ملكة جمال تونس 1957.. وفاة أيقونة السينما الإيطالية كلاوديا كاردينالي- صور

توفيت الممثلة كلوديا كاردينالي، أيقونة السينما الإيطالية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي كانت لها مسيرة طويلة ومتنوعة كممثلة ومسرحية، عن عمر ناهز 87 عاما.

ولدت كلوديا كاردينالي، التي توفيت في مسكنها في نمور، إحدى ضواحي باريس، عام 1938 في حلق الوادي في تونس، حيث قضت طفولتها وبدأت رحلتها من إيطاليا إلى العالم في الخمسينيات، وبعد ذلك حصلت على الجنسية الفرنسية.

لم تغادر تونس إلى إيطاليا إلا بعد أن بلغت الثامنة عشرة من عمرها، بعد تتويجها ملكة جمال إيطاليا في تونس. وكانت جائزتها رحلة إلى إيطاليا، حيث اختطفها المنتج الإيطالي الشهير فرانكو كريستالي، الذي صنع منها نجمة، وتزوجها، ثم ذاع صيتها في أفلام هوليوود.

بدأت الممثلة الراحلة مسيرتها السينمائية عام 1957 بعد فوزها في مسابقة ملكة جمال تونس، مما أكسبها رحلة إلى مهرجان البندقية السينمائي.

بالنسبة لأدوارها السينمائية الإيطالية الأولى، كان لا بد من دبلجة صوتها لأنها نشأت في عائلة ناطقة باللغة الصقلية وتلقت تعليمها في مدرسة ناطقة باللغة الفرنسية.

أعاق حملها السري، الذي قالت إنه نتيجة علاقة سيئة، مسيرتها الفنية المبكرة. أنجبت باتريك في لندن عام ١٩٥٨، واعتبرته شقيقها الأصغر لعدة سنوات بينما كان والداها يربيانه.

وبعد سلسلة من الأدوار الصغيرة، حققت شهرة عالمية في عام 1963 عندما ظهرت في فيلم “8 1/2” للمخرج فيديريكو فيليني، وفي العام نفسه لعبت دور البطولة إلى جانب الممثل بيرت لانكستر في فيلم “الفهد”.

فتحت شهرتها المتزايدة الباب أمام إنتاجات هوليوود، وفي عام 1968 ظهرت في الفيلم الكوميدي The Pink Panther للمخرج بليك إدواردز، وفيلم Once Upon a Time in the West للمخرج سيرجيو ليوني.

شهدت مسيرة كاردينالي انتكاسة في السبعينيات بعد انفصالها عن المنتج السينمائي فرانكو كريستالدي وبدء علاقة مدى الحياة مع المخرج السينمائي باسكوالي سكويتيري، الذي أنجبت منه ابنة تدعى أيضًا كلوديا.

كان كريستالدي غاضباً لأنها تركته من أجل رجل آخر وطلب من الأصدقاء والزملاء في صناعة السينما الإيطالية تجنب كاردينالي، الأمر الذي أدى، على سبيل المثال، إلى رفض فيسكونتي لها في فيلمه الأخير، “قلعة الرعب” (1976).

قالت كاردينالي عن تلك اللحظة: “كانت لحظة حرجة للغاية. أدركتُ حينها أنني لا أملك مالًا في حسابي المصرفي”.

وأخيرًا، أنقذها فرانكو زيفيريللي بمنحها دور البطولة في المسلسل التلفزيوني القصير “يسوع الناصري” في عام 1977. وعملت بعد ذلك مع مخرجين أوروبيين آخرين، بما في ذلك فيرنر هيرزوغ وماركو بيلوتشيو.

كان الكاردينال ذو الصوت الأجش والمدخن الشره يعتبر امرأة مستقلة للغاية وذات روح حرة، وقد تجاهل ذات مرة بروتوكول الفاتيكان عندما ظهر مرتديًا تنورة قصيرة في اجتماع مع البابا بولس السادس.

بعد أن قضت معظم وقتها في فرنسا وأصبحت صديقة للرئيسين فرانسوا ميتران وجاك شيراك، اتجهت كاردينالي إلى المسرح في مطلع القرن العشرين وحظيت بالتقدير لحضورها على المسرح.

واستمرت في صنع أفلام بمختلف اللغات الأوروبية حتى سن متقدمة، وظهرت في المسلسل التلفزيوني السويسري “Bulle” في عام 2020.

حصلت أيقونة السينما على جائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان برلين السينمائي في عام 2002، ووفقًا لموقع روسيا اليوم، تم نشر كتاب عن حياتها بعنوان “كلوديا كاردينالي التي لا تقهر” في عام 2022.