439 يوم استنزاف.. ماذا نعرف عن خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحه غزة؟

دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة في 28 أكتوبر 2023 بعد غارة جوية مدمرة. ومنذ ذلك الحين، يتعرض جيش الاحتلال لعملية تدمير مستمرة للأرواح والسلاح والمعنويات، في مواجهة صمود أهل غزة، وعلى رأسهم حركات المقاومة التي نفذت الجزء الأكبر من القتال. لقد كان جيش الاحتلال منهكاً، فيما ساهمت عوامل مختلفة داخل قطاع غزة في إيقاع المزيد من الضحايا في صفوف الاحتلال.
وتتحدث صحيفة الشروق عن الخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي خلال الاجتياح البري، من قتلى وجرحى ومرضى، بالإضافة إلى خسائر الدبابات والذخيرة المهدورة، نقلا عن تقارير من صحف كيديوت أحرونوت وهآرتس الإسرائيلية والإذاعة الإسرائيلية. شركة.
وفي مقدمة خسائر جيش الاحتلال الخسائر في الأرواح، حيث تجاوز عدد القتلى الإسرائيليين الذين شاركوا في الاجتياح 330، معظمهم قتلوا نتيجة كمائن معقدة باستخدام العبوات الناسفة وصواريخ ياسين المضادة للدبابات. وعندما وقعت مجازر شهيرة في صفوف جنود الاحتلال، أشهرها كمين الشجاعية وقصف النصيرات، فضلاً عن قصف الراجمات الصاروخية على معبر إيرز.
وبالإضافة إلى عدد القتلى، قُتل 29 جنديًا إسرائيليًا بنيران صديقة، نتيجة الذعر المنتشر بين الجنود لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التمييز بين الأصدقاء والأعداء. وأدت حادثة نيران صديقة إلى مقتل ثلاثة أسرى إسرائيليين كانوا فارين من المقاومة الفلسطينية. وأضاعت دولة الاحتلال فرصة إنقاذ بعض الأسرى.
ويتبع حصيلة قتلى جيش الاحتلال عدد الجرحى، الذي بلغ، بحسب تقرير إسرائيلي، 10 آلاف جريح في يونيو/حزيران الماضي، بمعدل ألف جريح شهريا. وتفاقمت أزمة الجرحى مع ظهور بحسب تحليل إسرائيلي، فإن عدد الخسائر البشرية بمئات الأشخاص جراء العمليات العسكرية، التي تشكل عبئا على مراكز إعادة التأهيل الإسرائيلية، هو الأعلى منذ الحرب.
ولا تقتصر الإصابات على الجانب الجسدي فقط، إذ تشير التقارير المختلفة إلى أن ما بين 1000 إلى 4000 شخص يعانون من حالات نفسية مثل القلق والصدمة والاكتئاب. نتيجة للمشاركة في الغزو البري أو بسبب القيود المالية الناجمة عن الخدمة الحربية الطويلة.
وتدهورت الحالة النفسية لجنود الاحتلال إلى درجة أن هناك ما لا يقل عن 11 حالة انتحار بين الضباط والجنود، فيما تم تسريح 90 جنديا إسرائيليا بسبب تدهور حالتهم النفسية.
وبالإضافة إلى الخسائر الفردية الناجمة عن الانخراط في المقاومة الفلسطينية، فقد جاءت الخسائر بسبب الأمراض المستوطنة وغير المتوطنة في قطاع غزة، حيث أشار تقرير إلى انتشار مرض الزحار بين جنود الاحتلال. وأدى تناول طعام ملوث إلى إصابة 18 جنديا، فيما أدى تلوث جروح الجنود بالفطريات المتوطنة في قطاع غزة إلى مقتل أربعة جنود وتدهور حالة 30 جنديا آخرين.
ويضاف إلى الخسائر في الأرواح أطنان عديدة من الفولاذ المدمر من دبابات الميركافا التي اصطدمت بسلاح الياسين محلي الصنع خلال الاشتباكات. ورغم أن جيش الاحتلال لم يقدم رقما واضحا، إلا أن أحد التقارير ذكر أن الدبابات التي قدمها جيش الاحتلال لم تكن كافية لتلبية احتياجات وحدات التدريب، في حين أشار آخر إلى أن عدد الدبابات المقدمة للدبابات المجهزة للقتال قد انخفض. ولجأت إلى تصدير الدبابات لإدخالها في الحرب، إضافة إلى تقرير إضافي يؤكد وجود نقص في قطع غيار الدبابات والذخائر العسكرية الخاصة. معها.
ولم يقتصر الاستنزاف على الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات، إذ ذكر تقرير إسرائيلي آخر أن الجنود لجأوا إلى التبرعات للحصول على الخوذات والملابس العسكرية اللازمة للقتال، كما شملت التبرعات بعض الطائرات بدون طيار المستخدمة للمراقبة.