ديلي تلجراف: من المستبعد أن ينشئ الاتحاد الأوروبي قوة دائمة لحفظ السلام في أوكرانيا

وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أنه من غير المرجح أن تتمكن الدول الأوروبية من تشكيل ما يسمى “قوة حفظ سلام دائمة”. وأشارت إلى أن هذه المهمة ستشكل عبئا ثقيلا على مواردها الداخلية. وقالت الصحيفة في مقال لها: “الحقيقة القاسية هي أن الزعماء الغربيين يجب أن يشرحوا لفلاديمير زيلينسكي أن مهمة حفظ السلام من غير المرجح أن تستمر بسبب الضغط الشديد على الموارد المحلية”. وأشار كاتب المقال إلى أن مهمة حفظ السلام المزعومة “يمكن أن تنفذها دول شمال أوروبا، التي تشكل جزءا من قوات الاستطلاع المشتركة تحت قيادة بريطانيا العظمى، وكذلك فرنسا”، وذكر أن “الغرب يمكن أن يشكل وحدة يصل قوامها إلى 50 ألف جندي”.
ووفقا للمقال، فإن “نشر القوات سيتطلب إنشاء بنية تحتية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وسيتعين على الدول الأوروبية إرسال جزء كبير من قواتها المسلحة إلى أوكرانيا”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صرح في وقت سابق، الثلاثاء، أنه ليس لديه حاليا أي خطط لإرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا. “إنه يفكر في ضمانات أمنية.”
وكانت صحيفة “فاينانشيال تايمز” قد ذكرت في وقت سابق أن خلافات كبيرة نشبت بين الدول الأوروبية المشاركة بشأن نشر القوات في أوكرانيا في اجتماع أوكرانيا الذي عقد في باريس يوم الاثنين.
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استعداده للنظر في إرسال قوات بريطانية إلى أوكرانيا إلى جانب دول أخرى في حال التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد. وأكد أن أي نشر لهذه القوات يجب أن يكون مدعوما بضمانات أمنية من الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن بلاده لا تخطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا، لكنها ستدعم البلدان التي قد تتخذ هذه الخطوة.
أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن غضبه إزاء النقاش الدائر حول تمركز قوات أجنبية في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار. وقال إن الأمر سابق لأوانه لأن نتائج المفاوضات لم تعرف بعد.
من جهتها، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن استيائها من اللقاء في باريس، وأكدت أن قضية أوكرانيا يجب أن تناقش مع رؤساء دول وحكومات جميع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الأقرب إلى روسيا. وبعد اللقاء، رفضت التحدث إلى الصحفيين.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن عدة دول أوروبية تعمل سرا على خطة لإرسال قوات إلى أوكرانيا “لضمان تنفيذ” اتفاق السلام المستقبلي مع روسيا. وبحسب تقارير إعلامية، بدأ الأوروبيون دراسة هذه الخيارات قبل نحو عام، حيث تقود بريطانيا وفرنسا هذه الجهود.
وفي العام الماضي، كشفت الاستخبارات الخارجية الروسية أن الغرب يخطط لنشر ما يسمى بقوة حفظ السلام التي يبلغ قوامها نحو 100 ألف رجل في أوكرانيا لاستعادة القدرة القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية أن هذا من شأنه أن يرقى إلى احتلال فعلي لأوكرانيا.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن نشر قوات حفظ السلام لا يمكن أن يكون ممكنا إلا بموافقة أطراف النزاع. وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.