الأموال الساخنة.. هل تستفيد مصر من خفض الفائدة الأمريكية؟

منذ 1 ساعة
الأموال الساخنة.. هل تستفيد مصر من خفض الفائدة الأمريكية؟

أكد خبراء اقتصاديون ومصرفيون، أجرى ايجي برس مقابلات معهم، أن خفض سعر الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، يزيد من جاذبية الاستثمار الأجنبي في أذون وسندات الخزانة المصرية، من خلال توسيع الفارق بين عائد أدوات الدين المحلية ونظيرتها العالمية، ومن ثم زيادة جاذبية السوق المصرية.

وفي اجتماعه أمس، خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة الرئيسية للمرة الأولى في عام 2025 بنسبة 0.25 بالمئة إلى 4 بالمئة و4.25 بالمئة على التوالي، بما يتماشى مع توقعات السوق رغم ارتفاع التضخم.

تُعدّ الاستثمارات الأجنبية في السندات الحكومية مصدر دخل للبلاد. لكن المخاطر تزداد عند سحبها فجأةً، ما يزيد الضغط على الدولار ويُضعف الجنيه. ولذلك يُشار إليها أيضًا باسم “الأموال الساخنة”.

وفي العام الأول من تحرير سعر الصرف، اجتذبت مصر نحو 23 مليار دولار، ليصل الإجمالي إلى 38 مليار دولار بنهاية مارس/آذار من العام الماضي، مع استمرار تدفق الاستثمارات إلى السوق المصرية.

يساهم خفض أسعار الفائدة في زيادة جاذبية أدوات الدين المصرية.

قال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن الاستثمارات الأجنبية قصيرة الأجل ستكون أول وأكثر المتأثرين بخفض أسعار الفائدة الأميركية.

وأوضح في حواره مع ايجي برس، أن أي انخفاض في سعر الفائدة على الدولار يوسع الفجوة بين العائد على الجنيه المصري والعائد على الدولار، ما يجعل الديون المصرية أكثر جاذبية للمستثمرين.

وأشار إلى أن استمرار هذه التدفقات مرهون باستقرار مستوى المخاطر في السوق المحلية. وتوقع أن تبقى التدفقات عند مستوياتها الحالية، وأن تتجه نحو الارتفاع، مما يدعم سوق الصرف الأجنبي ويساهم في استقرار قيمة الجنيه.

مستمر ومستقر

قالت سحر الدماطي نائب رئيس مجلس إدارة بنك مصر السابق، إن الاستثمار الأجنبي غير المباشر في مصر مستقر ومستمر، حيث إن أي تغيرات في أسعار الفائدة الأمريكية لا تؤثر بشكل كبير على التدفقات المالية إلى السوق المصرية.

وأوضحت أن زيادة الاستثمار الأجنبي غير المباشر تعود في المقام الأول إلى تحسن الوضع الاقتصادي في مصر وجاذبية السوق المحلية، وليس فقط إلى عوامل خارجية.

أكد الدماطي أن مصطلح “الأموال الساخنة” يُستخدم غالبًا بشكل غير دقيق. فالخطاب المُتداول حوله يُركز على المخاطر ويتجاهل الحلول المُطبقة بالفعل.

وأضاف أن هذه الاستثمارات هي أموال أجنبية قصيرة الأجل على شكل أذون خزانة بآجال تتراوح بين ثلاثة أشهر وسنة، وأنها تُمثل موردًا هامًا للدولة. وأشار إلى أن البديل الوحيد هو الاقتراض من الخارج.

وأشار الدماطي إلى أن الخطر في الماضي كان يتمثل في اضطرار المستثمرين إلى سداد أموالهم مع أرباحهم بالدولار بعد فترة قصيرة، وهو ما كان سيؤدي إلى ضغوط على الاحتياطيات النقدية.

وأكدت أن محافظ البنك المركزي حسن عبدالله أدخل آلية جديدة لتعديل استحقاق هذه الموارد حسب استخدامها، وبالتالي تقليل المخاطر.

وأشارت إلى أن هذا النظام موجود منذ حوالي عامين وساهم في تخفيف الضغوط المرتبطة بهذا النوع من الاستثمار.

إن التحدي الحقيقي هو المنافسة العالمية.

قال الخبير الاقتصادي وائل النحاس، إن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة لن يكون له تأثير مباشر على تدفقات الاستثمار الأجنبي قصير الأجل إلى مصر.

وأوضح أن المستثمرين في السوق المحلية يحصلون على عوائدهم بالجنيه المصري وليس بالدولار، وبالتالي فإن التغيرات في سعر الفائدة على الدولار لا تؤثر بشكل جوهري على قرارهم.

أشار النحاس إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في الأسواق العالمية. فاهتزاز مصداقية الاحتياطي الفيدرالي قد يدفع المستثمرين إلى بيع السندات الأمريكية بأسعار أقل، مما يزيد من عائدها الفعلي ويجعلها أكثر جاذبية.

وأضاف أن المنافسة الحقيقية لمصر لا تكمن في قرار سعر الفائدة نفسه، بل في وجود بدائل عالمية أكثر جاذبية، مثل السندات الأميركية، التي تقدم عوائد أعلى بمخاطر أقل بكثير من السوق المحلية.


شارك