعات تصنيع السيارات والأدوية واللوجستيات وغيرها، مع الأخذ في الاعتبار الموقع الجغرافي واللوجستي الممتاز للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ما يجعلها مركزاً لإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى العديد من دول العالم، وخاصة تلك التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة. وأكد انفتاحنا الكامل للتعاون مع المستثمرين والصناعيين الإسبان الراغبين في العمل في مصر، بغض النظر عن شكل وإطار هذا التعاون.

وقال السيسي إنهم مستعدون لبحث إمكانية إقامة شراكات اقتصادية، على سبيل المثال، في قطاعات التصنيع وكذلك في مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة والطاقة وتحلية المياه والزراعة وتربية الأسماك والأسمدة والمنسوجات والموانئ البحرية والاتصالات والسياحة. وفي الختام، وجه السيسي الشكر للرئيس الإسباني على تنظيم هذا اللقاء، الذي سيساهم في تعميق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين بلدينا. وأتطلع إلى أن يكون هذا اللقاء فرصة للتعرف على رؤيتكم لزيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر وتحديد العقبات المحتملة حتى نتمكن من إيجاد السبل للتغلب عليها. ومن شأن هذا أن يساعد على تعظيم المصالح المتبادلة والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة.


شارك