أحمد عدوية.. كروان الشارع والأب الروحي للأغنية الشعبية الذي تحدى الجميع

عدوية، نجم الشارع المصري الذي ربما واجه «غطرسة» المثقفين وقت ظهوره، أجبرهم على الاعتراف -دون مواجهة- بعذوبة صوته وتفرده. كما مر بتجربة كانت الأصعب على الإطلاق في حياته المهنية ومحاولة رجل أعمال عربي قتله، وواجه شائعة خصائه، والشائعة تلو الأخرى، وخرج منها جميعًا. .أزماته مليئة بالفن والوداعة، على سبيل المثال، في مقابلة مدتها 5 دقائق يقاطعها دائمًا بالغناء، كما لو كان يتنفسها.
وظل عدوية يعاني من حالة يمكن وصفها بـ”غطرسة” النخبة في ذلك الوقت، إلا أن انقسام الآراء والدفاع عنه من قبل عدد من المثقفين أعطاه شرعية كبيرة آنذاك لما قدمه، و ثم تم تعزيزه من خلال جمهوره الواسع. وهي نفس حالة الانقسام التي أصابت العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في بداياته الفنية. وبين جمهور أحب صوته العذب ونقاد تحدثوا عن محدودية صوته، عزز حليم موهبته واحتضن ثورة يوليو وإيمانه بمبادئها. حصنه
ومن بين محبي عدوية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي تحدث عنه في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي الكبير مفيد فوزي، الذي أبدى استغرابه من تصريح نجيب عن إعجابه بصوت عدوية.
رحل أحمد عدوية عن عالمنا ولم يغادر فنه قلوب محبيه. لقد مات وسيبقى نجماً ساطعاً فريداً في سماء الأغاني.
الحالة التي خلقتها أحمد عدوية، والهجوم الضاري عليها وقتها وفوائده بإفساد الفساد العام، لم تمنعه من استكمال المسيرة بل كان يملك من الإصرار الكثير من متحصنا بجمهور واسع وكان ملاذه الدائم الأول والأخير من بناءات لا تنتهي
عدوية بمجرد بخفة غزال كلمات الجمهور حين يقول “راحوا الحبايب بقالهم عام والتاني”، ويثير الابتسامة حين تسمعه يغني “المسح الدح إمبو الواد طالع لأبوه”، العدوانية يقتحم صوته مشاعرك وهو يدين بأي مكان كلمات كانت، صوته اسرع لكل ما هو مصري أصيل
هذا هو الحال الجميع بعبقريته، عبقرية نجم لم يشبه أحد، وبالتعبير المصري الدارج “كان بيغني وهو سايب إيديه”، فصوته الذي عصره وجن لا مثيل لها قطعة أصيلة لأريح الفن الشعبي المصري
العدوية نجم الشارع المصري الذي واجه ربما “تكبر” المثقفين وقت ظهوره، أجبرهم -دون مواجهة- على الاعتراف بحلاوة صوته وفرده، كما تجربه هي الأقسى في مشواره ومحاولة أحد رجال الأعمال العرب قتله، ومواجهة غير شائعة إخصائه، وشائعة سيئة الشائعة، وخرج من الكل أزماته يقطر فنا وعذوبة، فمن النادر أن تجده غالبا مثلا في اللقاء لمدة 5 فترات، بل يقطعها دائما بالغناء المتنوعة يتنفسه
ظل العدائية تعاني من حالة ربما تكون تعريفها المحدد “استعلاء” المميزة وقتها، ولكن انقسامات الآراء والدفاع عدد من المثقفين حينئذ، منحته شرعية كبيرة وهي لما قدم، وتحصن وقتها بجمهوره العريض حالة الاندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، في بدايته الفنية بين جمهور أحب صوته العذب، ونقاد تحدثوا عن محدودة صوته، ليتحصن حليم بموهبته ويتخذ من ثورة يوليو وإيمانه بمبادئها حصنا له
وكان من محبي الكاتب المعادي نجيب محفوظ الذي تحدث عنه في لقاء التلفازي، مع الإعلامي مفيد فوزي، الذي أبدى الكبير اندهاشه من قول نجيب إن صوت عدوية يطربه.
رحل أحمد عدوية عن عالمنا، ولم يرحل فنه من قلوب محبيه، رحل وسيظل نجما ساطعا فريدا في سماء الأغنية