الحياة كما عشتها.. الناقد أمير العمري يروي سيرة حياته ويستعيد ذكرياته من الطب إلى السينما

منذ 5 شهور
الحياة كما عشتها.. الناقد أمير العمري يروي سيرة حياته ويستعيد ذكرياته من الطب إلى السينما

في كتابه الجديد “الحياة كما عشتها”، وهو الكتاب السادس والثلاثون ضمن سلسلة كتبه التي بدأت عام 1993 وصدر حديثا عن مركز نظر للمعرفة والفنون، يروي المؤلف والناقد السينمائي أمير العمري في سيرته الذاتية أنه وقد سجل في هذا الكتاب قصصا كثيرة في ذاكرته. يقع هذا الكتاب في 408 صفحة مع ملحق بالصور.

يحتوي الكتاب في الفصول الثلاثة الأولى على سرد مثير للاهتمام لطفولة المؤلف، وتأثير هذه الفترة على علاقته بأسرته، وتأثير المناخ الليبرالي الذي نشأ فيه على شخصيته، مما يرسم صورة، ما كان موجوداً حوله في حقبة الخمسينيات تلك. ثم ينتقل بعد ذلك إلى سنوات الدراسة التي يعتبرها سنوات الوعي الحقيقي، وبدايات ممارسته كناقد سينمائي منذ أيام دراسته.

العنوان الفرعي للكتاب هو “أحداث ومواقف وشخصيات” لأن المؤلف يتوقف عند العديد من الأحداث العامة التي أثرت فيه، ويسجل المواقف التي اتخذها ويسرد تجاربه كطبيب في مصر والصعيد والقاهرة، ثم رحلته إلى الجزائر كطبيب في أوائل الثمانينات. كما يتحدث عن العديد من الأحداث والمواقف التي شكلته ويروي قصصًا مثيرة عن المشاكل التي واجهها أثناء عمله كطبيب، قبل أن يتحدث عن قراره الكبير بترك المهنة والذهاب إلى لندن لخوض تجربة جديدة.

ومن أهم الفصول، الفصل الذي يتناول تجاربه في نوادي السينما المصرية ورحلاته لتقديم الأفلام في مدن الصعيد والوجه البحري، حيث التقى بشخصيات ظهرت جذورها فيما بعد. كما تعامل لفترة طويلة مع عدد من النقاد المعاصرين مثل سامي السلموني ومصطفى درويش وسمير فريد وعلي أبو شادي، بالإضافة إلى مخرجين مثل محمد القليوبي ومجدي أحمد علي. والحقيقة أن الكتاب يتناول كثيرًا عشرات الشخصيات المصرية والعربية والأجنبية التي التقى بها المؤلف وتفاعل معها أو كانت له تجارب معها في العمل أو في الحياة. لقد رحل بعض هذه الشخصيات، لكن الكثير منهم لا يزال بيننا. يتميز هذا الجزء من الكتاب بعرضه الجريء للحقائق والمواقف، التي يوثق الكثير منها.

ثم يستعيد المؤلف سنواته الأولى في لندن، وهي الفترة المضطربة التي عاشها بكل قوة. التحق بالصحافة وانتقل من الصحافة المطبوعة إلى التلفزيون. ومن أهم تجاربه الصحفية عمله في صحيفة القدس العربي منذ تأسيسها عام 1989 وحتى منتصف عام 1994، حيث شارك في أول تجربة تلفزيونية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) البريطانية، والتي انطلقت ضمن شراكة بين شركة المدار السعودي وهيئة الإذاعة البريطانية، لكنها انتهت بعد أقل من عامين.

يتمسك العمري في قصته بالعديد من الشخصيات التي عرفها، أغلبهم شخصيات عامة، يروي عنهم تفاصيل كثيرة يجهلها القارئ، كما شخصيات مأساوية كانت لها بدايات حالمة وانتهت بنهايات مؤلمة.

يتكون الكتاب من مقدمة وعشرين فصلاً وخاتمة. ومن أهم فصول الكتاب هو الفصل التاسع عشر الذي يصف فيه ظروف انتخابه رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي للقاء لم يحدث والخلافات التي واجهها. كما يتطرق إلى تجربته في قيادة دورتين من مهرجان الإسماعيلية السينمائي في ظل ظروف صعبة للغاية.


شارك